كتب – روماني صبري 
وجه الأنبا نيقولا أنطونيو، المتحدث الإعلامي لكنيسة الروم الأرثوذكس في مصر وسائر إفريقيا، رسالة رعوية حملت عنوان ما معنى عبارة "أبانا الذي في السموات"، وجاء بنصها 
عبارة "أبانا الذي في السموات”، لا تعني انّ الله ليس موجوداً في الأرض، او كما نقول في طقوسنا "في كل مكان". 
 
المسيحيّة الأرثوذكسية ذهبت الى أبعد من هذا التصريح، ففي تعليمها، المتعلّق بالتجسّد خصوصاً، أكّدت ان كل مسافة او فرق بين الأرض والسماء، أو ما هو فوق وما هو تحت، ألغي في المسيح يسوع. فيسوع هو، وحده، في هذا الدهر وفي الدهر الآتي.
 
إن عبارة "الأب الذي في السموات” كانت، في التقليد العبريّ، في زمن يسوع، تدلّ على تسامي الله وتعاليه، وفي نفس الوقت على قدرته وسلطانه في الأرض وعلى “كلّ الساكنين فيها” (مزمور 24: 1). أمّا يسوع المسيح ابن الله الوحيد الذي أتى ليحرّرنا من العبوديّة وينتشلنا من كلّ بعد وخوف، فقد علّم تلاميذه أن ينادوا أباه بحرّيّة ودالّة: "أبانا الذي في السموات"، وذلك أنّه أراد أن يكشف أنّ الله هو أب حنون ومترئف لا بإسرائيل فحسب، ولكن بالبشر جميعاً.
 
فأهم أحد معاني عبارة "أبانا الذي في السموات”، أنه هو إله محبّ. فـ"المحبّة" هي التي تبسط حقيقة الله الأزلية وكلّ عمله الخلاصيّ في التاريخ. وهذا يعني أنّ قلب الإنسان هو مسكن الله الحقيقي، كما يقول يسوع "إنّ ملكوت الله في داخلكم” (لوقا 17: 21). ويوضح كلامه هذا، قوله: "إذا أحبّني أحد حفظ كلامي فأحبّه أبي ونأتي إليه فنجعل لنا عنده مُقاماً" (يو 14: 23). فالقلب البشريّ هو، في العمق، سماء الله الحقيقيّة.