كتب – روماني صبري 
التقى المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، وفدا من أبناء الرعية الأرثوذكسية من منطقة بيت لحم، وجاءت التصريحات التي أدلى بها : 
 
نرحب بكم وانتم تزورون كنيسة القيامة وخاصة في هذه الأيام المقدسة التي فيها نستعد لاستقبال أسبوع الآلام والقيامة المجيدة، ومن رحاب كنيسة القيامة المجيدة التي نستقبلكم فيها اليوم نؤكد كمسيحيين فلسطينيين بأننا سنبقى دوما كما كنا مسيحيين 100% وفلسطينيين 100% ونحن نفتخر بأن فلسطين وطننا هي ارض الميلاد والفداء والقيامة والبركة والنور .
 
نرفض رفضا قاطعا الاصوات النشاز التي تأتي الينا من اشخاص مأجورين يخدمون اجندات مشبوهة وغالبيتهم موجودون في امريكا ومن هناك يبثون سمومهم بهدف جعل المسيحيين الفلسطينيين يعيشون في ازمة وجودية وفي ازمة هوية ولكن في الواقع ما يجب ان نقوله في هذا المكان المقدس بأننا لا نعيش ازمات لا في الهوية وفي الانتماء الى المسيحية المشرقية بل الازمة موجودة في عقول من يببثون سمومهم ويحرضون مستغلين الحصانة التي تقدمها امريكا لهم حيثما هم موجودون .
 
هؤلاء لا يمثلون المسيحية على الاطلاق حتى وان ادعو انهم ينتمون اليها ويدافعوا عنها فهؤلاء هم اعداء حقيقيون للمسيحية المشرقية وهم جزء من المشروع الهادف الى افراغ هذا المشرق من مسيحييه .
 
من هو حريص على بقاء الحضور المسيحي في هذا المشرق يبقى فيه ولا يرتمي في احضان معادية من خلالها يُنظرويُشهر ويسيء ويتطاول وينشر الاكاذيب والمعلومات الغير صحيحة والغير دقيقة .
 
ان هؤلاء وبعضهم ويا للاسف الشديد من بلادنا ومن غيرها من بلدان المشرق لا يختلفون كثيرا عن يهوذا الاسخريوطي الذي باع معلمه بثلاثين من الفضة وما اكثر اولئك الذين باعوا معلمهم مقابل مناصب ومراكز واموال ملوثة بالخيانة والعمالة لهذه الارض المقدسة ولهذا المشرق الجريح وللمسيحية بشكل خاص .
 
نحن فلسطينيون وسنبقى كذلك ومن لا يعجبه ان يسمع هذا القول هو حر في ذلك ولكن لا يحق له ان يفرض علينا اجندته واراءه والتي نعتقد بأنها مغلوطة ومزورة للحقائق والتاريخ .
 
ندرك جيدا ان المسيحية في هذا المشرق لا تمر بحقبة ذهبية فهنالك تحديات كثيرة نعرفها جميعا وحلها لا يمكن ان يكون من خلال التحريض والتنظير من قبل اولئك الذين يتسكعون في بعض المدن الامريكية والاوروبية ، فالحفاظ على الحضور المسيحي في هذا المشرق يحتاج الى الانتماء المسيحي النقي والقويم كما ويحتاج ايضا الى الانتماء الى هذا المشرق وقلبه النابض فلسطين الارض المقدسة التي انبلج منها نور القيامة لكي يبدد ظلمات هذا العالم .
 
ان الداعشية الدموية والمتصهينون المتأمركون الذين يدعون حرصهم على المسيحية انما هما وجهان لعملة واحدة ويخدمان هدفا واحدا وهو تدمير حضارتنا وتفكيك بلداننا وتصفية قضيتنا وافراغ هذا المشرق من مسيحييه لكي نصل الى الشرق الاوسط الجديد الذي بشرتنا به الادارة الامريكية في وقت من الاوقات وهؤلاء المتصهينون المتأمركون انما هم ادوات في هذا المشروع الخبيث .
 
لن نخاف منكم يا ايها المرتزقة لاننا نعرفكم جيدا ومنكم من هو جزء من مشروع تصفية الاوقاف المسيحية في القدس وانتم منبذون من اوطانكم ومن كنائسكم لانكم تعبدون الاوثان والمادة التي تعبدونها والتي جعلتكم تبيعون ضميركم انما هي الاوثان التي تعبدونها وتسجدون لها .
 
نذكركم بيوم الدينونة الرهيب حيث سنقف جميعا امام الديان العادل لكي نحاسب على كل اعمالنا واقوالنا وتصرفاتنا واذكركم بأن اموالكم وارصدتكم لن تشفع لكم امام هذا الديان العادل فعودوا الى رشدكم قبل فوات الاوان .
 
لن ندعو عليكم بل ندعو من اجلكم ومن اجل صلاحكم وهدايتكم ولكن ريثما تعودوا الى رشدكم فإن مسيحيي بلادنا ومشرقنا يتحلون بالوعي والايمان والرصانة والوطنية الحقة ولن يتأثروا بسمومكم وخطابكم البذيء الذي يلبس ثوب الدين والدين منه براء.