في حوالي الساعة الخامسة وتسع وأربعين دقيقة مساء يوم 5 مايو 1821، فارق نابليون بونابرت الحياة عن عمر يناهز 51 عاما و8 أشهر و20 يوما لتغيب شمس الإمبراطور الفرنسي الذي أرعب  أوروبا  وساهم في رسم ملامح العالم المعاصر، ومع  إقتراب الذكرى المئوية الثانية لوفاته، لماذا أوصى بونابارت بتشريح جثمانه للوقوف على سبب وفاته ؟ ولماذا أثار هذه السبب جدلًا؟ ولماذا يسعى البعض للحصول على الـDNA الخاص ببونابرت حتى الآن؟
عقب خسارة بونابرت معركة واترلو (Waterloo) في  18 يونيو  عام 1815، أجبر  على التنازل عن العرش للمرة الثانية، وعلى  إثر هذه الهزيمة، نفُي  نحو جزيرة سانت هيلينا Saint Helena الواقعة بعرض المحيط الأطلسي، وهناك  قضى نابليون بونابرت ما تبقى من أيامه تحت الحراسة المشددة قبل أن يفارق الحياة يوم 5 مايو 1821 في منفاه.
ألم المنفى وألم المرض
عانى نابليون بونابرت خلال الأشهر الأخيرة من حياته من آلام شديدة ببطنه، وفي  17 مارس عام  1821، أصبح  طريح الفراش، حتى أنه حاول الانتحار عبر رفض الطعام  لعدم قدرته على الحراك،  وظل يفقد وزنه بشكل مضطرد.
 
يوم الرابع من شهر مايو، قدم الطبيب الإنجليزي أرشيبالد أرنوت (Archibald Arnott) إلى الإمبراطور وبرفقته جرعة من كلوريد الزئبق الثنائي، لنابليون بونابرت أملا في مساعدته على التغلب على الألم، وسط معارضة طبيبه الفرنسي،  فرانسوا أنتوماركي François Antommarchi
كلمات نابليون بونابرت الأخيرة 
تحسن الإمبراطور ليلة واحدةوسرعان ما انتكست آلامه، و خلال الليلة الفاصلة بين يومي 4 و5 مايو 1821، كان بونابرت شبه غائب عن الوعي إلا أنه خلال احدى اللحظات التي استعاد فيها وعيه، تذكر أمجاده العسكرية و نطق  بكلماته الأخيرة قائلا : « رأس»  « جيش» .
بماذا أوصى؟ 
و حسب وصيته، وافق نابليون بونابرت على أن تشرّح جثته للوقوف على أسباب وفاته، عقب الانتقال إلى العالم الآخر؛ لذا  تكفل الطبيب الفرنسي فرانسوا أنتوماركي، بمساعدة فريق طبي بريطاني يتشكل من  7 أطباء بمهمة التشريح لفهم طبيعة المرض الذي عانى منه الإمبراطور الفرنسي السابق قبيل وفاته.
 
أوصى بونابرت كذلك  أن يدفن بفرنسا، إلا أن وصيته  لم تنفذ فور وفاته  ليدفن بادئ الأمر بجزيرة سانت هيلينا، ثم ينتقل جثمانه  عقب  حوالي 19 عاما، ت لفرنسا ليُدفن بمنطقة «ليزانفاليد».
 
وجدل حسب سبب وفاته
وفي أعقاب  وفاة بونابرت، قدم طبيبه الفرنسي  أنتوماركي تقارير مختلفة حول أسباب الوفاة تمحور أغلبها  حول معاناته تقرح شديد بالمعدة. وعقب عامين من الوفاة وتحديدصا في عام 1823، قدم الطبيب والتر هنري (Walter Henry) تقريرا آخر أكد  خلاله وجود آثار لمرض السرطان لدى بونابرت.
 
هل سممه البريطانيون ؟ 
ورغم أن الرواية الرسمية التي قدمّها حاكم جزيرة سانت هيلينا، الجنرال هودسونHudson Lowe، والتي تفيد بأن  نابليون بونابرت  فارق الحياة يوم 5 مايو 1821 على إثر إصابته بسرطان المعدة وهو نفس المرض الذي قتل والده  شارل بونابرت، قبل نجله بحوالي  36 عامًا، إلا أن السنوات التالية للوفاة أظهرت العديد  من الروايات  التي أيدت نظرية المؤامرة وتحدثت عن ضلوع  البريطانيين في قتل الإمبراطور الفرنسي  عن طريق تسميمه بالزرنيخ.
 
DNA بونابرت بآلاف الدولارات 

ورغم مرور مائتي عام على وفاة الإمبراطور الفرنسي، نابليون بونابرت، يتسابق جامعو المقتنيات الخاصة الأسبوع المقبل لشراء عينة الحمض النووي الخاصة به؛ إذ تعرض دار أوزينا للمزادات  قطعة قماش ملطخة بدمائه كانت موضوعة على جثمانه خلال عملية تشريحه، مقابل 18 ألف دولار، في الخامس من مايو الجاري، بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لوفاته.