كتب : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
    
  " مسلم وأفتخر " و " مسيحي وأفتخر " وغيرها الكثير من العبارات المشابهة نلحظ انتشارها على صفحات التواصل الاجتماعي وأحيانًا على الزجاج الخلفي للسيارات أو واجهات بعض المحلات في المناطق العشوائية .. والحقيقة لا أفهم من الذي يدفع في اتجاه دعم موجات نشر تلك الافتكاسات المتعصبة .. وأسأل :
 
هل وصل بنا الأمر إلى المكايدة بالأديان والمذاهب على طريقة " الأهلي عمهم وحابس دمهم ؟!
 
• هل المواطن الفيسبوكي الرافع لمثل تلك الشعارات على صفحته يريد بها تحقيق ضربة استباقية مفادها أنه لا حوار ولا سلام ولا كلام حول ما قد يراه الأخر تشددًا أو حتى تطرفًا ؟
 
ماهي العلاقة الجوهرية التي يريد أن يؤكد عليها من يرفع مثل تلك الشعارات بين التواصل الاجتماعي والتشدد الديني ، وكأنه يعلن أنها صفحة للنزال الطائفي .. فهل من مبارز ؟!
 
هل يأتي رفع مثل تلك الشعارات من قبيل التأكيد على ما يروجه بعض أهل الرأي أننا شعب متدين بطبعه ؟!
 
   والطريف أننا نتابع من آن إلى أخر إعلان ومقدمات لمعارك هائلة من قبل مثل هؤلاء للمطالبة بإلغاء خانة الديانة ، وكيف أن الإصرار على وجودها يمثل وصمة عار .. والغريب أن تجد المسيحي منهم يتعمد تسمية أولاده بأسماء مسيحية تنتسب إلى أسماء رموز دينية مسيحية من أزمنة غابرة ( ثاوفيلس / جانيت / جدعون / حزقيال / حنانيا / مارينا / ديسقورس / كريستين / راعوث / راحيل ) ، وتجد المسلم أيضًا ( عبد الله / اسماعيل / مصطفى / فاطمة / الشيماء / المعتصم ) واختفت من حياة هؤلاء الأسماء المشتركة المصرية البسيطة اللذيذة التي لا تصيب أطفالنا بربكة في حياتهم العملية من صعوبة النداء ببعضها ..
    وعليه لما التباكي على خانة الديانة وعارها ، لقد حررتموها ووقعتم  بتأكيد و تشدد ليتم الفصل الحاسم والباتر وكل منا يفتخر باسمه ودينه ومذهبه وكتابه وبيت عبادته ، وانتم شعب واحنا شعب !!
 
     لقد وصل الأمر بهؤلاء إلى إنشاء عشرات المواقع التي توصي بضرورة الالتزام بالأسماء ذات الدلالات الدينية وشرح معنى الأسماء و الدور الروحي لأصحابها ( وهنيالك يا فاعل الخير واهو على رأي نجيب الريحاني الشئ لزوم الشئ وبيزنيس على الماشي )  !!!
 
    "  المتأسلمون " و " المتأقبطون " مصطلحات باتت تطلق على من يتقدمون الصفوف بدعوى الدفاع عن ديانة وعقيدة يلزم الجهاد للزود عن تعاليمها وكتبها ورموزها ، فإذا تابعناهم وتأملنا تفاصيل خطابهم إكتشفنا ضحالة تفهم الكثيرمنهم لصحيح أديانهم ، وكريم تعاليمها ، بل وجدناهم يتبنون في النهاية شعارات مُغرقة في الطائفية والمذهبية والانعزالية المفتتة لحالة الاندماج الوطني 
تعالوا نقول ونردد ونغني مع ألحان الراحل العظيم سيد درويش
قوم يا مصري، مصر دايما بتناديك
خد بنصري، نصري دين واجب عليك