قال أفرايم صالح، كاهن كنيسة مار يوحنا والقديس يوسف الرامي بوادي النطرون بإبراشية البحيرة، والكاهن بخدمة السجون، في منشور له على "فيسبوك": "الأحباء المباركين شعب الكنيسة القبطية في كل مكان.. ليس من عادتي كتابة شيء على الفيس إلا للضرورة فقط، ومنذ يومين وأنا أرى وأقرأ كمية من الكتابات معظمها تجريح في قداسة البابا تواضروس، وتجريح في الكنيسة ونشر معلومات بطريقة ملتوية؛ لتأليب الشعب ضد قداسة البابا وضد الكنيسة..".

 
جاء ذلك في سياق رد القمص أفرايم صالح على الهجوم على البابا تواضروس الثاني بعد اتهامه من قِبل البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتقصير في حق الراهب إشعياء المقاري سابقًا، والذي تم إعدامه لاتهامه بقتل الأنبا إبيفانيوس، رئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون.
 
وذكر القمص أفرايم، في منشوره على "فيسبوك"، تفاصيل موقف وتعامل الكنيسة مع وائل سعد، طوال الفترة الماضية وحتى يوم تنفيذ حكم الإعدام فيه.
 
وتابع القمص أفرايم: ".. لذلك وبما أنني على علم ببعض الحقائق، بصفتي كاهن بإبراشية البحيرة وخدمة السجون وعضو باللجنة المجمعية لخدمة السجون أثناء فترة حادث مقتل الأنبا أبيفانيوس والحكم بإعدام الراهب أشعياء المقاري (سابقًا) وإيداعه سجن الأبعدية بدمنهور، وهذه شهادة أمام الله والكنيسة وأمام حضراتكم..
 
واستطرد القمص أفرايم:
أولًا: سعت اللجنة المجمعية لخدمة السجون برئاسة نيافة الحبر الجليل الأنبا دوماديوس، أسقف ٦ أكتوبر، لمحاولة مقابلة الراهب أشعياء داخل السجن؛ بتقديم طلب لمصلحة السجون، وتكرر الطلب ثلاث مرات، وفي كل مرة لا يتم الرد.
 
تم إبلاغ قداسة البابا بذلك، وبعد تدخل البابا تم السماح لنيافة الأنبا دوماديوس (بمفرده) بمقابلة الراهب أشعياء؛ لأخذ اعترافه ومناولته.
 
ثانيًا: من المعروف عن نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة، أنه أب بمعنى الكلمة ولا يرد أحدًا التجأ إليه.
 
واستطرد القمص أفرايم: لذلك عندما لجأت أسرة الراهب أشعياء إلى نيافته، وقف بجانبهم واستضافهم أكثر من مرة بمبيت المطرانية، وقدم لهم الدعم الكامل لزيارة الراهب أشعياء في محبسه بغض النظر عن كونه بريئًا أو مذنبًا، وفي أكثر من مرة كان نيافته يطلب مني تقديم طلبات للمصلحة للسماح لكاهن السجن بمقابلة الراهب أشعياء وحضوره القداسات التي تُقام داخل السجن.
 
ثالثًا: ليلة تنفيذ حكم الإعدام تم إبلاغ أبونا باخوم واعظ السجن (المسمى الرسمي داخل السجن لكاهن السجن) بالحضور في تمام السادسة صباح الغد لحضور تنفيذ حكم إعدام (ولم يتم إبلاغه باسم الذي سيعدم)، ولكن أبونا لم يكن موجودًا بدمنهور، فاعتذر للمأمور مع وعد بحضور كاهن آخر، وتم الاتفاق مع المأمور على حضور أبونا القمص داود.
 
رابعًا: أبونا داود لم يسبق له الخدمة بالسجون، ولم يسبق له رؤية الراهب أشعياء، وعندما دخل وقابل المأمور فوجئ بأن الذي سيتم إعدامه هو الراهب أشعياء، فصلَّى له وقرأ له الحل وتعامل معه حسب لوائح السجن.
 
خامسًا: بعد إبلاغ أسرة الراهب بتنفيذ حكم الإعدام، ولم يجدوا أفضل من نيافة الأنبا باخوميوس، للجوء إليه، وتعامل الأنبا باخوميوس معهم بمنتهى الأبوة، فأمر نيافته بتسهيل كل العقبات وتوفير سيارة لنقل الجثمان إلى بلدته، وهو ما يفعله نيافته دائمًا مع أي شخص أو أسرة تلجأ إليه.
 
سادسًا: طلب أحد أفراد عائلة الراهب أشعياء مقابلة أبونا داود، وطلب منه كلمة تعزية لوالدة الراهب أشعياء، وقام بتسجيل كلمة التعزية بالموبايل الخاص به؛ وذلك لتعزية الوالدة.
 
سابعًا: قام نفس الشخص بالاتصال بمشغل داخل إبراشية البحيرة لشراء تونية وبرنس، وتم إلباس الراهب أشعياء التونية والبرنس، ثم قام هذا الشخص بالادعاء بأن الأنبا باخوميوس هو مَن أمر بإلباس الراهب هذا الزي والصلاة عليه به.
 
ثامنًا: كلامي هذا ليست له علاقة بأن هذا الراهب السابق مذنب أو بريء، فسواء أكان مذنبًا فمن المؤكد أنه قدم توبة، وهنيئًا له بالسماء، ولو كان بريئًا فهنيئًا له أيضًا بالسماء؛ ولكن كلامي هذا من أجل توضيح أن قداسة البابا والكنيسة لم يقصرا في حقه كمسجون ولم يقصرا في موضوع تناوله من سر الإفخارستيا وأخذ اعترافه والصلاة من أجله، وأن معظم من كتب على النت في هذا الموضوع منذ لحظة الإعلان عن تنفيذ حكم الإعدام، كتب بغير معرفة الحقائق، والبعض كتب من أجل إحداث بلبلة وإثارة الشعب ضد قداسة البابا.
 
واختتم الكاهن، قائلًا: نصلِّي جميعًا من أجل أن ينيح الله نفس الراهب أشعياء المقاري (سابقًا) في فردوس النعيم، ويعطي العزاء لأسرته، وأن يعطي السلام للكنيسة ولشعب المسيح.