د. مينا ملاك عازر

عزيزتي المرأة مبسوطة حضرتك دلوقتي، العالم كله ومصر والرجالة يحتفلون بيومك، يعطونك يوم آخر نفس الشهر سموه عيد الأم، وحاجة دلع، أظن بقى مالكيش حجة، اضطهاد إيه! وتمييز إيه! وكلام فارغ إيه! أظنك بقى المفروض تنسي مسألة التحرش بيكي لأن مسألة التحرش دي تجاوزتك، وأعتقد عبروها وانتقلوا إلى التحرش بالأطفال، أطفال إِناث وذكور حاجة بقى تريحك وتريح ضميرك، نعم مالك قلقة على الأطفال اللي هما أبناءك، لا بقى أنت غاوية قلق، استمتعي بيومك وبأيامك الجاية لا تحرش للمرأة خلاص، التحرش فقط بالأطفال، بس العتب عليكي، ما حضرتك لو كنت مالية عين هؤلاء الذكور
المتوحشين، ما كانوش راحوا للأطفال ولجأوا لهم ولهن، وبعدين كل ما حد يتحرش بيكي تملئي الدنيا صياح وصراخ وولولة، ماله التحرش؟ ماله الذكر المتحرش؟ وبعدين حقوق إيه اللي كنت عايزاها من غير تحرش يعني عايزة تشتغلي وتبقي وزيرة ومحافظة وما حدش يتحرش بيكي بالذمة ده كلام؟
عزيزتي المرأة ما حدش بياخد كل حاجة في الدنيا، تاخدي أيام احتفالات وتقدير لكي ويشيلوك مسئولية ثورة الثلاثين من يونيو في بلد عظيم زي مصر، ويدوكي عدد كبير من المناصب الوزارية والتنفيذية، ولكنك لم تسلمي من سلوكيات البعض اللذين يدعوا أنك تسمحي بالتحرش بك بارتداء ملابس غير محتشمة ويصادروا حريتك الشخصية. 
 
عزيزتي المرأة مشكلتي معاك شخصياً تتلخص في إنك مالكيش كتالوج، يعني مش عارف إيه اللي يفرحك؟ وإيه اللي يزعلك؟ وفي عز فرحك تزعلي، والعكس بالعكس، وحاجة قلق خالص، توتراتك اللي بتصدريها لينا حاجة مبهرة ورائعة طبعاً مافيش كلام، أنا شخصياً مستمتع بحالة الأرجحة التي أتمتع بها بين الزعل الغير مبرر والبوز الغير مفهوم له سبب، وحالة الأنشكاح الفجائية التي تنتابك فتجبري الكل على الإنشكاح، فتحت نفسك للحياة وغلقها بدون مواعيد، شيء يبعث على الإثارة والمتعة والتشويق. 
 
ربنا يخليكي لينا، إحنا من غيرك ولا حاجة، وناقصنا كام مليون حاجة، بس بلاش تزعلي لما الرجالة مدعي الذكورة يضايقوك ويميزونك تمييز سلبي، ويتنمروا عليك في السواقة وغيره، أنت كده زي الفل عسل ولا يهمك حد في الدنيا عيشي واضربيها طبنجة مش مستاهلة، لا تشيلي لها هم ولا تشيلي اللي حوليك الهم.
 
لا بجد عزيزتي المرأة أتقدم لك بكل آيات الحب والاحترام والعرفان بالجميل والتقدير لدورك المجتمعي داخل أسرتك وخارجها، أعترف أن بدونك الدنيا كئيبة وباعثة على الانقباض، وببسمتك الدنيا بتشرق وبتنور، فخليكي وحياة الغاليين عندك مبتسمة، أصلها صدقيني مش مستاهلة.
المختصر المفيد منحاز للمرأة، وكيف لا أنحاز للجمال والإبداع والكفاح ضد كل من يستبيحونها ويستبيحون مجهودها، وبرغم هذا تنتج وتبدع.