كتب – روماني صبري 
جهود التوصل إلى اتفاق في مفاوضات سد النهضة تصل إلى حائط مسدود، كونها فشلت في تقريب وجهات النظر من جهة، ولم تحدد أي موعد جديد لمفاوضات لاحقة من جهة أخرى، وأعلنت القاهرة أن إثيوبيا رفضت المقترح الذي قدمه السودان وأيدته مصر بتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية التي ترأس الاتحاد الإفريقي، للتوسط بين الدول الثلاث، فما تبعات الفشل على الدول الثلاث؟، وأي أثمان لمضي إثيوبيا في ملء سد النهضة؟ ودوليا أي حظوظ لنجاح الوساطة في التوصل إلى حل يرضي الأطراف الثلاثة؟.
 
فشل المفاوضات كان متوقعا 
لمناقشة ملف أزمة سد النهضة، قال عمرو الشوبكي، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية، فشل المفاوضات حول السد كان أمرا متوقعا، فالمفاوضات الجديدة جاءت في إطار سلسلة المفاوضات الفاشلة التي لم تسفر عن أي حل طوال السنوات الماضية.
 
مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "سكاي نيوز عربية"، بالتالي أصبحنا أمام متغير جديد، وهو ان الطرح المصري السوداني لم يلغي المبادرة الإفريقية وكذا لم يلغي الدور الإفريقي، بل طالب بإشراك الرباعية الدولية في المفاوضات كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والكونغو الديمقراطية، كون الأخيرة ترأس الاتحاد الإفريقي في هذا التوقيت." 
  
لافتا :" إذا الحضور الإفريقي موجود، والإشكالية في هذا الموضوع، تكمن في اختلاف إثيوبيا على آلية التفاوض، ويمكن الاختلاف على نصوص الاتفاق في حال تم الخروج بحل، وكذا يمكن الاختلاف على الأهداف، طالما الآلية سلمية، والدول الثلاثة تتمتع بعلاقات طيبة ووطيدة مع الرباعية الدولية، فلماذا ترفض إثيوبيا هذا المقترح !." 
 
موضحا :" هذا التعنت الإثيوبي لم يكن فقط في رفض المقترحات السودانية المصرية ولا في الإصرار على الملء الثاني لسد النهضة، إنما أيضا طال التعنت آلية التفاوض.
 
مشددا :"الموقف الإثيوبي يضرب بعرض الحائط كل الأعراف الموجودة  في قواعد القانون الدولي التي تتحدث عن تنظيم الأنهار الدولية التي تمر بين دولة منبع ومصب، فمفهوم السيادة المطلقة على نهر دولي غير موجودة في أدبيات القانون الدولي والاتفاقات التي تنظم عمل الأنهار.
 
إثيوبيا تواصل الكذب 
ودخل "موسى شيخو"، الكاتب والباحث على خط الحديث، زاعما ان إثيوبيا قبل انطلاق المفاوضات تلقت تهديدات وتحذيرات مما سمم ووتر أجواء المفاوضات فانتهت بالفشل، والدليل على كذبه ان مصر تتفاوض مع إثيوبيا منذ سنوات، وكان صرح الرئيس عبد الفتاح السيسي بأننا من بدأنا التفاوض مع الجانب الإثيوبي.
 
مضيفا خلال زيارته لهيئة قناة السويس وتفقده مركز التدريب البحري والمحاكاة التابع للهيئة بالإسماعيلية، العمل العدائي قبيح، وله تداعيات سيئة تمتد لسنوات طويلة، فالشعوب لا تنسى من يسيء لها.
 
موضحا :" نحن في معركة تفاوض، والمجتمع الدولي في صف مصر لأننا جادين ونبحث عن حل وفقا لقوانين تنظيم الأنهار، محذرا بعدما ضاق ذرعا من التعنت الإثيوبي :" محدش هيقدر يأخد نقطة مياه من مصر، واللي عاوز يجرب يجرب." 
 
التعنت الإثيوبي السبب 
واستعرضت "سكاي نيوز عربية"، تصريحات وزيرة الخارجية السودانية "مريم الصادق المهدي"، بان التعنت الإثيوبي في مفاوضات كينشاسا، سبب إنهائها دون نتائج، وان خطوات إثيوبيا الأحادية، هي انتهاك واضح للقانون الدولي.
 
ولفت علي هندي، الخبير في الشؤون الإفريقية، ان الوسيط الوحيد الذي كان له موقف واضح في أزمة سد النهضة هو الولايات المتحدة خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، برفض التعنت الإثيوبي خلال مفاوضات العام الماضي، مشيرا :" أما الوسيط الإفريقي فلم تكن له كلمة بخصوص هذا التعنت."