تناول مسلسل "الاختيار 2" في الحلقة الخامسة والعشرين الواحات'> حادث الواحات الإرهابي الذي حدث في 20 أكتوبر 2017، وأسفر عن استشهاد 16 من قوات الشرطة وإصابة 13 آخرين، ومصرع 15 من العناصر الإرهابية.

وتفاعل عدد كبير من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي مع الحلقة الـ25 وأصدروا عدد من الهاشتاغات من بينهم "ملحمة الواحات" للحديث عن شهداء مصر في ذلك الحادث، مطالبين بإبراز مواقفهم لمن لا يعرفهم، كما الترحّم عليهم.

المتحدة تعتذر على قسوة المشاهد
واعتذرت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية برئاسة تامر مرسي قبيل عرض الحلقة لأهالي الشهداء عن صعوبة الحلقة وما تضمنته من مشاهد قاسية على قلوبهم العامرة بحب الوطن، داعية الشعب المصري لمعرفة الدور العظيم الذي لعبه هؤلاء الشهداء في الحفاظ على أرواح المصريين الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن.

وقال المتحدث باسم الشركة حسام صالح إنّ عمل وتنفيذ هذه المشاهد كان يمثل ضغطًا نفسيًا كبيرًا على فريق العمل الذي استمد حماسه من قوة وصلابة أهالي الشهداء. الهدف هو توثيق بطولات الشهداء حتى تعرف جميع الأجيال ماذا قدموا لهذا الوطن من تضحيات.

شهداء الحادث
استُشهد في الحادث ضباط شرطة العميد امتياز إسحاق والمقدم أحمد فايز الذي يجسد دوره في المسلسل أحمد سعيد عبد الغني، والمقدم أحمد جاد جميل الذي يجسد دوره أحمد رفعت والمقدم محمد مصيحلى الذي يجسد دوره أحمد علي والرائد محمد عبد الفتاح سليمان والرائد أحمد عبد الباسط الذي يجسد دوره عمر متولي والنقيب كريم فرحات ويجسد دوره عمر زكريا.

كما استُشهد النقيب أحمد زيدان والنقيب إسلام محمد حلمى على مشهور والنقيب عمرو صلاح عفيفى والنقيب أحمد أبو شوشة ورقيب شرطة أنور محمد الدبركى والمجند بطرس سليمان مسعود الذي يجسد دوره أحمد صبري ومجند محمود ناصر رجب ومجند حسن زين العابدين والمجند عمر فرغلى أحمد.

حلقة ستغير من النشء المصري
ويقول الناقد الفني أحمد ماهر إنّ "حلقة اليوم كانت قاسية للغاية واستطاع فيها المخرج بيتر ميمي توضيح الحادث بشكل مثالي، ولكن تلك القسوة لابد وأن تكوّن بداخل أبناءنا حبًا للوطن والتضحية من أجله".

وتابع ماهر في حديثه مع "سكاي نيوز عربية": "اختيار موفق من الشركة المتحدة أن تعرض حلقة اليوم بدون أي فواصل إعلانية، فمثل تلك الأحداث الإرهابية يجب أن يتم توضيحها بشكل كبير ومؤثر لأنها ستغير من النشء المصري ورغبته في الانتقام من أعداء الوطن".

وأضاف الناقد الفني "نحتاج للمزيد من تلك الأعمال الفنية طوال الأعوام المقبلة، فالجزء الثاني من الاختيار حقق أيضًا المرجو منه من توضيح نماذج مصرية استطاعت تقديم أرواحها فداء للوطن، بجانب توصيل رسالة أن الأمن المصري بخير ومهما كانت هناك عمليات خسيسة سيكون هناك ردًا رادعًا طوال الوقت".

المتهم الوحيد الناجي يعترف
وفي اعترافاته أكد العقل المدبر للحادث والوحيد الذي بقي على قيد الحياة من منفذي الهجوم المتهم الليبي عبد الرحيم المسماري أكد أنه وأفراد جماعته بقيادة عماد الدين عبد الحميد ارتكبوا الحادث، وكان هناك مراقب من بينهم للمكان الموجودين فيه لإبلاغهم بما يراه في المنطقة المحيطة بهم يلقبونه بـ"النضورجي" وعند رؤيته لسيارات قوات الأمن أبلغ عماد عبدالحميد قائد المجموعة والذي كانوا ينادونه "أبو حاتم" فقرر الأخير تقسيم أعضاء الجماعة إلى مجموعتين.

وتابع المسماري في اعترافاته في القضية رقم 160/2018 "ارتقت كل مجموعة تبة عالية على جانب الطريق الذي ستمر منه قوات الأمن وعلى مسافة قصيرة من القوات وتم إطلاق قذائف آر بي جي تجاه القوات ثم تابعوا بإطلاق النار من الأسلحة الآلية والثقيلة وأخذوا النقيب محمد الحايس والمرشد الذي كان عضوا بجماعتهم وألقي القبض عليه ودل الأمن على مكان وجود الجماعة ويدعى إبراهيم بعرة".

وقال المتهم إنه "بعد ارتكاب الحادث تم الابتعاد مسافة تراوحت بين 60 و80 كيلومترا داخل صحراء الواحات، ونتيجة الملاحقات الأمنية المتتالية بعد ارتكاب الحادث لم يتمكنوا من العودة للأراضي الليبية وعدم وجود مؤن كافية وطعام وشراب ووقود للسيارات وكانوا يتنقلون بين أماكن مختلفة داخل صحراء الواحات وكانوا يعلمون أن قوات الأمن تلاحقهم لأن الأمن كان يصل للأماكن التي تواجدوا بها بعد مغادرتهم أكثر من مرة".

وفي منتصف نوفمبر 2019 أصدرت المحكمة العسكرية حكمها على المتهمين في القضية رقم 160/2018 جنايات عسكرية غرب القاهرة والتي اشتهرت باسم "الواحات البحرية"، وعاقبت المتهم الرئيسي في هذه القضية عبد الرحيم محمد المسماري "ليبى الجنسية" حضوريا بالإعدام شنقًا.