بقلم ماجدة سيدهم
وقفت عند كلمة " ألزم "
بعني أجبرهم وفرض عليهم.. أو أمرهم أمر ..
.تعالو نعيش الحدث
 
* بعد ما يسوع بارك السمكتين والخبزات القليلة وشبع أكتر من 5000فرد..كان الوقت قرب على الغروب ..
المفروض والطبيعي ان التلاميذ يستنوا لما يصرفوا الناس دي كلها ويشوفوا مثلا السلال الباقية هايعلموا فيها ايه ..
لكن اللي حصل غير كدا .. فجأة وقف يسوع وقالهم حالا ..وفورا يسيبوا كل حاجة يروحوا الناحية التانية من البحيرة وهو هايحصلهم بعد مايصرف هو كل الناس دي
: فيه ايه يامعلم ايه اللي حصل فجأة .. طيب نستنى لحد ماكل الناس دي تمشي ...
 
لكنه كان شديد اللهجة
وأجبر هم وفرض عليهم بالأمر قولا واحدا...يعني مش عاوز نقاش ..
: طيب ممكن تخللي معاك تلاثة أو أربعة مننا يساعدوك ..مش هينفع نسيبك وحدك مع كل الزحمة دي ..وهياخد وقت اطول
اعتقد يسوع كانت نبرة صوته و نظرة عينه ليهم حازمة جدا
عارفين نظرة العين اللي فيها أمر صارم دي واللي ماينفعش معاها ابدا غير انك تسكت وتوطي راسك وتنفذ الأمر من غير حتى تحاول انك تسأل علشان بس يادوب تفهم ...
 
دا اللي حصل ... وغالبا قالو لبعض "حد فاهم حاجة.. هو فيه حاجة حصلت واحنا مش عارفين.. ..غريبة إصراره دا ..أكيد فيه حاجة ..بس ازاي واحنا معاه خطوة بخطوة و في كل معجزاته ..عموما خلاص مافيش مشكلة كلها ساعة مثلا وهايجي ورانا .."
 
دخلو المركب ودخلوا جوه البحر شوية .. ماتوقعوش لحظة واحدة ولا إحنا كمان إن الطقس فجأة يتغير لأسوأ مايكون ومن غير مقدمات وهم وحدهم .. ولا عاملين حسابهم لأي شيء
وانتو عارفين لما الطقس يسوء في قلب البحر وبالليل كمان ..المنظر كله أسود وضلمة ..دا شيء مقبض ومرعب وموحش ومخيف جدا .بتحس ان جوف البحر بيبلعك فعلا ..
لما بنشوف دا في الدراما بنحس فعلا بالقبضة مابلك اللي الظروف حطتهم في قلب الحدث نفسه ..
لأن منظر الامواج الضخمة والعنيفة وهي بتقلب اي مركب والغرق محاوطك من كل ناحية وشراسة العواصف كافي ليوقف قلب اي حد من الذعر .. وكل محاولاتك تنقذ نفسك فاشلة . .
 
: كدا يايسوع تتخلى عننا في الوقت دا ..
:قولنا له نستى معاك ..هو اللي أصر .. طيب كان يفهنا هو عمل فينا كدا ليه او بيفكر فيه إيه ..
: ياريت ماكنا روحنا ..
: هو قال انه هيحصلنا مش معقول يكون نسي
 
: انت مش شايف ..احنا بنموت .. بنغرق حرفيا .وهايجي ازاي في الجو دا . .وفين المركب اللي هاتجيبه .. مستحيل طبعا ....
وراحوا يندهوا عليه بعلو الصوت يايسوع بايسوع الحقناااااا..
لكن صوتك بيبلعه جوف العتمة ف مستحيل حد يسمعك ولا يحس بيك
وفي عز العتمة يجي يسوع ماشي على الميه..ايوه ماشي على الميه ..ماشي على المستحيل ..اللي مش ممكن يخطر على بالهم ولا على بالنا ..لدرجة انهم من كتر الخوف والذهول فكروه خيال. .
ولأنه حاسس باللي جواهم وباللي هم فيه.. قرب أكتر راح يطمنهم " أيوه أنا يسوع ماتخافوش .."
خلصت المعجزة ..
 
* طيب تفتكروا لو ماكانش يسوع أجبرهم بالصرامة دي وحطهم رغم عنهم في الموقف الصعب دا ولوحدهم كانوا شافوه وهو ماشي على الميه اللي هو شيء ضد الطبيعة ..
 
وتفتكروا لو ماكتش فرض عليهم بالأمر كانوا عاشوا لحظة المجد والتجلي المهولة دي اللي تحدت كل قوانين الطبيعة وعجز على فهمها كل منطق وكل تفسير لحد النهاردة ..
 
بقول الكلام مش وعظ ..مجرد تأمل بقوله لنفسي أولا لما
وقفتني كلمة ألزم
 
لأن فعلا كتير بنلاقي نفسنا في مواقف صعبة بتتفرض علينا غصب عننا ..مالناش يد فيها خالص ..
وأدام اصرار ربنا أنه سمح بمرارات وانه يتأخر أو مايرد علينا بسرعة بيكون هو عارف امتي هيجي ماشي على الميه ....
فعلى أد قوة وصعوبة التجربة بتكون عظمة المجد