أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تأييدها لمقترح رئيس حزبها المسيحي الديمقراطي، أرمين لاشت، الداعي إلى فرض إغلاق مرحلي لمواجهة الموجة الثالثة لوباء «كورونا». وقالت ميركل، وفقاً لما نقله عنها مشاركون في اجتماع مغلق لقادة التحالف المسيحي، أمس (الأحد)، إنه يجب كسر النمو الأُسِّي لحالات عدوى «كورونا»، مشيرة إلى أن لاشت وصف هذا الإجراء بإغلاق الجسر.

 
كان لاشت، الذي يترأس أيضاً حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا، قد اقترح ما يعرف بـ«إغلاق الجسر» والرامي إلى اجتياز الفترة الحالية لحين إظهار حملة التطعيم تأثيراً أقوى مما هي عليه الآن في مواجهة الجائحة. ونقل المشاركون في الاجتماع لوكالة الأنباء الألمانية عن ميركل قولها إن «المسألة تدور حول عمل جسر يؤدي لمزيد من الحياة الطبيعية ويجب أن يكون هذا الجسر قصيراً». وقد قيَّم الحاضرون تصريحات ميركل على أنها تأييد صريح لرئيس حزبها، وذكرت ميركل أن جسر القيود يجب أن يكون قصيراً بقدر الإمكان. وأضافت أن هذا هو سبب ضرورة التعامل بشكل حازم.
 
وذكر مشاركون آخرون في الاجتماع أنه تم رفع مطالبة تنادي بعدم الانتظار للبدء في التدابير المقيدة عند وصول معدل الإصابة الأسبوعي إلى 100 شخص لكل مائة ألف نسمة، بل مع وصوله إلى 50 فقط. ونوّه المشاركون إلى أن وجهة نظر ميركل حول أن وضع «كورونا» أمر مأساوي، نالت دعماً كبيراً. وأشارت ميركل إلى أن الهدف يتمثل في الربط بين خطوات الفتح والاختبارات. كان رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، رالف برينكهاوس، قد أعلن قبل بدء المشاورات أنه سيتم الحديث مع المستشارة حول الخطط الخاصة بوضع قاعدة موحدة على مستوى ألمانيا خاصة بقانون الحماية من العدوى، بالإضافة إلى بحث ملف السياسة الخارجية.
 
وفي غضون ذلك، أعلن معهد «روبرت كوخ» أمس أن معدل الإصابات الجديدة بفيروس «كورونا» المستجد على مدار سبعة أيام قد قارب الوصول إلى 200 حالة لكل 100 ألف شخص في ولاية سكسونيا شرق ألمانيا. وأوضح المعهد أن هذا المعدل المعروف باسم معدل الإصابات الأسبوعي بلغ في ولاية سكسونيا 4.‏193. وأشار المعهد إلى أن ولاية تورينغن هي الولاية الوحيدة التي تسبق ولاية سكسونيا في معدل الإصابة الأسبوعي.
 
وبالنسبة لألمانيا كلها، فقد بلغ معدل الإصابة الأسبوعي 2.‏129 أمس، بحسب بيانات المعهد. وأشار المعهد إلى أن تحليل الأعداد لا يزال صعباً، نظراً لأنه من المحتمل
 
أن يكون هناك تراجع في عدد الاختبارات التي تم إجراؤها خلال أيام عيد الفصح، ومن ثم يكون قد حدث تراجع لعدد النتائج والبيانات المسجلة. وكانت الحكومة الألمانية الاتحادية قد طرحت مسودة قانون أول من أمس السبت بهدف توحيد إجراءات مكافحة الموجة الثالثة من «كورونا» على مستوى ألمانيا. وبحسب المسودة، ستكون اختبارات الكشف عن «كورونا» إلزامية لطلاب المدارس. كما تنص المقترحات على إغلاق المدارس في حال زيادة معدل الإصابات الأسبوعي في منطقة ما على 200 حالة لكل 100 ألف نسمة خلال ثلاثة أيام متتالية. وقد تُستثنى فصول مراحل التخرج من الإغلاق.
 
إلى ذلك، أسف وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون، أمس، لإعلان برلين بدء محادثات مع روسيا حول شراء جرعات من لقاح «سبوتنيك» ضد فيروس «كورونا» باعتباره «عملية إعلامية».
 
وقال بون متحدثاَ خلال برنامج «لو غران جوري» الذي تنقله إذاعة «آر تي إل» وصحيفة «لوفيغارو» وشبكة «إل سي إي» التلفزيونية: «هناك حملة انتخابية تبدأ في ألمانيا في سبتمبر (أيلول)، وهذا يبرر أيضاً كل البلبلة. أعتقد أنها عملية إعلامية مؤسفة». وأوضح أن «توجيه إشارات تعطي انطباعاً بأن هناك جرعات مخزنة لا نستخدمها، أمر غير مسؤول وغير جدي».
 
وكان وزير الصحة الألماني ينس شبان قد أعلن أن بلاده ستبدأ محادثات مع روسيا حول إمكانية شراء لقاح «سبوتنيك» في حال حصل على موافقة السلطات الأوروبية. وقال المسؤول الفرنسي: «كانت المستشارة أنجيلا ميركل في غاية الوضوح، وهذا ما يهم. فقد قالت إنها تريد أن يتم الأمر ضمن الإطار الأوروبي». وتابع: «وزير الصحة نفسه قال إن اللقاح الروسي لا يمكن إنتاجه قبل شهرين إلى خمسة أشهر» بسبب المهل الضرورية للمصادقة عليه في الاتحاد الأوروبي، ولإنشاء قدرات إنتاج لا تزال ضرورية. وتثير مسألة استخدام لقاح «سبوتنيك» جدلاً في أوروبا.