في مثل هذا اليوم 14 ابريل1883م..
ألكسندر غراهام بل (بالإنجليزية: Alexander Graham Bell)‏ (3 مارس 1847- 2 أغسطس 1922)، عالم مشهور ومهندس ومخترع ومبتكر اسكتلندي المولد، ينسب إليه تسجيل أول براءة اختراع هاتف فعال وإنشاء شركة التيليفون والتلغراف الأمريكية.

شارك والد وجد وأخ بل جميعهم في العمل في مجال الحديث والفصاحة وكانت والدته وزوجته من الصم، ما أثر على عمل حياته تأثيرا بالغا. وبحثه في السمع والحديث دفعه إلى تجريب أجهزة سمعية، ما أدى إلى حصوله على أول براءة أمريكية عن جهاز الهاتف عام 1876. ولكنه اعتبر الهاتف متدخلا على عمله الحقيقي كعالم ورفض أن يكون له هاتفا في مكتبه.

العديد من الاختراعات الأخرى كانت ملحوظة في حياة بل، بما في ذلك عمله الرائد في مجال الاتصالات البصرية والقارب المحلق (الهايدروفويل) وعلم الطيران. وعلى الرغم من أنه لم يكن من مؤسسي جمعية ناشيونال جيوغرافيك، إلا أنه كان ذا تأثير كبير على المجلة، حيث أصبح ثاني رئيس لها حيث خدم في الفترة من 7 يناير 1898 حتى 1903. يوصف بل بأنه أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في تاريخ البشرية

وُلِد ألكسندر بل في إدنبرة، اسكتلندا في 3 مارس 1847. كانت عائلته تقطن في منزل 16 شارع شارلوت الجنوبي، ويوجد على باب المنزل نقشا حجريا في إشارة إلى مسقط رأس ألكسندر غراهام بل. كان لديه شقيقين: "ميلفيل جيمس بل" (1845-1870) و"إدوارد تشارلز بل" (1848-1867). توفي شقيقيه من داء السل. كان والده "ألكسندر ميلفيل بل" أستاذا جامعيا ووالدته تدعى "إليزا جريس". على الرغم من أنه منذ ميلاده كان يدعى "ألكسندر"، إلا أنه في سن العاشرة توسّل إلى والده أن يكون له اسما أوسطا ينادى به على غرار شقيقيه. في عيد ميلاده الحادي عشر، سمح له والده أن يعتمد الاسم الأوسط "غراهام"، الاسم الذي اختاره بسبب إعجابه بغراهام ألكسندر، وهو شخص كندي تعرّف إليه والده وأصبح صديقا للعائلة. كان الأقارب والأصدقاء يلقبونه باسم "أليك" وهو اللقب الذي استمر والده يناديه به إلى وقت لاحق

بحلول عام 1874، دخل عمل بل المبدئي على التلغراف الموسيقي في مرحلة التشكيل والتقدم مما أدى إلى تحقيقه نجاحا كبيرا من خلال عمله في مختبره الجديد في بوسطن (مكان مستأجر) وكذلك في منزل أسرته بكندا. على الرغم من عمل بل في ذلك الصيف بمدينة برانتفورد، إلا أنه أجرى تجاربه على الفونوتوغراف (phonautograph) وهو جهاز يشبه القلم يستطيع رسم أشكال الموجات الصوتية على زجاج مدخن عن طريق تتبع اهتزازاتها. فكّر بل أنه ربما يكون من الممكن توليد تيارات كهربائية موجية مترددة تتوافق مع الموجات الصوتية. كما اعتقد بأن القصبة المعدنية المتعددة التي تم ضبطها لترددات مختلفة مثل القيثارة ستكون قادرة على تحويل التيارات المتموجة إلى صوت مرة أخرى. لكنه لم يمتلك نموذج عمل ليعرض جدوى هذه الأفكار.

اتسعت حركة الرسائل التلغرافية بشكل سريع في عام 1874، وكما ورد على لسان رئيس شركة ويسترن يونيون "ويليام أورتون" أن ذلك أصبح يُعَد بمثابة "الجهاز العصبي للتجارة". تعاقد أورتون مع المخترعين توماس إديسون وإليشا غراي لإيجاد طريقة لإرسال رسائل متعددة من خلال التلغراف عبر كل خط من خطوط التلغراف لتجنب التكلفة العالية التي يتم إنفاقها على إنشاء خطوط جديدة. عندما أشار بل إلى جاردينر هوبارد وتوماس ساندرز بأنه يعمل على طريقة لإرسال نغمات صوت متعددة عبر سلك التلغراف مستخدما أداة متعددة القصبات، بدأ هذان الرجلان الثريان بتقديم الدعم المالي لتجارب بل. تعهد محامي هوبارد "أنتوني بولوك" بالأمور التي تتعلق ببراءة الاختراع.

في مارس 1875 قام بل وبولوك بزيارة عالم الفيزياء المشهور جوزيف هنري الذي كان في ذلك الوقت مديرا لمؤسسة سميثسونيان، وطلبا منه إسداء النصيحة حول الجهاز الكهربائي متعدد القصبات الذي كان يأمل بل في أنه قد ينقل صوت البشر عبر التلغراف. جاء رد هنري بأن بل يمتلك "بذرة اختراع عظيم". عندما أخبره بل بعدم امتلاكه المعرفة الكافية التي تمكنه من مواصلة تجاربه، رد عليه هنري قائلا: "احصل عليها!". كان ذلك الرد تشجيعا كبيرا لبيل للاستمرار في المحاولة، على الرغم من أنه لم يكن لديه المعدات اللازمة لمواصلة تجاربه، ولا القدرة على خلق نموذج عمل لأفكاره. مع ذلك سنحت فرصة لبيل غيرت كل ذلك وهي مقابلته لـ"توماس واتسون"، وهو مصمم كهربائي وميكانيكي من ذوي الخبرة في متجر تشارلز ويليامز للآلات الكهربائية.

من خلال الدعم المالي من قبل ساندرز وهوبارد، قام بل بتعيين توماس واتسون مساعدا له، وبدأ الاثنان بإجراء التجارب حول إمكانية إرسال الرسائل عبر التلغراف الصوتي. في 2 يونيو 1875، استطاع واتسون عن طريق الخطأ أن يلتقط إحدى القصبات وأمسك بل بنهاية طرف السلك المستقبل واستطاع سماع النغمات التوافقية للقصبة التي من المحتمل أن تكون ضرورية لنقل الكلام. استنتج بل من ذلك أن قصبة واحدة أو عمود واحد فقط يُعَد ضروريا وليس العديد من القصبات. أدى ذلك إلى الاعتقاد بأن هاتفا يعمل بالصوت على شكل عمود قائم تتوسطه قطعة متعارضة بإمكانه نقل صوت يشبه الرنين ولكن ليس كلاما واضحا.

كان يُعتقد أنه هو من اخترع الهاتف إلى أن اعترف مجلس الكونغرس الأمريكي رسمياً في عام 2002 أن المخترع الإيطالي أنطونيو ميوتشي هو المخترع الحقيقي للهاتف وذلك بعد مرور 113 عاماً على وفاته أي منذ عام 1889. فقد اعترف مجلس النواب الأمريكي رسمياً في سنة 2002 بتاريخ 11 يونيو بأن ميوتشي أول مخترع لفكرة الهاتف في قرار المجلس رقم 269. وهذا يعني أن ألكسندر غراهام بل فقط قام باختراع الهاتف بناءً على فكرة اختراع وجدها في نموذج من نماذج اختراعات أنطونيو ميوتشي .

في عام 1875، قام بل بتطوير جهاز التلغراف الصوتي وأعد طلبا للحصول على براءة اختراعه. اتفق على تقاسم الأرباح من الولايات المتحدة مع المستثمرين جاردينر هوبارد وتوماس ساندرز، كما طلب بل من أحد أصدقائه وهو السياسي الكندي "جورج براون" محاولة تسجيل براءة الاختراع في بريطانيا، فأصدر تعليمات لمحاميه بتقديم طلب للحصول على براءة الاختراع في الولايات المتحدة بعد أن يتلقى كلمة من بريطانيا. (كانت بريطانيا تمنح براءات الاختراع للاكتشافات التي لم يسبق تسجيلها ضمن براءات الاختراع في أي دولة أخرى).

في غضون ذلك، كان إليشا غراي أيضا يجري تجاربه على إرسال الرسائل عبر التلغراف الصوتي وفكر في طريقة لنقل الكلام باستخدام جهاز إرسال مائي. في 14 فبراير 1876 قدم غراي طلب إنذار لتصميم هاتف يعمل باستخدام جهاز إرسال مائي لدى مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة. وفي صباح اليوم نفسه، قدم محامي بل طلبا باسم بل إلى مكتب براءات الاختراع. أُثير جدلا واسعا حول من وصل أولا، وفي وقت لاحق اعترض غراي على أولوية براءة اختراع بل. كان بل في بوسطن بتاريخ 14 فبراير 1876 ولم يصل إلى واشنطن حتى 26 فبراير.

سُجِّلت براءة اختراع بل برقم 174,465 ومُنِحت له يوم 7 مارس 1876 من قبل مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة. كانت براءة اختراع بل تتعلق بـ"طريقة وجهاز لنقل الصوت أو غيره من النغمات تلغرافيا... من خلال التسبب بتموجات كهربائية تشبه في شكلها ذبذبات الهواء المرافقة للصوت أو غيره من النغمات." عاد بل إلى بوسطن في نفس اليوم واستأنف عمله في اليوم التالي ورسم شكلا توضيحيا في مدونة مذكراته يماثل الرسم الذي جاء في طلب إنذار غراي لبراءة الاختراع.

في 10 مارس 1876 أي بعد ثلاثة أيام من إصدار براءة اختراعه، نجح بل في تشغيل هاتفه باستخدام جهاز إرسال سائل مشابه لتصميم غراي. تسبب الاهتزاز في طبلة الهاتف باهتزاز إبرة في المياه مما أدى إلى اختلاف المقاومة الكهربائية في الدائرة. عندها ذكر بل جملته الشهيرة "السيد واتسون - تعال إلى هنا - أريد أن أراك" في جهاز الإرسال السائل، واتسون الذي كان في نهاية الخط في غرفة مجاورة استمع إلى الكلمات بوضوح.
على الرغم من أن بل كان وما زال مُتهَما بسرقة الهاتف من غراي، إلا أن بل استخدم تصميم الإرسال المائي الخاص بغراي بعد أن مُنِح بل براءة الاختراع باعتباره فقط دليلا على مفهوم التجربة العلمية ليثبت رضاه الشخصي عن مفهوم أن "التعبير الكلامي" (كلمات بل) يمكن أن ينتقل كهربائيا. بعد مارس 1876 ركز بل على تحسين الهاتف الكهرومغناطيسي ولم يستخدم أبدا جهاز الإرسال المائي الخاص بغراي في العروض العامة أو الاستخدام التجاري.

أُثيرت مسألة الأولوية بالنسبة لميزة المقاومة المتغيرة في الهاتف من قبل الفاحص قبل موافقته على طلب بل لبراءة الاختراع. وقال لبيل أن ادعائه لميزة المقاومة المتغيرة تم وصفها أيضا في طلب إنذار غراي لبراءة الاختراع. أشار بل إلى أن جهاز المقاومة المتغيرة في تطبيقه السابق عبارة عن كوب من الزئبق، وليس الماء. وكان بل قد قدم طلبا عن الزئبق لدى مكتب براءات الاختراع في العام السابق في 25 فبراير 1875، أي قبل وصف الجهاز المائي لإليشا غراي بوقت طويل. بالإضافة إلى ذلك، أهمل غراي طلب الإنذار الخاص به، ولأن غراي لم يعترض على أولوية بل، وافق الفاحص على براءة اختراع بل في 3 مارس 1876. قام غراي بإعادة اختراع هاتف ذو مقاومة متغيرة، ولكن بل كان أول من كتب الفكرة وأول من اختبرها على الهاتف.

كما أدلى فاحص براءات الاختراع "زيناس فيسك ويلبر" لاحقا بشهادة رسمية كتابية أقر فيها مع حلف اليمين بأنه كان مدمنا للكحوليات وكان مدينا لمحامي بل "مارسيلو بيلي" الذي خدم معه أثناء الحرب الأهلية. وادعى أنه أطلع بيلي على طلب إنذار غراي لبراءة الاختراع. كما صرّح ويلبر (بعد وصول بل إلى واشنطن العاصمة من بوسطن) أنه عرض طلب إنذار غراي إلى بل فدفع له بل 100 دولار أمريكي. قال بل بأنهما تطرقا لمناقشة براءة الاختراع من منظورها الشامل فحسب على الرغم من أن بل أقر في أحد الخطابات التي أرسلها إلى غراي بأنه استفاد من بعض التفاصيل الفنية. وقد نفى بل في شهادة مع حلف اليمين أنه أعطى ويلبر أي أموال.

عرض بل وشريكيه هوبارد وساندرز بيع براءة الاختراع مباشرة إلى شركة ويسترن يونيون مقابل 100,000 دولار أمريكي. ولكن رئيس شركة ويسترن يونيون رفض ذلك قائلا أن الهاتف لا يُعَد شيئا سوى دمية. بعد ذلك بسنتين، أخبر زملاءه أنه إذا استطاع الحصول على براءة الاختراع بمبلغ 25 مليون دولار أمريكي ستعتبر حينئذٍ صفقة. بعد ذلك لم تعد شركة بل ترغب ببيع براءة الاختراع.

بدأ بل سلسلة من العروض العامة والمحاضرات ليقدم اختراعه الجديد للمجتمع العلمي وللجماهير من عامة الناس. بعد مرور يوم واحد فقط على محاضرته الأولى عن النموذج الأصلي للهاتف في المعرض الدولي المئوي (Centennial Exposition) الذي أقيم بفيلادلفيا عام 1876، تصدر اختراع الهاتف العناوين الرئيسية في الصحف حول العالم. قام أشخاص ذوي نفوذ بزيارة المعرض منهم إمبراطور البرازيل بيدرو الثاني، وفي وقت لاحق أُتيحت لبيل الفرصة لاستعراض اختراعه شخصيا أمام ويليام تومسون، وهو عالم اسكتلندي مشهور. كما أن الملكة فيكتوريا كانت قد طلبت عقد لقاء خاصا في أوسبورن هاوس (Osborne House) وهو منزلها بجزيرة وايت. وصفت الملكة الاستعراض بأنه "الأكثر استثنائية". كان لهذا الحماس والإعجاب الشديد الذي أحاط العروض العامة التي قدمها بل تأثيرا كبيرا من حيث القبول الدولي لجهازه الذي أحدث ثورة.

تم إنشاء شركة بل للهواتف سنة 1877، وبحلول عام 1886، أكثر من 150,000 شخص في الولايات المتحدة امتلكوا الهواتف. أضاف مهندسي الشركة العديد من التحسينات الأخرى على الهاتف، والذي تم اعتباره أحد أنجح المنتجات على الإطلاق. في 1879، قامت شركة بل بشراء براءات اختراع إديسون الخاصة بالميكروفون الكربوني من شركة ويسترن يونيون. بعد ذلك أصبح الهاتف عمليا أكثر للمسافات الطويلة ولم يعد من الضروري أن يقوم الشخص بالصياح في جهاز الإرسال حتى يتمكن الشخص الآخر من سماعه في جهاز الاستقبال.

في 25 يناير 1915، أجرى بل أول مكالمة هاتفية عبر القارة. حيث اتصل بل من مكتب شركة إيه تي آند تي (AT&T) في 15 شارع داي ستريت بمدينة نيويورك، وسمعه توماس واتسون في 333 شارع جرانت أفينيو بسان فرانسيسكو. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز:

"في 9 أكتوبر 1876، تحدث ألكسندر غراهام بل إلى توماس إيه واتسون هاتفيا عبر سلك امتد مسافة ثلاثة كيلومترات بين كامبردج وبوسطن. كانت تلك المكالمة السلكية الأولى على الإطلاق. وظُهر أمس (25 يناير 1915)، تحدث نفس الرجلين مع بعضها البعض هاتفيا عبر سلك امتد مسافة 3,400 كيلومتر بين نيويورك وسان فرانسيسكو. وكان الدكتور بل، مخترع الهاتف المخضرم في نيويورك، في حين كان السيد واتسون، شريكه السابق على الجانب الآخر من القارة. سمع الاثنان بعضهما البعض أكثر وضوحا مما كان عليه حديثهما لأول مرة قبل ثمانية وثلاثين عاما مضت."

المنافسون:
كما هو شائع من حين لآخر في مجال الاكتشافات العلمية هو ظهور تطورات متزامنة كما حصل مع عدد من المخترعين الذين عملوا على الهاتف. على مدى فترة 18 عاما، واجهت شركة بل للهواتف 587 دعوى قضائية تتعلق ببراءة اختراع الهاتف، بما في ذلك خمسة ادعاءات لدى المحكمة العليا للولايات المتحدة، ولكن لم تنجح ولا واحدة منها في إثبات عدم أولوية العمل الأصلي لبراءة اختراع بل ولم تخسر شركة بل للهواتف أبدا في أي قضية وصلت إلى المرحلة النهائية للمحاكمة. كانت ملاحظات بل المختبرية وخطابات الأسرة هي المفتاح لإنشاء سلسلة طويلة من تجاربه. نجح المحاميون في شركة بل بالتصدي لعدد لا يحصى من الدعاوى القضائية التي كان أول من بدأها إليشا غراي وأموس دولبير. وفقا لمراسلاتهما الشخصية مع بل، اعترف كل من غراي ودولبير بأسبقية عمل بل على الهاتف؛ الأمر الذي قلل من صحة ادعاءاتهما فيما بعد.

في 13 يناير 1887، تقدمت الحكومة الأمريكية بقرار رسمي لإلغاء براءة الاختراع الممنوحة لبيل وفقا لأسباب تتعلق بالاحتيال وتحريف الحقائق. بعد سلسلة من القرارات والانتكاسات ربحت شركة بل بقرار من المحكمة العليا، في حين تُرِكت إثنتين من الادعاءات الأصلية من قبل محامي المحكمة دون حسم. بحلول وقت المحاكمة بعد تسع سنوات من النزاع القانوني، توفي وكيل النيابة الأمريكية، وبراءات الاختراع الخاصة ببيل (رقم 174,465 بتاريخ 7 مارس 1876، ورقم 186,787 بتاريخ 30 يناير 1877) لم تعد سارية المفعول، إلا أن القضاة الذين ترأسوا المحكمة اتفقوا على مواصلة الإجراءات القانونية لأهمية هذه القضية باعتبارها سابقة قضائية. بسبب التغيير في الإدارة واتهامات تضارب المصالح (لكلا الجانبين) الناشئة من المحاكمة الأصلية، أسقط نائب عام الولايات المتحدة الدعوى بتاريخ 30 نوفمبر 1897 تاركا العديد من القضايا دون حسم لأسس موضوعية.

ادعى أيضا المخترع الإيطالي "أنطونيو ميوتشي" خلال شهادة أدلى بها في محاكمة سنة 1887 أنه ابتكر النموذج العملي الأول للهاتف في إيطاليا سنة 1834. في سنة 1886 وفي أول القضايا الثلاث التي كان ميوتشي طرفا فيها، أقسم اليمين وأدلى بشهادته كونه شاهدا على أمل أن يحصل على أسبقية لاختراعه. كان دليل ميوتشي في هذه القضية المتنازع عليها ضعيفا نظرا لافتقار اختراعاته للبراهين المادية، وزعمه فقدان نماذج أعماله في مختبر شركة إيه دي تي (The ADT Corporation) في نيويورك، والتي تأسست في وقت لاحق كشركة تابعة لويسترن يونيون في عام 1901. كان عمل ميوتشي كغيره من المخترعين في تلك الفترة يعتمد على مبادئ صوتية موجودة في وقت سابق ورغم وجود أدلة من التجارب السابقة، إلا أن القضية النهائية التي تتضمن ميوتشي تم إسقاطها في النهاية بسبب وفاة ميوتشي. مع ذلك، نظرا للجهود التي بذلها عضو الكونغرس "فيتو فوسيلا"، أعلن مجلس النواب الأمريكي يوم 11 يونيو 2002 "ضرورة الاعتراف بعمل ميوتشي في اختراع الهاتف"، حتى ذلك لم يضع حدا لقضية لا تزال مثيرة للجدل. لا يوافق بعض العلماء العصريين على الادعاءات بأن عمل بل على الهاتف تأثر باختراعات ميوتشي.

تم الاعتراف بأهمية براءة اختراع بل في جميع أنحاء العالم كما تم التطبيق العملي على براءة الاختراع هذه في معظم دول العالم الكبرى، ولكن عندما قام بل بتأجيل طلب براءة الاختراع الألمانية، تمكنت إدارة شركة سيمنز للكهربائيات من تأسيس مصنعا منافسا لشركة بل للهواتف بموجب براءة الاختراع الخاصة بهم. أنتجت شركة سيمنز نُسَخا طبق الأصل تقريبا لهاتف بل دون الحاجة إلى دفع رسوم للاختراع. إن تأسيس شركة بل العالمية للهواتف في بروكسل، بلجيكا سنة 1880 بالإضافة إلى سلسلة اتفاقيات نصت عليها دول أخرى أدوا إلى توحيد العمليات الدولية للهاتف. قدم بل استقالته من الشركة بسبب الضغط الواقع عليه من خلال حضوره المستمر في المحكمة وهذا ما كانت تقتضيه النزاعات القضائية.!!