د. مينا ملاك عازر
فبراير برغم قصر أيامه عن الشهور العادية إلا أنه يعده البعض شهر صعب، لكن اليوم وبعد ما جرى ويجري لا أظن أن فبراير بات يحتفظ لدى المصريين بلقبه شهر فقراير التي لا أعرف لها سبب منطقي قدر اقتناعي التام بمنطقية كرههم لشهر آخر وهو الشهر العقاري، ذلك الشهر الذي لم تعد قصر أيامه ولا طولها سبباً في كرهه لكن لما له وصعوبة العمل به، وهي السبب في كره المصريين له يشعرون بالإجحاف، يشعرون أنهم باتوا رعاية لدولة محتلة تبتزهم، الدولة المهتمة بجباية الجزية أو أي أموال منهم عايزة تطلع منهم بأي مصلحة.
 
الشهر العقاري صار الشهر الثالث عشر من شهور العام وكل عام، فالمصريين الذين عانوا من جائحة كورونا العام الماضي وللآن، أعطاهم الله محنة أخرى على يد حكومتهم الفاشلة جابية الضرائب، العاجزة عن توفير موارد مالية ثابتة ومتطورة، وتعوض خسائرها التي تدعي أنها مكاسب ونجاحات وإنجازات، أقول أعطوا المصريون محنة عبارة عن قانون سنه مجلس لم يكن ليفعل شيء إلا أن يأتي على من يعتقد بأنهم انتخبوه وفي النهاية أطيح به وبرئيسه ل... التاريخ، ليأتوا برئيس مجلس جديد وبأعضاء في الأغلبية جدد، فيجدوا أنفسهم أمام إرث من القوانين التي يجب تعديلها أو الجائرة على شعب يئن تحت وطأة مرض، قل وباء، وحكومة بائسة يائسة لم يعد لها أمل سوى جيوب الناس لتعيش، وبكل فظاظة تقول الحكومة أنها بتصرف على الشعب، مع أن مرتباتهم وحوافزهم ومكافاءاتهم والذي منه، كله على حساب الشعب وبجهود الشعب، وهو الشعب الذي لا يجني شيء من هذه الحكومة سوى المزيد من الضرائب.
لو راجعنا دخل الدولة سنجد أن أكثريته أو أغلبيته من الضرائب، ليس من المشاريع والإنتاج والتصدير ولا أنتاج لأي إنجاز حكومي يعتبر، حتى البنية التحتية التي اهتموا ببنائها في القاهرة والمدن، أهملوا على إثرها القرى وفجأة تذكروها بمشاريع تكاد تقوم على ادعاء عمل الخير، مع أنها الواجب والضرورة، واعتمدا فيها على الفكر القديم الذي ثار عليه يوما ما المصريين، وهو القرى الأكثر فقراً مع أن الشعب كله يزداد يوماً عن يوم فقر بسبب فقر فكر الحكومة.
 
آخر الكلام في حديثنا هذا، فشل الحكومات يقود الشعوب لفشل أكبر، ومن فشل لفشل تنتقل الدول من الدول المجيدة للدولة اللي على الحديدة، ومصر حلوة الحلوين إلى أن خطفها حزب مستقبل وطن يحلم أن يكون بلا مواطن فلا زيادة سكانية ولا عقارات ولا شيء غير ناس يدفعون أموال لمصلحة بقاء مسؤولين بلا فكر ولا حلم ولا طموح.
المختصر المفيد ارحمونا.