يوم الأربعاء 2 إبريل عام 2014 أعلن التنظيم الإرهابي "أجناد مصر" مسئوليته عن انفجارات جامعة القاهرة، مؤكدا في البيان الذى أعلن خلاله عن مسئوليته للعملية الإرهابية أنه تم زرع 3 عبوات في محيط ميدان النهضة، أسفرت عن استشهاد  اللواء العميد طارق المرجاوى مفتش مباحث غرب الجيزة أثناء مشاركته في كردون أمني أمام جامعة القاهرة إثر انفجار عبوتين ناسفتين.

 
لم يكن هذا البيان الأول لتنظيم أجناد مصر الذى سلط الضوء عليه مسلسل الاختيار 2، ومؤسسه همام عطية، إلا أنه يوم الجمعة 24 يناير من عام 2014 وقبل أقل من 24 ساعة على حلول الذكرى الثالثة للثورة، تداولت مواقع إرهابية بيانا منسوبا لجماعة جديدة اسمها «أجناد مصر»، وفى التوقيت نفسه تم تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تحمل نفس الاسم وتنشر نفس البيان وتعرف نفسها بأنها صفحة رسمية على عكس باقى تنظيمات العنف ذات اللافتة الإسلامية على مستوى العالم والتى تتعامل بحذر دائما فى التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعى، نظرا لخطورتها من الناحية الأمنية.
 
وعلى مستوى الشكل، حمل البيان طريقة جديدة لم تستخدمها من قبل أى جماعة إسلامية لـ«أرشفة» بياناتها، فتم وضع خانة لترقيم البيان على أقصى اليسار من أعلى البيان مدونا أمامها الرقم التالى: «001» وهو أمر أثار الريبة فى الجماعة لاسيما بين المنتسبين للإخوان والتيار الإسلامى بشكل عام، نظرا لأن هذه الطريقة فى الأرشفة تتشابه مع الطريقة المتبعة فى الوزارات والدوائر الحكومية والأمنية.
 
على مستوى المضمون، أعلن البيان عن تدشين حملة انتقامية تتوعد بتوجيه ضربات لأجهزة الأمن وتحرض كل مواطن على أن يستهدف أفراد الأمن فى مقراتهم ومساكنهم وطرقاتهم، فيما حرصت فى البداية على تمرير رسالتها من خلال مجموعة من العبارات ذات مغزى سياسى وإيمانى وفلسفى فى آن واحد ثم مضى البيان بعد عدة فقرات إلى بيت القصيد وإعلان تدشين الحملة، ولم تنس الجماعة الاستشهاد بعبارات لابن تيمية وتوجيه عناصرها فى النهاية إلى اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر أثناء القيام بعملياتهم، تجنبا لوقوع أى ضرر على الأبرياء حتى ولو كانوا ممن يعارضونهم حسبما ورد بالبيان.
 
غنى عن القول أن هذا اليوم انتهى بسلسلة من التفجيرات أمام مديرية أمن القاهرة وأمام محطة مترو البحوث بالدقى وفى محيط قسم شرطة الطالبية بالهرم، بالإضافة إلى استهداف دورية أمنية فى شارع الهرم بالقرب من سينما رادوبيس، وأسفرت هذه الحوادث عن مقتل 5 وإصابة 91 بينهم عدد ليس بالقليل من المدنيين الذين وصفهم البيان التأسيسى بالأبرياء وطلب من عناصر الجماعة تجنب إيقاع الضرر بهم.
 
كما  كشف منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب، التفاصيل الكاملة للتنظيم الإرهابى ومؤسسه، مؤكدا  أن أجهزة الأمن والمعلومات في مصر حققت نجاحات كثيرة في مواجهة الإرهاب نظرًا لخبراتها المتراكمة وقدرتها على مجابهة أي أخطار تهدد البلاد، مضيفًا، أن الأجهزة الأمنية نجحت في تفكيك تنظيمات متطرفة مارست الإرهاب العنيف بعد العام 2013، كما نجحت في تصفية أمراء وقادة هذه التنظيمات.
 
ولفت، إلى أن أجهزة الأمن والمعلومات نجحت في مواجهة تنظيم أجناد مصر، والذي نفذ قرابة 26 عملية في غضون شهور قليلة بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وكانت أغلب عملياته تستهدف التمركزات الأمنية وضباط الأمن من خلال القنص وتفجير العبوات الناسفة، غير أنه تم الوصول لقادة العنف داخل التنظيم وتصفيتهم وإلقاء القبض على من لم يقاوم السلطات أثناء القبض عليه.
 
وذكر، أن تنظيم أجناد مصر لم يعد له وجود، كما غابت أفكاره من على الساحة، وكل هذا يعود لجهود الأجهزة الأمنية، وهو دليل جديد على أن أجهزة الأمن لم تواجه الإرهاب فقط وإنما تسعى لتفكيكه خلاياه على المستوى التنظيمي والفكري معًا، وهو ما يجعلها قادرة على تفكيك تنظيم الإخوان الإرهابي رغم مرور مائة عام تقريبًا على وجوده.
 
وعن علاقة "أجناد مصر" بتنظيم الإخوان" قال الخيبر في شؤون التنظيمات المتطرفة والإرهاب الدولي،: توجد علاقة بدأت منذ أن فتح اعتصامي الإخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة ذراعه لكل تنظيمات العنف والتطرف، وأعطت لهم مساحه لتجميع صفوفهم، فضلًا على أن التنظيم نفسه أعطى مبررًا لهؤلاء المتطرفين كي يمارسوا إرهابهم، فكل العمليات التي قام بها همام عطية وتنظيمه كانت بغرض الدفاع عن الإخوان المسلمين.
 
وختم أديب حديثه قائلًا: قدرة أجهزة الأمن والمعلومات في مصر وخبرتها مكنتها من الكشف عن تحركات التنظيمات المتطرفة، وهو ما ساعد في إيقاف نزيف العنف والاستهداف لأمن واستقرار البلاد، وعمليات تصفية همام ومن معه بعد مواجهة شرسة مع الأمن جزء من معارك كثيرة خاضتها أجهزة الأمن وقطعت فيها رؤس الإرهاب، بحيث لم يعد لهم أي تأثير .