بعد مشاهدتي لمداخلة الدكتور سعد الدين الهلالي مع عمرو أديب بشأن تصريحات شيخ الأزهر الحديثة جداً عن تغيير الخطاب الديني، شعرت بالإحباط والأسى لهذه التبعية المطلقة لملك السعودية، التي أدت إلى هذا التحول السريع المفاجئ والمعاكس تماماً في آراء فضيلته.
    حين توجه إليه الرئيس السيسي بطلب تغيير الخطاب الديني منذ سنوات، رفض شيخ الأزهر ورد عليه ببيان يمكن إجماله في عبارة واحدة خلت من التأدب المطلوب مع الحاكم الذي يعلمه الطيب جيداً من أيام الحزب الوطني، وهي هذا ليس شأنك إنما شأننا نحن فاعتن بخاصة شأنك!!!!!. بينما اليوم وقبل أن يرتد طرف بن سلمان إليه، سارع شيخ الأزهر بتأييده وتغيير كل ثوابته السابقة، حتى أن د أحمد عاصم الخشت رئيس جامعة القاهرة كتب اليوم تغريدة يحمد الله فيها على إظهاره الحق؛ فكلنا نذكر كيف طالب في مناظرته بالأزهر منذ سنتين شيخ الأزهر بتغيير الخطاب العتيق، فزجره الشيخ وسط هتافات وتصفيق الالتراس الأزهري هناك.
   وزاد الطين بلة أن قام سعد الدين الهلالي بوصف ولي عهد السعودية في مداخلته مع عمرو أديب بالقمر الساطع في سماء الدعوة الإسلامية، وأنه المبعوث من الله في المائة عام هذه ليعلم الأمة دينها!!!.
حزني وألمي وإحباطي وخيبة أملي لا توصف في أزهر مصر وشيخه ورجاله، وأعتقد أن عدم تعديل المادة ٧ من الدستور التي تنص على أن شيخ الأزهر غير قابل للعزل وأن هيئة كبار العلماء هي التي تختاره، مع سائر التعديلات الدستورية العديدة التي تمت في ٢٠١٩، كان الخطأ الأكبر في حق الأمة المصرية، وفي حق الأزهر نفسه.

د يحيى نور الدين طراف