خالد منتصر
وصلتنى رسالة من أحمد عثمان، الصحفى المهاجر إلى لندن، تطرح تساؤلاً حول من وكيف ضرب مفاعل إيران، تقول الرسالة:

منذ بداية ولايته قرر الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووى الذى وقع عام 2015، مطالباً بإعادة التفاوض من جديد لضمان عدم قيام إيران بتصنيع السلاح النووى، والتوقف عن إنتاج الصواريخ بعيدة المدى أو تهديد الجيران. وعندما رفضت طهران تعديل الاتفاق، قام الرئيس الأمريكى بفرض عقوبات اقتصادية عليها.

إلا أن الرئيس الجديد للبيت الأبيض، كان قد صرح منذ ترشح للرئاسة، بعزمه على إعادة بلده إلى الاتفاق. لكن «بايدن» بعد نجاحه فى الانتخابات، راح يفرض ذات الشروط التى فرضها سلفه على طهران، قبل أن يرفع العقوبات ويعقد اتفاقاً جديداً مع طهران.

لكن فكرة الملالى فى طهران -التى تعتبر من حقها فرض سيطرتها على جيرانها- رفضت قبول أى تعديل فى الاتفاق، وهددت برفع نسبة تخصيب اليورانيوم بشكل تدريجى، فإما أن يقبل الغرب حقها فى تهديد الآخرين، أو تهددهم هى فعلاً بصناعة السلاح النووى. وتنفيذاً لتهديده، أعلن الرئيس «روحانى» بدء تخصيب اليورانيوم فى مفاعل نطنز قبل يومين. وبات العالم مهدداً بقرار الرئيس الإيرانى بلا خيار: فإما أن تقبلوا شروطى وترفعوا العقوبات، أو نصنع نحن السلاح النووى ونفرض شروطنا بالقوة.

إلا أن الوضع تغير كلية بعد بضع ساعات عندما أعطت أمريكا الضوء الأخضر لإسرائيل للتعامل مع الموقف. وبعد وصول وزير الدفاع الأمريكى إلى إسرائيل، قال فى مؤتمر صحفى عقده مع وزير دفاع إسرائيل، إن «إسرائيل شريك استراتيجى لأمريكا والعلاقات الثنائية معها مهمة، من أجل إرساء الاستقرار فى الشرق الأوسط». كما أكد ضرورة تعاون أمريكا مع إسرائيل من أجل «تعزيز قواتنا الدفاعية فى المنطقة»، ودعم العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.

وحدد وزير الدفاع الأمريكى صراحة مصدر الخطر الذى يجب مواجهته، قائلاً إن «طهران تمثل تهديداً للأمن الدولى ومنطقة الشرق الأوسط»، ومن الضرورى إلزام طهران بوقف تطوير قدراتها النووية.

وبينما كان وزير الدفاع الأمريكى يتحدث مع المسئولين الإسرائيليين عن خطر التجارب النووية التى بدأت طهران تجريها فى مفاعل «نطنز»، أعلنت القناة التليفزيونية الرئيسية فى إسرائيل عن قيام جهاز الموساد بتفجير المفاعل الإيرانى، بعد يوم واحد من بداية تشغيله. كما قال على أكبر صالحى، رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، إن بلاده تدين الحادث التخريبى الذى وقع فى نطنز، وتعتبره عملاً إرهابياً، وإن بلاده تحتفظ بحق الرد على منفذى الحادث ومن يقف وراءهم.

بنت إيران مفاعل نطنز النووى على بُعد 30 كم، شمال «نطنز» عاصمة محافظة أصفهان، الذى يحتوى على أكثر من 19 ألف جهاز طرد مركزى، فى منطقة جبلية وعرة، على عمق كبير تحت الأرض لحمايته من الضربات الجوية.

السؤال المحير الآن هو: كيف تمكنت إسرائيل من تفجير مفاعل نطنز بدون قنابل أو صواريخ، وهو فى عمق عند قاع الأرض؟ هل تم التوصل إلى سلاح خفى يخترق الحواجز والصخور؟ ومن الذى توصل إلى هذا السلاح الساحر، أهى أمريكا أم إسرائيل؟

ولماذا -رغم عدم إعلانها المسئولية عن كل ضرباتها السابقة- أعلنت إسرائيل الآن مسئولتها عن التفجير، أهى ترغب فى استدراج طهران إلى حرب مكشوفة لتدمير ما تبقى من مفاعلاتها؟
نقلا عن الوطن