فى خطوة كبيرة، تمكن عدد من الباحثين من جامعة "نانيانج التكنولوجية"، فى سنغافورة، من ابتكار أداة يمكنها توصيل الإشارات الكهربائية من وإلى النباتات.

 
وتمكن الباحثين من ابتكار الأداة، باستخدام نوع من الهيدروجيل يسمى "thermogel"، والذي يتحول تدريجياً من سائل إلى هلام قابل للمط في درجة حرارة الغرفة، من الممكن ربط جهاز "الاتصال" الخاص بالنبات بمجموعة أكبر من النباتات ذات تركيبات سطحية مختلفة، وتحقيق أعلى جودة للكشف عن الإشارات الكهربائية، على الرغم من تحرك النباتات ونموها استجابةً للبيئة، وفقا لما أكده موقع سى إن إن عربية.
 
ومن جهته كشف تشين شياودونج، وهو قائد الدراسة وأستاذ ورئيس قسم علوم وهندسة المواد بالجامعة "عن كيفية عمل الأداة واستجابة النبات لها، مشيرا إلى أن الأداة عبارة عن مادة حرارية موصلة يمكنها نقل الإشارات الكهربائية من النباتات إلى الأجهزة الإلكترونية.
 
وقال :"عند استخدامها، تتحلل المادة الحرارية المخزنة في درجة حرارة منخفضة على سطح ورقة النبات في شكل سائل، ويمكنها الالتفاف حول الهياكل غير المنتظمة لسطح النبات، ومع ارتفاع درجة الحرارة إلى درجة حرارة الغرفة، يتحول الجل السائل إلى هلام صلب، ثم يتم توصيل الهلام الصلب بقطعة صغيرة من القطب المعدني بسلك موصل رفيع، ويتم توصيل السلك بأجهزة إلكترونية خارجية لتسجيل الإشارات".
 
واستمد الباحثون فكرة قياس الإشارات الكهربائية المنبعثة من النباتات، من مخطط كهرباء القلب، والذى يتم استخدامه للكشف عن تشوهات القلب عن طريق قياس النشاط الكهربائى الناتج عن عضلة القلب.
 
وقال شياودونج إن الإشارات الكهربائية المتولدة في النباتات تأتى أيضاً من أنسجة معينة داخل النباتات، وتؤدي هذه الإشارات إلى حدوث تغير محتمل على سطح النبات، ومن خلال تطبيق الأداة على سطح النبات، يمكن التقاط هذا التغيير المحتمل بواسطة مادة "thermogel"، ليتم نقل الإشارة إلى جهاز خارجى.
 
ولجأ الباحثون لاستخدام نبتة مصيدة فينوس، فى الدراسة، وأكد شياودونج، أن النبتة تستجيب بشكل متكرر للإشارات الكهربائية.
 
وأوضح أن الأداة حققت عرضاً جيداً لإظهار الاتصال الكهربائي مع النباتات، إذ أظهرت أنه يمكن التحكم في نبتة مصيدة فينوس عند الطلب باستخدام هاتف ذكي، وقد نجحت في جعل النبتة تغلق أوراقها عندما تنبض بتردد معين عبر القطب.
 
وعن الفوائد العملية للأداة، قال شياودونج، أن الأداة قد تساعد المزارعين على فهم محاصيلهم بشكل أفضل أو اكتشاف أمراض النبات مسبقاً، كما أنه من خلال ربط أجهزة الاستشعار المطابقة بدوائر لاسلكية مصغرة، يمكن توصيل النباتات بالإنترنت وتحقيق ما يُسمى بـ"إنترنت النباتات".