كتب – روماني صبري 
سباق مع الوقت في ملف سد النهضة، إذ تصر إثيوبيا على إتمام الملء الثاني للسد في موعده، في حين تشدد مصر والسودان على ضرورة تفادي أي خطوة أحادية قبل الاتفاق، وفي ظل التوتر الحاصل، إثيوبيا تؤكد أنها لا ترغب في إلحاق الضرر بمصر والسودان، وتعتبر أن ملء السد خلال شهري هطول الأمطار يحد من الفيضانات في السودان، فما السبيل للخروج من هذه الدوامة الخلافية، وما مخاطر استمرار الخلاف حتى موعد الملء؟.
 
أديس أبابا متناقضة 
ناقش تطورات هذا الملف، حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري سابقا، وقال :" نرحب بالتصريحات التي صدرت عن رئيس الحكومة الإثيوبية والتي يغلب عليها الطابع الايجابي، لكن نحن نتمنى ترجمة جوهر هذه التصريحات إلى اتفاق على ارض الواقع.
 
مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "سكاي نيوز عربية"، نريد اتفاق يضمن أن تقوم إثيوبيا بعملية الملء دون ان تلحق الضرر بمصر والسودان فيما يخص حقوق الدولتين في المياه.
 
لافتا :" نتمنى من الآن وحتى شهر يوليو المقبل، أن تقوم الرئاسة الحالية للاتحاد الإفريقي وهي جمهورية الكونغو الديمقراطية، ببلورة مشروع اتفاق بين الأطراف الثلاثة.
 
مستطردا :" ليت أن تثمر الجهود الإفريقية عن مشروع اتفاق يضمن مصالح مصر والسودان، وإثيوبيا تقول أنها لا تريد إيقاع ضرر بالسودان ومصر، وان الدولتين لن تتضرران من عملية ملء وتشغيل السد، ونحن نرحب بذلك، لكن السؤال لماذا ترفض إثيوبيا التأكيد على ذلك من خلال اتفاق؟!.
 
موضحا :" الاتفاق لا يتعارض مع المصالح الإثيوبية، بل بالعكس فهو يضمن مصالح أديس ابابا وكذا يضمن الأمن والاستقرار في القرن الإفريقي وفي مصر والسودان، نعم يضمن استقرار إفريقيا كلها.
 
 مشددا :" هذا الموقف الإثيوبي الرافض للتوصل لاتفاق، يصعب تبريره واستيعابه، وثمة تناقض بين التصريحات الايجابية وبين هذا الموقف، إذا كانت الحكومة الإثيوبية لا تريد الضرر لمصر والسودان، ندعوها للتجاوب مع مطلبهم وهو التوصل لاتفاق يحفظ مصالح جميع الأطراف.
 
لن يغفر التاريخ للقيادات السودانية في هذه الحالة ؟ 
لماذا معارضة ما تعتبره إثيوبيا حلا ينقذ السودان من الفيضانات عبر ملء السد خلال شهري هطول الأمطار ؟، ودخل على خط الحوار، السوداني عمار عوض، الكاتب والباحث السياسي، موضحا :" لا احد في السودان لديه أي تحفظات على أن سد النهضة يمكن أن تكون منه فوائد للخرطوم.
 
مستطردا :" ظللنا نحن كمحللين نقول ذلك دوما، بالفعل سد النهضة يمكن أن يكون له فوائد كثيرة وأضرار كثيرة أيضا، والمشكلة الأساسية إننا فقط نريد اتفاق لعملية الملء والتشغيل فيما بعد وهو ما ترفضه أديس أبابا.
 
موضحا :" نريد اتفاق يحفظ حق الأجيال الحالية والقادمة في مياه النيل، اتفاق يقلل من النزاعات، والكل الآن يطلب من القيادة الإثيوبية بناء جدار من الثقة عبر اتفاق قابل للتطوير، لان القيادات السودانية الحالية ستحاكم فيما بعد في حال لم يتم الخروج باتفاق لتنظيم عملية الملء والتشغيل بما لا يضر حقوق الشعب السوداني."