الخدعة (المتكررة) !! كل عام !! 
مصر تقهر الشيطان في رمضان !!
 
حامد عبد الله حامد
بالرغم من ان الشياطين تقيد في رمضان الا ان ماتشهده مصر الان من نفاق وزور  وبهتان قد اطلق من القمقم كل شيطان !
 
١. يبدأ  ماراثون النفاق مبكرا حيث تمتلئ الصفحات والتدوينات والتغريدات بملايين الابتهالات و الدعوات ولا عيب في ذلك أو إعتراضات ! ولكن الادعية علي تلك الصفحات  ليست لها  أية إحتمالات  إلا أن أصحابها يطلبونها من الله من خلال تلك الصفحات ! وهذا هو الجنون والغباء ! او انهم يظهرون للناس ايمانهم من خلالها وهذا هو النفاق والرياء !! 
 
٢. ومع النفاق (الدعائي) يبدأ النفاق (الصيامي) فمن المعروف أنه تبعاً لرخصة الإفطار  من قبل رب العالمين  ! فإن أعداد المفطرين  تفوق كثيراً اعداد الصائمين  ! والقائمة كبيرة للمرضي والمريضات ! وتشمل  امراض الكلي والكبد والسكر وقرحة المعدة والأورام والجلطات !  وكبار السن والاطفال والحوامل والمرضعات ! وفي ايام الدورة للفتيات والسيدات وبالطبع المسيحيين والمسيحييات .
 
ومع ذلك يضطر كل هؤلاء المساكين والمسكينات الي التظاهر بانهم صائمون وصائمات ! فلا مطاعم تقبلهم  ! ولا نقطة ماء تروي ظمأهم  ! وبالرغم من أن رحمة الله بمرضهم قد وسعتهم ! إلا أن الناس لم ترحمهم ! وأصبح معظم المصريين جواسيس ومحتسبين علي المفطرين ! مراعاة لمشاعر الصائمين ! ويأيها العارفات والعارفين :  دلوني علي معني كلمة (مشاعر الصائمين ) !؟ لانها كلمة غامضة تحيرنا اجمعين ! فبفضلها اصبحت مصر الدولة الوحيدة التي تغلق فيها المطاعم في صوم المسلمين مراعاة لمشاعر المسلمين ! وتفتح فيها المطاعم في صوم المسيحيين مراعاة لغرائز المسلمين ! 
 
٣.اما عن الازدواجية والنفاق والبهتان في سوق الاعلان في رمضان فقد اثار ايضا اعجاب الشيطان فقد انقسمت الاعلانات الي فئتين : الاولي تبشر الاثرياء الجدد بخاصية التفرد و الانفراد مع اسرهم بعيدا عن سائر البشر بجنات وارفات !  عليهم مقصورات ! وعن امثالنا معزولات ! لا يرون فيها محرومين  ولا محرومات ! بل شواطئ و حسناوات ! و قصور و فيلات ! و مرسيدس و يختات ! فلا خوف عليهمولا يحزنون  إلا من حيرة الإختيارات بين تلك الجنات ! وهل يسكنون في جنان (زايد) أم في (التجمعات) !؟ 
 
اما الفئة الثانية من الاعلانات فهي تعتمد علي نظرية (زيطة) صانع العاهات في رواية (نجيب مصر المحفوظ) (زقاق المدق)  وهنا يستغل المنافقون (المرضي الفقراء) كما استغلوا (اللصوص الاثرياء) فيظهرونهم بكل سفالة وقد تساقط شعرهم وهزلت اجسادهم وانغرزت الانابيب في اجسادهم ليصبحوا مثل ضحايا زيطة لاستدرار العطف والاحسان في جريمة مكتملة الأركان لاستغلال فقرهم ومرضهم ماكانوا يجرؤون علي التفكير فيه مع ابناء الفئة الاولي للاعلانات سكان الجنات !
 
٤. وعندما يسير الشيطان في الشوارع والحارات  فقد يشعر لأول مرة بالشفقة وتسيل منه العبرات  ! يبدأ رمضان فيتحفز  ويتلمظ كثير من المصريين للمصريات ! وبدلاً من غض أبصارهم وإحترام إخواتهم وبناتهم ! يحملونهن ذنوب إفساد صومهم ! وتحرش أعينهم  ! وسيلان شهواتهم ! فتضطر هؤلاء المسكينات لتغليف أجسادهن  بعباءات خليجية سوداء في درجة حرارة في الأربعينات  !  ومع العرق والشمس والغبار لا تجرؤن علي وضع لمسة تجميل او نقطة عطر تجعلهن من الزانيات !
 
وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا ! لقد حرر نفاقكم الشيطان  ! وصفق لكم اعجابا وتقديراً في  رمضان  ! ويفكر جديا في تغيير اسم مصر الي امارة نفاقستان