كتب – روماني صبري  
سلطت نهاد أبو القمصان، رئيسة المركز القومي لحقوق الإنسان، الضوء على العنف ضد المرأة في الدراما الرمضانية، ووصفت المشاهد التي تشهد اعتداء على الفنانات بـ(المسمومة)، وتبث السم داخل المنازل المصرية، لافتة :" مشهد إلقاء ممثلة من الطابق الثاني خلال عمل درامي، ألا يذكرنا بحوادث قتل طالت نساء على ارض الواقع عبر إلقائهن من البلكونات خلال الشهور الماضية!." 
 
مضيفة خلال حلولها ضيفة على برنامج "حديث القاهرة" المذاع عبر فضائية "القاهرة والناس"، نفس فكرة الضرب بعنف وبغل فظيع، لذلك أرى هذه المشاهد شديدة الخطورة على المجتمع، مشيرة :" والمفروض ينطبق عليها المادة 25 من قانون الاتصال، حين يتم رفعها على موقع الفيديوهات "يوتيوب"، عشان لازم اللي رفعها يتسجن." 
 
 
موضحة :" فليس ثمة أي مبرر درامي لكل هذا العنف، ففي مشاهد نرى الذكر أنثى حتى تصوم عن فعل لا يرضيه، فلا يستكفي بدفعها بل يأخذ يصفعها أكثر من 10 مرات ويركلها بقدمه." 
 
مستطردة :" الطبيعي والمنطقي في مثل هذه المشاهد، هو أن تجتاح غريزة البقاء المرأة، فتذهب لتحضر سكين وتغمده في بطنه حتى تنتقم لنفسها بعد هذه الاهانة." 
 
وشددت نهاد أبو القمصان، رئيسة المركز القومي لحقوق الإنسان، على أن النجوم المثقفون يرفضون مشاهد العنف ضد النساء، لافتة :" نقبض على 3 بنات على "تيك توك" عشان المجتمع شاف في فيديوهاتهم خرق لقيم الأسرة، بينما كل العنف دا على الشاشة شايفينه عادي ومفيش منه مشاكل!." 
 
موضحة :" اكتر مسلسل حقق نسبة مشاهدات في العالم، هو الاسباني "موني هيست"، ورغم ذلك مشاهد العنف فيه لا تتعدى الـ4 مشاهد، منهم مشهد المحققة الشخصية الرئيسية في أجزاء المسلسل الأربعة.
 
 
وتابعت:" لما راحت تحكي عن إنها انفصلت عن زوجها نتيجة انه ضربها، بعيدا عن تجسيد عنف زوجها ليها على الشاشة"، لافتة :" يستطيع صناع الدراما الخروج بحبكة درامية دون اللجوء لكل هذا الإجرام الذي نراه على الشاشة." 
 
وعبر مداخلة هاتفية للبرنامج، قال الناقد طارق الشناوي، هناك وسائل كثيرة في التعبير الدرامي وعلى المبدع اختيار المناسب، مشيرا :" منذ بدء الإعلام والصحافة، هناك اتهام دائم لهما بأنهما يروجان للعنف من خلال تسليطهما الضوء على الجرائم التي تعصف بالمجتمع." 
 
مستطردا :" وكثير من الجرائم كجرائم رية وسكينة قد يراها البعض بزاوية أو بأخرى دعوة لخلق سفاحتين أو أكثر من سفاحة من خلال ممارسة نفس الأفعال." 
 
لافتا :" هذا الموضوع أزلي، وبالنسبة لتعنيف المرأة في المسلسلات فالموضوع نسبي، بمعنى في بعض المشاهد تفرض قدر من الخشونة في التعبير، ولكن هذه الخشونة لا يجب ان تشعر المتلقي بالنفور، أو أن تكون جرعة العنف زائدة عن الحد." 
 
مشددا :" الرجل الذي يمارس العنف في الدراما المصرية يقدم بشكل سلبي فيكرهه الجمهور، والدراما تخلف رسالة عكسية بمعنى أنها تجعل المشاهدين ينبذون العنف ضد المرأة." 
 
  
واستعرض البرنامج بيان صادر عن المجلس القومي للمرأة، جاء فيه : قرابة 1000 مشهد عنف ضد النساء مادي ومعنوي، 636 مشهد لرجل يمارس عنف ضد امرأة، 330 مشهد عنف من امرأة ضد امرأة أخرى،  1778 مشهد يعكس صورة سلبية للمرأة."