كتب – روماني صبري 
 
نشر الأنبا نيقولا أنطونيو، المتحدث الرسمي للروم الأرثوذكس في مصر وسائر إفريقيا، عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، نص الرسالة الفصحية لعام 2021، للبابا ثيوذوروس الثاني بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر بلاد إفريقيا للروم الأرثوذكس، وجاء نصها : 
 
رحمة من الله بابا وبطريرك الاسكندرية وسائر افريقيا 
الي رعايا العرش الرسولي البطريركي 
برحمة من الله وسلام من ربنا 
 
يسوع المسيح القائم من بين الأموات 
"اليوم يوم القيامة فسبيلنا ان نتلالأ ايها الشعوب"
اخوانى الاعزاء روؤساء الكهنة 
ابنائى الاعزاء القائمين بالرب،،
 
ان فصح الارثوذكسين هو الفصح المقدس وهو العيد الذى تخطى بالقوة والنعمة كل خليقة العالم اجمع. هو الحدث الذى غَيّر كل شئ حسن الى معنى القداسة فى لحظة واحدة ولكنها كانت الى الابد، تأتى لمرة اخرى هذا العالم كتذكار لمسيرة حياتنا. واقول تذكار لان الفصح هو العبور من الموت الى الحياة، وهو الحقيقة الواقعية الوحيدة والاحادية فى كل لحظة من حياة المسيحيين. 
 
ان الفصح الحقيقي هو ان نعيش تضحية ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، لان التضحية تعنى العطاء وخاصة تقديم انفسنا الى الانسان الذى هو بحسب ايقونة الله رمز الخليقة باتجاه الرب الغير مخلوق والغير مدرك. اؤكد ان الفصح ليس فقط عيد تاريخى نحتفل به كل عام او ذكرى لحدث مقدس، ولكن الفصح هو كمال الانسان . 
 
كثيرون ياابنائى سوف يتحدثون اليكم فى هذه الايام بكلمات لاهوتية ومعانى فلسفية عن تاريخ واهمية حدث القيامة العظيم، لكن بطريرك مدينة الاسكندرية العظمى مدينة الفلاسفة والخطباء العظماء يكلمكم من فائض قلبه ويخبركم بمحبة ويقول: "فالنحتفل فى هذا العام احتفالاً حقيقياً وان لا يعيقنا انتشار وباء كوفيد-19 ولايقف امامنا شر هذا العالم ولا الفردية التى تميل الى تغيير كياننا الانسانى. عندما نحتفل بالفصح فلا يقف شئ معيق بيننا وبين تناول جسد ودم المسيح الحَمَل المذبوح، الحقيقة والنور والطريق الى قيامتنا". 
 
ابنائى الاحباء،،، 
يؤمن المسيحى الحقيقى بان كل صعوبة وكل تجربة او مرض يسمح بها الله ليس عائق امامه، بل يعتبرها نقطة انطلاق لجهاده الروحى، فاذا واجهها بالمقابلة مع إثمه فانه يعيش تحت ستر ورحمة وعناية الرب. فقط باسم الرب تتحول كل هذه اللحظات الطبيعية الى نعم ويتغير مجتمعنا بقوة الروح القدس. 
 
ومن ناحية اخرى فان كل الكلام عن الفضائل او النقاشات عن حقوق الانسان بدون الايمان الفعلى بالمسيح تظل فقط عمل صالح ولكن ليس عمل مقدس. فالمسيح وحده هو مسيح الكنيسة المقدسة الرسولية، وهو الذى خلق القديسين بقوة قيامته المجيدة. الفضيلة والاكتفاء بالمسيح تعنى التضحية وعطاء انفسنا بمحض ارادتنا وبدون ان ننتظر مقابل. اذا كنا نؤمن بالمسيح وقيامته بالفعل فيجب علينا ان نقدم انفسنا بدون ان نفكر ببدائل او أجر.
 
عليكم ان ترسموا صليبكم وتدخلوا ساحة الجهاد وتقدموا انفسكم لاخيكم الانسان، وان يحترق قلبكم من اجل كل الخليقة وذلك لانكم تعبدون خالق هذه الخليقة. 
 
ان هذا البعد الايمانى الفريد الذى لايقدر بثمن، هو البعد الحقيقى للايمان الارثوذكسى الذي باركنا به الرب القائم من بين الأموات لنعيشه يومياَ هنا فى افريقيا حيث قارة المستقبل وفى موقع الجلجثة لجنس البشر حيث جمجمة حب المجد والامل المنبثق من القبر الفارغ. فهنا كل شئ فى قارة افريقيا يصبح جديد:
 
حيث تأسست كنيستنا الارثوذكسية العتيقة على يد مرقس الرسول ونحن نتتبع خطواته بحماس ورجاء وبنبرة القيامة ودائماَ جاهزون لتخفيف الالآم وسكب الزيت والنبيذ على الجراح، داعين ان تغسل مياه نهر الاردن طين نهر النيل وان تحول الصحارى الى واحات. وان ينضج الرب القائم من الأموات بدماءه ابواب القلوب، وان يعطى جسده غذاء، وان يروى ظمأة الرغبات والآمال. 
 
ان كنيستنا الارثوذكسية فى افريقيا تخدم الصليب وتعظ بالقيامة وتلح على ان نضحى بانفسنا وان نصلب من اجل ان نعيش من اجل الانسان. نلح ونكافح من اجل ان نعيد الفصح كعبور من اليأس الى الامل والرجاء، ومن الصعوبة الى الحرية والنور بالقرب من شعب الله المبارك . 
ارسل لكم من مدينة الاسكندرية العظمى رسالة الحكمة الالهية لهذا العام واصرخ قائلاَ: 
 
المسيح قــــــــــام اخوانى وابنائى!!
قام المسيح ولايمكن ان يبقى داخلنا اى رجاء لنا ميت، فليكن لإسمه المجد والتكريم والسجود، صلواتى ودعائاتى القيامية.