د. مينا ملاك عازر

 كانت هناك جزيرة تعيش عليها المشاعر'>جميع المشاعر معاً، وفي أحد الأيام هبت عاصفة شديدة، وكانت الجزيرة على وشك الغرق، كل المشاعر كانت خائفة جداً، ما عدا الحب كان مشغولاً بصنع قارب للهرب، وبعد الانتهاء من صنع القارب، صعدت المشاعر'>جميع المشاعر على متنه باستثناء شعور واحد، نزل الحب ليرى من هو؟
 لقد كان العناد..
 حاول معه الحب، و حاول ولكن العناد لم يكن ليتحرك في الوقت الذي كانت فيه المياه ترتفع أكثر وأكثر، الجميع طلب من الحب أن يصعد القارب ويترك العناد، ولكن الحب خُلِق ليحب.
 في النهاية هربت المشاعر'>جميع المشاعر، ولكن الحب مات مع العناد على الجزيرة.
 لذا فالعناد يقتل الحب دوماً.
 اذن لما لا نمسح من قائمة المشاعر شعور العناد؟
ندفنه قبل أن نبدأ مشوار الحب، نحتوي من نحب بالحب، ونترك العناد لمن لا يبحث عن الحب، وليعلم أن كل من لن يمسح من قائمة مشاعره العناد يضحي بالحب، ولذا يحضرني بعض الأفكار التي أرى  ضرورة أن أسوقها إذ تتحدث عن التضحية والحب.
ـ الرجل يتردد في التضحية بحريته على مذبح الحب، أما المرأة فلا تتردد أبداً.
ـ المرأة أقرب من الرجل إلى التضحية في وظائفها النوعية، لأنها تستمد تضحيتها من غرائز الأمومة، وتموت في سبيل الذرية.
ـ الجميع يعرفون التضحية، لكن هناك من يضحي لك، وهناك من يضحي بك.
ـ كيف نغير قناعات إنسان ونعيد ترتيب أولوياته؟ كيف نفرض عليه الحب إن كان لا يراه يستحق التضحية؟
ـ لا توجد حياة بدون حب، ولا يوجد حب بدون تضحية، ولا توجد تضحية بدون ألم.
ـ التضحية من أجل الحبيب شيء غالٍ ونفيس، فإذا كانا كقلب واحد صعب على أحدهما العيش دون الآخر.
ـ إذا كان لابد من الحب، فلا بد من التضحية، ولا بد من الألم، فلنجعل من أنفسنا علامة مضيئة لأحبابنا ولو على حساب أنفسنا.
ـ لا يعيش الحب إلا بالتضحية.
ـ حب بلا تضحية وإخلاص بناء بلا أساس.
ـ ليس من المهم أن تخبر من تحب أنك تضحي من أجله، إنما المهم هو شعورك بأنه يستحق التضحية.
المختصر المفيد إن أردت يوماً الدخول لعالم العشق،
فالتزم بما فيه من قواعد وطقوس، فهو عالم لا تتضارب فيه الأقاويل، إنما كل شيء فيه محسوس ملموس.
عالم قرر فيه القمر الصمود، وتضاءلت أمامه أنوار الشموس.
عالم للأقوياء في العشق فقط، ولا يوجد فيه مكان لضعاف النفوس.
فقبل الدخول تعهد بأن تلتزم بكل الطقوس.
أولا :تجنب التعامل مع عقلك بإرادتك قبلما تتجرع من خمر شفتيها كؤوس.
فالأولوية هنا للمشاعر وعلي وعيك وعقلك بإرادتك تدوس.
ثانيا: أغلق الأبواب في وجه الحزن، ففي أوقات العشق تنتهي كلمه عبوس.
واترك العنان لأحلامك وانت مطمأن، فكلها جميلة وليس بها كابوس.
وعليك أن تكون محارب قوياً فليس في العشق مكاننا لخائن أو جاسوس.
ورغم الحرب إنما الاستسلام مبدأ، وما في يوم العرس أجمل من العروس.
يوم تلتزم بهذه الطقوس تأكد أنك سوف تحمل من العاشقين فوق الرؤوس.