د.منى حلمى
 وهذا يوم، له دلال على قلبى. فأنا كاتبة، وشاعرة، وميراثى أرصدة من المؤلفات، 14 كتابا، ما بين الشِعر، والقصة القصيرة، والمقالات. والكتاب الـ15، يصدر يونيو 2021، عن المجلس الأعلى للثقافة، وعنوانه «لماذا أكتب؟».  
 
  حياتى، كلمات فى كلمات. أصحو على فنجان قهوة من القصائد «المحوجة»، بالمستكة، والخيال، والحبهان. أنام، على وسادة من كلمات، تدفئنى، تعزينى، تحكى قصص أقلام، فضلت النوم فى العراء، عن النوم فى فراش واحد، مع الكذب، والطاعة، والقهر. 
 
 ثورات التاريخ، من أجل الحرية والعدل، فجرتها وألهمتها مؤلفات المفكرين والأدباء، 
 
والفلاسفة، والعلماء، والشعراء، من النساء والرجال .
 
 اكتشاف الكتابة، منذ آلاف السنوات،  «ثورة»، نقلت البشر، من حضارة «الصمت»،  والإشارات «الجسدية»، و«الرقص»، إلى حضارة «التواصل» المنطوق، والمكتوب، بأبجديات مختلفة.
 
ولا ننسى الألمانى، يوهان جوتنبرج، 1398 – 1468، الذى اخترع آلة الطباعة. وبهذا أمكن  طباعة، ملايين الكتب، ومئات الصحف، والجرائد، على الورق.  
 
والكلمة، أساس «اللغة». واللغة مكون أساسى، ثقافى وحضارى، وهى كائن حى، متجدد، متجدد، وليست تركة جامدة موروثة.  وإذا كانت اللغة، راقية، ثرية،  موحية، ملهمة، متفتحة، غير طبقية، غير ذكورية، غير عنصرية، يتقدم المجتمع، ويرتقى، والعكس صحيح.   البشر، معادن. والكلمات، أيضا، معادن. مثلما، هناك شخص، من «صفيح»، وشخص،  من «ذهب». هناك كلمات، من «صفيح»، و كلمات، من «ذهب». هناك كلمات، معتمة، مغلقة، فقيرة، عنصرية، ذكورية. وهناك كلمات، مضيئة، منفتحة، ثرية، إنسانية، غير ذكورية. 
 
 كلمة تسمعها الطفلة، فتصبح حين تكبر، مثل ريا وسكينة، أو مثل مى زيادة، ومارى كورى، ومارى كوينى. 
 
كلمة يسمعها الطفل، يكبر مثل جبران خليل جبران، وألبرت أينشتين، وتشى جيفارا، أو يصبح مثل جنود وزعماء التنظيمات الدينية المسلحة بسفك الدماء، وأستاذ الإجرام والنازية هتلر، وقاتل متسلسل يجوب الطرقات ليلا، 
 
للذبح والتمثيل بجثث الضحايا.  
اختيرت مدينة «تبليسى» عاصمة جورجيا، عاصمة الكتاب العالمى، 2021، لاهتمامها، بنشر الكتاب، وإحياء حركة الترجمة، وحماية حقوق التأليف، والملكية الفكرية. هل نحن على هذا الطريق؟؟.
 
من واحة أشعارى 
 لا يمنون على الكاتبة والشاعرة
 بلقب «الكاتبة الكبيرة والشاعرة الكبيرة»    إلا عندما لا يفصلها عن مثواها الأخير
 إلا خطوتان مرتعشتان متهالكتان
 تكون قد فقدت البصر وفقدت الشهية 
  وفقدت الذاكرة وفقدت كل الأحباء 
 تآكل جسدها والباقى من الأحلام
 تساقطت أسنانها مثل حنان الأيام
 تعيش مهجورة منسية مع جحود الزمن
 وفراغ أكواب القهوة والشاى
 تنظر إلى كتبها ودواوين الشِعر  النائمة على الرفوف  
  فى أسى تهمس: 
«إنه مصير كل امرأة عشقت الكلمات والحروف..  
 رفضت الانحناء والتصفيق  سارت وحدها على الطريق واختارت أن تخرج من الطوابير والصفوف»  
نقلا عن روزال يوسف