خبير: إثيوبيا تضرب بالاتفاقيات الدولية عرض الحائط.. وتحتاج إلى طرف ثالث لكي تفهم القانون الدولي

كتب - نعيم يوسف
تواصل مفاوضات سد النهضة إثارة شغف الرأي العام في كل من مصر وإثيوبيا والسودان، وخاصة في القاهرة والخرطوم، في ترقب شديد لعملية الملء الثاني، وترقب لإمكانية اندلاع حرب أو توقيع اتفاقية قانونية ملزمة.
 
إصرار إثيوبي على الملء الثاني
وقال محمد عبدالواحد، الخبير في الأمن القومي والقرن الإفريقي، إن إثيوبيا مستمرة في التعنت وعدم سماع الصوت الآخر وفرض الأمر الواقع، وإتمام عملية الملء الثاني على الرغم من المشاكل الداخلية التي تعاني منها، والمشاكل الاقتصادية، ولكنها تصر على الملء الثاني، وتضرب بالاتفاقيات الدولية عرض الحائط.
 
الالتزام بالمفاوضات
وأضاف "عبدالواحد"، في لقاء مع قناة سكاي نيوز عربية، أن  مصر والسودان حاولتا الالتزام بالمفاوضات، ولكنها فشلت فلجأت للوساطة الأمريكية، ثم مجلس الأمن، ثم الاتحاد الإفريقي، ولكن المحصلة صفر في النهاية، وهناك إصرار إثيوبي على الملء، وهناك سوء نية لعدم الوصول إلى أي نتائج، وهي تحاول إظهار نفسها للمجتمع الدولي على أنها تتفاوض، ولكنها لا تقدم أي شيء إيجابي.
 
محاولة الابتعاد عن الخيار العسكري
وتابع الخبير في الأمن القومي والقرن الإفريقي، أن المحاولات المصرية في المفاوضات مستمرة، ومصر تبعد عن الخيار الأخير وهو العسكري لأن الحروب لا تُنسى وتسبب عداوة تاريخية شديدة بين الشعوب، وبالتالي لا نريد الوصول إلى الصراع، وعندما تتعثر المفاوضات نحاول إيجاد طرف ثالث يقرب وجهات النظر، بدلا من اللجوء إلى حل يعصف بأمن واستقرار المنطقة بالكامل.
 
من يتحمل تكلفة الضرر
وشدد على أن السد مبني على أراضي إثيوبية وبالتالي فإن الضرر يقع على مصر والسودان، ووفقا للقانون الدولي لا يجب إنشاء سدود على الأنهار العابرة للحدود إلا بعد الاتفاق مع الدول الأخرى وتقديم الضمانات اللازمة لهم، وخاصة ضمانات عدم انهيار السد، مؤكدا أن أديس أبابا يجب أن تكون ملزمة بتحمل تعبات انهيار السد.
 
وكشف أن إثيوبيا حتى الآن لم ترد على مشكلة أمان السد، واللجوء حاليا إلى دول الرباعية وطلب الوساطة منها، الهدف منه هو توصيل وجهة نظر دولتي المصب إلى إثيوبيا، مشددا على أن القانون الدولي يتناول في البند السابع والبند 21 مسألة بناء سدود على الأنهار العابرة للحدود، والمسؤولية الدولية في حالة انهيار السد، ولكن الجانب الإثيوبي من الواضح أنه يحتاج إلى طرف آخر يفهمه الأمر.
 
رد محلل إثيوبي
أما المحلل الإثيوبي، موسى شيخو، فقال إن المفاوضات استمرت عشر سنين، وهذا لأن مصر والسودان أصبحا متطابقان في وجهة نظرهما، ومحاولتهما تسييس أزمة سد النهضة، وربط هذه الأزمة بقضية الحدود، والتشكيك في سد النهضة، وترهيب الناس -حسب زعمه-.
 
وزعم شيخو في نفس اللقاء، أن الحديث كله يتركز عن الملء الثاني دون الحديث عن الاتفاق، وفي وثيقة واشنطن واتفاقية إعلان المبادئ لا توجد مشكلة في الملء الثاني -حسب ادعائه- معترفا في نفس الوقت بأن هناك مخاوف لدى الطرفين المصري والسوداني من نتائج الملء الثاني لسد النهضة.
 
كانت المفاوضات التي عقدت في كينشاسا بالكونغو، فشلت في التوصل إلى أي حل أو طريقة للتفاوض، وأعلنت إثيوبيا إصرارها على الملء الثاني، بينما حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من أي مساس بمياه مصر، مشددا على أن ذلك خط أحمر.