كتب – روماني صبري 
تحل اليوم الخميس، 22 ابريل، ذكرى وفاة ريتشارد نيكسون، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابع والثلاثون (1969-1974)، إذ رحل في مثل هذا اليوم عام 1994 عن عمر 81 سنة، كان قرر التنحي من منصبه عام 1974 خوفًا من أن توجه إليه تهمة التستر على نشاطات غير قانونية لأعضاء حزبه في فضيحة ووترجيت تحت وطأة تهديد الكونجرس بإدانته.
 
أنهى التدخل الأمريكي في هذه الدولة 
 حين وصل للحكم قرر زيادة التدخل الأمريكي في حرب فيتنام، إلا أنه أنهى هذا التدخل الأمريكي في فيتنام عام 1973، وقد قام أيضا في عام 1972 بزيارة تاريخية لجمهورية الصين الشعبية التي فتحت آفاق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وكان أول من بدأ معاهدات الانفراج الدولي و معاهدة تقليص الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية مع الاتحاد السوفيتي وقتذاك.
 
الفيدرالية الجديدة
فيما يخص المستوى المحلي الداخلي قامت إدارة نيكسون بشكل عام بتبني سياسات نقل السلطة من المركزية إلى اللامركزية أي من العاصمة واشنطن إلى الولايات المختلفة، وهو ما يعرف بالفيدرالية الجديدة، وقامت إدارته بمكافحة كل من السرطان على المستوى الصحي وتجارة المخدرات على المستوى القومي، وفرض ضوابط على كل من الأسعار والأجور.
 
 
كذلك قامت إدارته بمكافحة التمييز العنصري في بعض المدارس الجنوبية، وقام بإنشاء وكالة الحماية البيئية، وأشرف على النشاطات الفضائية على القمر التي قامت بها ناسا بدءاً من المركبة ابولو 11، وقلص عمليات الإستكشاف المأهول للفضاء، وتم انتخابه لفترة ثانية عام 1972بأغلبية ساحقة.
 
نيكسون يتورط في أكبر فضيحة سياسية 
شهدت الفترة الثانية لنيكسون ما يعرف الحظر العربي للبترول، واستقالة نائب الرئيس، الكشف المتتالي لفضيحة ووتر جيت وسوء سلوك أفراد الإدارة الأمريكية تصاعدت فضيحة ووتر جيت، مما كلف نيكسون الكثير من الدعم، واستقال قبل أن يقيله الكونجرس.
 
فضيحة ووترجيت، هو اسم لأكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا، كان عام 1968 عاما سيئا على الرئيس نيكسون، حيث فاز بصعوبة شديدة على منافسه الديمقراطي همفري، بنسبة 43.5% إلى 42%، مما جعل موقف الرئيس ريتشارد نيكسون أثناء معركة التجديد للرئاسة عام 1972صعباً جداً، فقرر التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترجيت.
 
في 17 يونيو عام 1972، ألقي القبض على خمسة أشخاص في واشنطن بمقر الحزب الديمقراطي وهم ينصبون أجهزة تسجيل مموهة، كان البيت الأبيض قد سجل 64 مكالمة، فتفجرت أزمة سياسية هائلة وتوجهت أصابع الإتهام إلى الرئيس نيكسون، واستقال على أثر ذلك الرئيس في أغسطس عام 1974، وتمت محاكمته بسبب الفضيحة، وفي 8 سبتمبر 1974،  أصدر الرئيس الأمريكي جيرالد فورد عفواً بحق ريتشارد نيكسون بشأن الفضيحة.
 
 
ولد في عائلة متدينة 
نيكسون من مواليد 9 يناير عام 1913، في يوربا لنده بكاليفورنيا، وينحدر من عائلة متدينة ذات أصول ألمانية كانت تعرف باسم ميل هاوزن، عقب تخرجه في كلية الحقوق، عمل نيكسون بالمحاماة مع شركة وينجرت وبيولي في مدينة ويتير، وبعد عامين أصبح شريكاً في شركة بى دابليو إن. 
 
وفي عام 1940، اشترك مع مجموعة من رجال الأعمال لإقامة شركة لتعبئة العصائر، ولكن هذا المشروع فشل بعد عامين فقط من إقامته، فقرر تركه والإلتحاق بالعمل في الحكومة، فعمل في إدارة التحكم في الأسعار في واشنطن، بمرتب بدأ بـ 61 دولار في الأسبوع، ثم ارتفع إلى تسعين دولار، ولم تعجبه طريقة أداء الجهاز الحكومي، لذلك استقال، وقرر التطوع في البحرية الأمريكية.
 
نيسكون بسلاح البحرية 
التحق نيكسون بسلاح البحرية في يونيو عام 1942، وظل به حتى مارس عام 1946، وتلقى تدريباته الرئيسية في ويست بوينت، بولاية رود آيلاند، حيث تعرف إلى وليم روجرز، الذي أصبح وزير خارجيته فيما بعد، وبعد انتهاء التدريب الأساسي في أغسطس عام 1944، توظف في سلاح الجو التابع للبحرية الأمريكية، في ألاميدا بولاية كاليفورنيا، ثم انتقل بعد ذلك إلى القوات البحرية في العاصمة واشنطن، وخلال الحرب العالمية الثانية عمل نيكسون في وحدة نقل جوي تابعة للبحرية في المحيط الهادي حتى نهاية الحرب عام 1945، وظل في البحرية حتى أصبح رائد بحري.
 
 
عرف كيف يجذب الجماهير إليه 
قبل نهاية خدمته العسكرية، اتصلت به مجموعة من شباب الحزب الجمهوري، وأقنعته بمدى إحتياج الحزب له، لِما يتميز به من صفات قيادية تجعله منافساً قوياً لأي من مرشحي الحزب الديمقراطي، وبعد ذلك بفترة قصيرة لاحت فرصة للحزب الجمهوري في الدائرة الانتخابية الرقم 12 بولاية كاليفورنيا، وهنا رأى جميع مسؤولي الحزب الجمهوري الفرصة سانحة، لبداية حياة نيكسون السياسية، وخلال حملته الانتخابية، ظهر نيكسون خطيباً سياسياً بارعاً يعرف كيف يجذب الجماهير إليه وكيف يفرض أفكار هو قد كان على عداء مع النظرية الشيوعية، وكان على خلاف أيديولوجي واسع مع النظريات المسيطرة على الحزب الديمقراطي وما له من قاعدة عريضة في النقابات العمالية التي يسيطر عليها أصحاب الميول الاشتراكية.
 
 وقد ركز نيكسون في حملته، على أن هذه النقابات العمالية التي تساند منافسه من الحزب الديمقراطي جيري فورهيس كانت موالية للشيوعية، ولكن في الانتخابات فاز نيكسون بأغلبية ساحقة وأصبح عضواً في الكونجرس الأمريكي وكانت هذه هي بداية حياته السياسية الحافلة.