هاني لبيب
أزعجنى كثيرًا تعبير انتشر مؤخرًا، وهو «مصرية بـ100 راجل» أو «ست بـ100 راجل».. رغم أن هذا التعبير يشير إلى قوة وصمود المرأة المصرية، وتجاربها الناجحة التى تمثل إنجازًا حقيقيًا ضد التحديات والأزمات.

وقلقى ينبع من اهتمامى الشديد بصناعة الأفكار، والتدقيق فى المصطلحات والتعبيرات المستخدمة، وقد توقفت عند بعضها، إذ بدت لى بوضوح عكس ما يُراد منها، ضد المرأة لا معها.

وأود هنا أن أسجل بعض ملاحظات هامة تتعلق بذلك الأمر:
أولا: إن «مصرية بـ100 راجل» أو «ست بـ100 راجل» هو تعبير ضد مفهوم الچندر الذى يرسخ مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة، فلا يمكن أن نطالب بالمساواة، ونكرس التمييز من خلال مقارنات غير عادلة بوصف السيدة أو المرأة بالرجل، لإثبات نجاحها أو جدعنتها.

ثانيًا: لا تحتاج المرأة أن تثبت نفسها بأن تكون رجلًا، حتى لو كان المقصود الصفات أو السمات أو المظاهر، لأن المرأة استطاعت فعليًا إثبات نفسها فى كافة مجالات العمل، بما فيها ما يتطلب الدقة أو التحمل أو القوة والشقاء، ويظل الاختلاف الوحيد بينهما هو الدور البيولوچى الخاص بالحمل والإنجاب.

ثالثًا: لا تزال الصورة التقليدية والنمطية للمرأة متأثرة بالنظرة الذكورية الأكثر تشددًا، وهى ترى العالم فى سيطرة الرجل وخضوع المرأة وخنوعها له، وقد دعم البعض تلك النظرة من خلال توظيف بعض الآيات القرآنية بعكس صحيحها والمراد منها، وتفسيرها بما يدعم الحط من شأن المرأة فى مقابل زيادة مساحة سطوة الرجل عليها.

رابعا: أتفق تمامًا مع ما يذهب إليه العديد من المفكرين من أن كل أنثى هى امرأة، ولكن ليست كل امرأة هى أنثى، وقطعًا لا أقصد هنا الجمال أو ارتداء الماركات العالمية أو المستوى الاجتماعى، ولكن ما أقصده هو ما تتسم به من جاذبية شخصيتها وسحر حضورها وغموض عالمها وقوة مواقفها وجمال روحها الذى يجعلها فى قلب المجرة.

خامسًا: نحتاج إلى رفع «حجاب» الأوهام عن المرأة المصرية لكى تتمكن من المشاركة الإيجابية الكاملة فى بناء المجتمع المصرى وتقدمه، من خلال مواجهة التمييز ضدها بسبب الثقافة الذكورية الرجعية الموجودة لدينا، والتى تتعامل معها باعتبارها ملكية شخصية لوالدها أو شقيقها أو زوجها أو ابنها، وباعتبارها كذلك ملكية عامة للمجتمع ككل، وعدم التعامل معها باعتبارها سلعة معروضة للبيع، يمكن النظر إليها وتقليبها مثل أى بضاعة والحكم عليها من خندق التمييز، بسبب العديد من الموروثات الدينية والثقافية والاجتماعية، وما نتج عن ذلك من عنف ضدها.

نقطة ومن أول السطر..
لولا المرأة لما وجدت الإنسانية.

المرأة لها قلب ومشاعر، ولكن تحكمهما الحكمة، فهى قلب الحياة وقلب الوطن وقلب الكون وقلب المجرة.

المرأة ملكة.. ملكة بسمو أفكارها، وملكة بحكمة تصرفاتها، وملكة بيدها وحدها تحديد اختياراتها.
نقلا عن المصرى اليوم