كتب – روماني صبري
واحد من بين كل 5 أطفال في شمال غرب سوريا حاول الانتحار أو انتحر، تقرير صادم لمنظمة "انقذوا الأطفال" الخيرية البريطانية، والتي صنفت الظاهرة بأنها مبعث حقيقي للقلق، حيث42 طفلا دون سن 15 حاولوا الانتحار وان 18% من المراهقين والشباب ما بين سن 16 و20 عاما حاولوا ذات الأمر، إجمالي الحالات قفز بنسبة 90 بالمئة خلال الربع الأخير فقط من العام الماضي.

أسباب كثيرة للانتحار
لمناقشة هذا الموضوع قال احمد بيرم، مدير الإعلام في منطقة الشرق الأوسط بمنظمة أنقذوا الأطفال، بالحق التقرير صادم، وهو يكشف عن حالات ومحاولات الانتحار، فالأطفال يعيشون ظروف صعبة، وبعض النازحين في شمال غرب سوريا يقررون إنهاء حياتهم بالانتحار للتخلص من تداعيات الحياة في المخيمات.

مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية " بي بي سي عربي"، رصدنا 1700 محاولة انتحار بشمال غرب سوريا خلال 3 أشهر فقط."

لافتا :" ما يثير قلق عظيم هو إقدام أطفال  في عمر 11 سنة أو أكثر على الانتحار، بالحق نحن أمام مشكلة كبيرة، وثمة ارتفاعا في حالات الانتحار للفئات العمرية من 16 لـ20 سنة، والمشكلة مشكلة مجتمع."

"اندلعت الحرب في سوريا منذ أكثر من 10 سنوات، لماذا الزيادة في حالات الانتحار خلال الربع الأخير من العام الماضي؟"، وردا على هذا السؤال لفت مدير الإعلام في منطقة الشرق الأوسط بمنظمة أنقذوا الأطفال :" المشكلة النفسية تأتي من عدة ضغوطات يواجهها الطفل أو الشخص الذي يحاول الانتحار."

مستطردا :" منذ عام 2020 يواجه الأطفال أيضا أزمة فيروس كورونا والذي زاد من الضغوطات على البشر في سوريا والذين يعانون من أسوا أزمة اقتصادية.

موضحا :" سنوات الحرب خلفت نزوح وجوع وفقر وضعف في التعليم، وبالتركيز على انهيار التعليم سنجد أطفال جربوا الانتحار لضياع مستقبلهم بعد خروجهم من المدرسة وتعرضهم للتنمر في مخيمات النزوح.

موضحا :" وإجبار الفتيات الصغيرات في 13 سنة على الزواج  في المجتمعات المضيفة بشمال غرب سوريا، يدمر نفسيتهن، فطفلة وقع بينها خلاف مع زوجها وحينما عاد للمنزل وجدها انتحرت شنقا."

انتحرت كونها فقدت العيش بكيفية طبيعية
وكشفت أم قصي وتعمل مدرسة بمدارس مخيمات ريف ادلب بالشمال السوري، عن أنها أبصرت العديد من حالات الانتحار خلال عملها، لافتة :" حالة منهم لطفلة مهجرة تبلغ من العمر 12 سنة، وكانت جاءت إلى هنا مع عائلتها بسبب الحرب في ريف ادلف الجنوبي."

مضيفة :" عاشت الطفلة في خيمة مع أسرتها، ووالد الطفلة كان مدرس سابق وبات عاطلا عن العمل، فعانت الطفلة من تغيير الوضع المعيشي، نعم التغيير كان جذريا، إذ كان لها منزل وترتاد المدرسة  وتوفر لها عائلتها كل احتياجاتها الأساسية، وفجأة وجدت نفسها في بيئة أخرى يقل فيها الطعام وتفتقد مقومات الحياة، ما انزل بها الاكتئاب."