حمدى عبد العزيز

 
فوريس بولسي المعنية برصد قوائم أعلي أغنياء العالم من حيث مقدار ماحققوه من تراكم ثروي يضيف لهم مستويات جديدة من الثراء .. أعلنت تقريرها الخاص برصد مستويات ثروات أغنياء العالم خلال العام المنصرف 2020 ..
 
رصدت بيانات فوريس بولسي زيادة عدد الأثرياء في العالم بواقع 660 مليارديراً منهم 493 (مليارديراً)  تم تسجيلهم في قائمة أثرياء العالم لأول مرة   ..
بالطبع لايمكن تغافل أن ذلك يحدث بالتزامن مع تأثيرات جائحة كورونا علي الإقتصاد العالمي وماخلفه ذلك من أزمات مالية واجتماعية  ..
 
لاينبغي التعجب ونفاذ الصبر من الحديث عن قائمة أثرياء العالم وثرواتهم .. لنتحمل بعض الشئ ، ولنكمل بطاقة مثابرة قراءة بيانات القائمة وماتمثله من دلالات  ..
 
وأول هذه الدلالات أن هناك في هذا العالم (الإنساني)  من تزايدت تدفقات أرباحه وتراكمات ثروته رغم ماخلفته الجائحة من أزمات وخسائر إقتصادية وإفقار وتعطل عن العمل لملايين من البشر علي مستوي العالم ، وهذا ليس له سوي معني وحيد .. وهو أن الرأسمالية المتوحشة والمنفلتة أخلاقياً وقيمياً بطبيعتها تستفيد من الأزمات والجوائح الإنسانية للتقدم نحو هدفها الأوحد وهو الربح ثم الربح ثم مراكمة الأرباح والثروات  ، ولاشئ سوي ذلك ..
 
ثم فلنتحرك بعدسات الإبصار أكثر داخل القائمة لنكتشف أن المصريين (الفقرا قوي) لهم نصيب من أسماء مليارديرات القائمة  ..
 
 ... فنجد علي سبيل المثال أن رجل الأعمال المصري ناصف ساويرس قد ارتفعت ثروته عن العام ماقبل الماضي بمقدار 3.3 مليار دولار لتصل ثروته إلي 8.3 مليار دولار ويصنف في المركز 297 عالمياً في القائمة  ..
 
ويأتي شقيقه المهندس نجيب ساويرس الذي ارتفعت ثرواته بقيمة 200 مليون دولار لتصل إلي 3.2 مليار دولار   ..
 
ليقدمان دليلاً جديداً علي أنه كلما تزايدت معدلات الإفقار والبطالة كلما زادت معدلات تراكم الأرباح وتركز الثراء في شرائح إجتماعية محدودة تمتلك الثروة والهيمنة الطبقية مقابل تزايد أزمات الشرائح المقيدة الدخل والأوسع من حيث المساحة الإجتماعية والتعداد البشري ، طالما كانت السياسات الإقتصادية للدولة لاتتدخل علي نحو ضابط وفعال لتصحيح وضبط علاقات قوي السوق حتي لاتنفجر التناحرات الإجتماعية التي تطيح إن احتدمت بأمن وسلامة واستقرار النظام ذاته  .. 
 
وفي دلالة قوية وموحية كمثال صارخ علي مدي استفادة الرأسماليون من أزمات شعوب بلدانهم .. لابد أن يلفت نظر القارئ للقائمة ورود اسم رجل الأعمال اللبناني بهاء سعد الحريري الأبن الأكبر لرئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري وشقيق سعد الحريري الذي يقدمه أنصاره بأنه المنقذ الوحيد للشعب اللبناني ، والذي يملأ العالم حديثاً زائفاً عن مدي تأثره وتألمه لمعاناة الشعب اللبناني  ..
 
بهاء الحريري تستقر ثروته (وحده دون باقي ابناء رفيق الحريري) عند مستوي 2 مليار دولار ليكون ترتيبه في المركز الثاني عشر في قائمة أغني الأثرياء العرب ، ويأتي متأخرا عنه في. الترتيب شقيقه أيمن الحريري بثروة قدرها 1.3 مليار دولار  ليأتي تالياً لشقيقه سعد الحريري رئيس الوزراء الذي اكتفي بثروة قدرها 1.4 مليار دولار ليركز وإن كان سعد يصنف في قوائم أغني الأثرياء علي أنه (رجل أعمال سعودي) !!!! 
 
، ويأتي الشقيق الأصغر فهد الحريري في المركز 21 بين أغني الأثرياء العرب بثروة قدرها 1.1 مليار دولار  
 
اكتفينا بهذه الأسماء المصرية واللبناني كتدليل علي مدي العلاقة العكسية بين رجال أعمال يعيشون ويعملون وينزحون من فوائض قيمة عمل وموارد شعبين كلاهما لم يتعافي من أزماته الإقتصادية والإجتماعية بعد (مع الأخذ في الإعتبار الفوارق في المقارنات من حيث حجم ونوع وكيفية تلك الأزمات الإقتصادية والمالية والإجتماعية وتأثيراتها)  ..