بقلم/ماجد كامل
النص الأصلي لهذه البردية محفوظ في متحف لايدن ؛ وهي لحكيم مصري يدعي "أيبور" يعتقد أنه كان من موظفي الخزانة  في عصر الملك بيبي الثاني من الأسرة السادسة ؛ولقد شعر من خلال وظيفته بالوضع المتردي الذي وصل اليه حال الدولة من ضعف وفوضي ؛فكتب هذه الأقوال التي كادت تكون انعكاسا للحالة  التي وصلت اليها البلاد في ذلك العهد من فساد وهوان ؛ وهو في هذه الأقوال يقدم انذارا للملك ؛كذلك دعوة للشعب لليقظة والاستعداد لإنقاذ حالة البلد كلها . وهذه الأقوال تتألف من ست قصائد شعرية ؛ في الخمس القصائد الأولي يقدم تشخيصا للوضع السيء ؛وأخيرا في القصيدة السادسة والأخيرة يقدم العلاج الناجح الذي ينقذ البلاد ؛ وفي القصيدة الأولي يبدأها بعبارة "حقا  " ويقول فيها :- 
حقا لقد شحب الوجه ؛وقد تنبأ بذلك الأجداد .
حقا لقد أمتلأت البلاد بالأحزاب والعصابات وأصبح المرء يذهب ليحرث ومعه درعه .
حقا أن من ينهبون أنتشروا في كل مكان. 
حقا أن النيل يأتي بالفيضان ؛ولكن ما من أحد يحرث ؛لأن كل إنسان يقول "اننا لا نعرف ماذا حدث في البلاد " .
حقا لقد أصبح النهر قبرا لرجال كثيرون دفنوا فيه .
حقا لقد أصبح العظيم والحقير يقول "ليتني أموت " والأطفال الصغار يقولون "ليتنا لم نولد " . 
ويستمر في وصف ذلك الوضع السيء في القصيدة الثانية والثالثة والرابعة ؛ وفي القصيدة الخامسة يبدأها بعبارة ثابتة هي "تذكر" وكأنه يحاول أن يذكر الملك – والشعب كله من خلفه – بالأيام السعيدة التي عاشتها مصر قبل أن تحل عليها هذه النكبة االتي عصفت بها فيقول له فيها :- 
تذكر كيف كان يصنع النطرون ويجهز الخبز الأبيض .
تذكر كيف كانت تصنع الأعلام ؛وتنقش ألواح القربان ؛وكيف كان الكهنة يطهرون المعابد ؛ويبيض بيت الله ليصير أبيضا كاللبن ؛وكيف كان يعطر المعبد ؛ ويصنع خبز القربان .
تذكر كيف كانت تراعي الأنظمة ؛ وتنظم أيام الشهر .
ويختتم الحكيم أيبور هذه القصيدة ؛وكأنه يوجه توبيخا خفيفا للحاكم ؛ ويعطيه بعض النصائح لتحقيق العدالة الاجتماعية فيقول له عن صفات الحاكم العادل:- 
"تذكر ؛الحاكم يجب أن يطفيء لهيب الحريق الاجتماعي (تحقيق العدالة بين الجميع ) ويقال عنه أنه راعي جميع الناس ؛ولا يحمل في قلبه شرا ؛وحينما تكون قطعانه قليلة العدد فأنه يصرف يومه في جمع بعضها إلي بعض" . ويشتد الحكيم في توبيخ الملك أكثر وأكثر فيقول له " لديك الحكمة والبصيرة والعدالة ؛ ولكنك تترك الفساد ينتشر في البلاد والمعارك تشتعل بين البشر ؛ الواحد يضرب الآخر ؛لقد كذبوا عليك ؛فالبلاد تشتعل كالقش الملتهب ؛والنس علي شفا الهلاك ؛وهذه السنوات كلها حرب سنوات حرب أهلية " . 
وفي القصيدة السادسة يحاول أن يقدم وصفا سعيدا للدولة التي يحلم أن تصل مصر إليها  ؛ويبدأها كلها بعبارة" من الخير " فيقول :- 
من الخير أن تنبني أيدي الرجال الأهرامات وتحفر البرك .
من الخير أن يبدو الفرح في وجوه جميع البشر .
من الخير أن تكون  فراش النوم  مريحة ؛ومساند الرؤوس تحميها التمائم ؛ويهيأ لكل إنسان سرير خلف باب مغلق عليه ؛فلا يحتاج إلي النوم في الحقول أو المزارع . 
من الخير أن يكون السرور علي أفواه القوم ؛ وحكام المراكز يقفون وينظرون إلي الأفراح في بيوتهم . 
من الخير أن يلبس الناس الكتان الجميل في أيام الأعياد . 
ألم أقل لكم "الحضارة تحت جلود المصريين"