د. مينا ملاك عازر
أندهش كل الاندهاش حينما أرى رئيس للجمهورية يعرض للمحاكمة والمساءلة سواء خلال فترة ولايته أو بعدها، أتساءل ما كل هذا الجحود الذي يتملك قلب الشعوب، أين أنصاره ومريديه ومحبيه؟ أين هؤلاء الذين اختاروه يوماً ما؟ هانت عليهم العشرة؟ هانت عليهم اختياراتهم؟ لماذا لا يستبسلون من أجل اختياراتهم ووصولها لبر النجاة. 
 
أتعجب من تلك الشعوب التي تعلي قيم العدل والمساواة وتقلل من قيم العيش والملح، واعتبار الرئيس أب وينسون له كل إنجازاته، فعلناها يوماً ما، لكن هيهات الرئيس المصري طلع براءة، صاغ سليم -الله يرحمه- الراجل أنضف من الصيني بعد غسيله، لكن هؤلاء المتهورين الجاحدين الأمريكان والفرنسيين البيرويين والشيليين وغيرهم، الذين حاكموا رؤساءهم وحكموا عليهم أو حتى برأوهم سواء في وجودهم في الحكم أو بعدها، كيف واتتهم قلوبهم كيف
طاوعتهم ألم يتوقفوا للحظة ليذكروا له شيء حسن فعله؟ ألم يشق لهم طريق يشيد لهم كوبري يعوم لهم عملة يرصف لهم شارع؟ ألم يقل لهم يوماً كلمة حنينة؟ ألم يداعب قلوبهم وعقولهم بمعسول الكلام يوماً ما، ألم ينقذهم من قوانين جائرة ما كل هذا الجفاء الشعبي الذي تمتع به الفرنسيين ومن قبلهم الأمريكيين، تبا لتلك العدالة والمساواة للجميع أمام القانون، كم من الجرائم ارتكبت باسمهما حتى  أن جعلت ترامب يقف قلقاً ولو لثواني بعد كل ما قدمه للاقتصاد الأمريكي من إنجازات وصفقات سلاح، ومحاولاته الحسيسة لتكن أمريكا أولاً، نسوا كل هذا، تنكروا لكل هذا، وحاولوا مساءلته عن ما تم  من  محاولة خسيسة من بعد الأفراد لاقتحام الكابيتول لأجله وللدفاع عن حقه المزعوم في الفوز بالانتخابات التي يزعم أنها زورت.
 
ما هذا الفجر الفرنسي الذي يسيطر على الفرنسيين وهم يحاكموا ساركوزي ويسجنوه عام وعامين آخرين مع إيقاف التنفيذ لأنه أخذ أموال من القذافي أو لأنه حاول رشوة قاضي أو غيره اعتبروه أبوكم يا جدعان، ألم يفعل لكم شيء تذكرونه تشكرونه عليه، هانت عليكم خمس سنوات حكم فيها ساركوزي بلادكم، ليهم حق الرؤساء الديكتاتوريين الذين لا يريدون ترك الحكم ويعدلون دساتيرهم للبقاء مدد أطول وأطول لأنهم لا يأمنون غدر الشعوب، تبا لتلك الشعوب الجاحدة الناكرة للجميل الناسية لكل ما يقدمه الرؤساء لهم من أفعال خيرة ومنح ومنن يمنون بها عليهم سواء حين يرفعون عنهم الضرائب كل على بعضه حلوه وشره يجب أن يشكر عليه الرؤساء يا جاحدة.
 
العذر كل العذر لكل رئيس يتمسك بمنصبه ويختار نواب برلمانه بعناية فهذا يجعله في مأمن من نكران الشعوب للجميل، وجحودهم وطغيانهم وتنصلهم ونسيانهم لخيره عليهم، العذر كل العذر لكل رئيس تدخل في طريقة وصول مشاركيه الصوريين في السلطة التشريعية والقضائية وغيرها لأنه لا يضمن ما قد تصل به إليه الأيام بعد ما رأيناه من الكثير من شعوب الأرض.
المختصر المفيد ارحمنا يا رب من تلك العدالة والمساواة المقيتتين.