كتب - روماني صبري 

 
قال الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصري، في إطار نقل المومياوات الملكية من مكان عرضها الحالي بالمتحف المصري بالتحرير، وصولا إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، غدا السبت ٣ أبريل، متحف الحضارة يحكي قصة الحضارة المصرية ولا يقتصر على الآثار، مشددا :" المومياوات الملكية تشكل عصر مصر الذهبي حين حكمت الشرق كله. 
 
لافتا خلال حلوله ضيفا على برنامج "حديث القاهرة" تقديم الإعلامي والكاتب والمفكر إبراهيم عيسى عبر فضائية القاهرة والناس :" حين نقلنا تمثال رمسيس الثاني من محطة رمسيس، كان الشعب المصري يتابع هذا الحدث بشغف.
 
وتابع :" حين دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل تحرك التمثال من محطة مصر، ووصل أمام المتحف المصري الكبير الساعة السابعة صباحا، وكنت أنا ووزير الثقافة السابق فاروق حسني في انتظاره، موضحا :" المتحف المصري الكبير بطله توت عنخ امون و5889 قطعة من مجموعته.
 
لافتا :" وزن تمثال رمسيس 83 طن، وجرى نقله عبر شوارع القاهرة، ما بث الخوف في القلوب من أن يتعرض للسقوط فيتحطم معلم اثري عظيم، وأتذكر أن حسني قال لي حينذاك : لو تمثال رمسيس وقع أنا همشي.
 
موضحا :" المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء السابق، كان كلف دكتور مهندس من جامعة عين شمس اقدر أقول عبقري زمانه بمهمة نقل التمثال، وأنهى الرجل مهمته على أكمل وجه،  حيث وصل التمثال سليما بفضل الطريقة الهندسية التي وضعها المهندس." 
 
وكشف :" تم إرسال مومياء رمسيس الثاني إلى العاصمة الفرنسية باريس عام 1976 بجواز سفر، وتم استقباله هناك بحفاوة شديدة، وإطلاق 21 طلقة في الهواء ترحيبا بالملك المصري، لافتا :" جواز سفره لازال موجودا بالمتحف المصري.
 
 مستطردا :" ظل الملك رمسيس هناك مدة 6 أشهر، شهدت تجاوزات، فالطبيب الذي كان يعالج التمثال من التسوس مع مجموعة من الدكاترة، مش عارف إيه اللي جرى له في مخه، وكان شعر رمسيس احمر، فالمصري القديم حين يعرفه "الشيب" – ابيضاض الشعر-، يصبغ شعره باللون الأحمر بـ(الحنة)، هو شعره مكنش أصلا احمر، وإحنا دلوقت بندهن اسود، هما بيدهنوا احمر.
 
موضحا :" هذا الطبيب استولى على ثلاث أرباع شعر الملك ووضع ما سرقه في خزينة منزله، بعدها مات، ليقوم ابنه ببيع شعر الملك، بالخصلة، ما بث الغضب بنا، فكثفنا الجهود حتى استعادنا شعر الملك بالكامل من ابن الطبيب الذي سرقه.
 
ولفت عالم الآثار إلى ان 10 من المومياوات المقرر نقلها غدا إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، كانت في خبيئة الدير البحري، موضحا :" المخرج شادي عبد السلام يرصد في فيلمه "المومياء"، هذا الاكتشاف.
 
وتابع :" هذا هو الفيلم المصري الوحيد الذي أصبح عالميا، -ويتناول اكتشاف التوابيت والمومياوات والأثاث الجنائزي المصري القديم -، مشيرا :"عائلة عبد الرسول من عثرت على هذه الكنوز المصرية القديمة حيث كانت تتاجر في المومياوات الملكية، وكان التقى احد الأشقاء حاكم إقليم قنا وكشف له مكان الكنز وذلك بعدما طالب بزيادة حصته فرفض أشقاءه فقرر الانتقام منهم .
 
موضحا :" المومياوات الملكية جاءت من الأقصر إلى القاهرة  باعتبارها سمك مملح  في القرن الثامن عشر، وشدد خبير الآثار دكتور زاهي حواس على أن معارض الآثار من أهم روافد الدعاية للحضارة المصرية القديمة في الخارج.