كتب – روماني صبري 

قال الإعلامي والمفكر والأديب إبراهيم عيسى، من القيم العظيمة، الاحتفال بذكرى المطرب المصري عبد الحليم حافظ كل عام، وكان احتفل المصريين في 30 مارس الماضي بذكرى وفاة العندليب الأسمر، الذي ودع الحياة في لندن عن عمر يناهز السابعة والأربعين عاما، عام 1977.
 
وأضاف "عيسى" خلال تقديم برنامج (حديث القاهرة)، المذاع عبر فضائية القاهرة والناس، الاحتفال بذكراه قيمة مصرية ووجدانية وحضارية هائلة، لافتا :" قد يرى البعض ان الاحتفاء بذكراه كل عام مبالغة، مشيرا :" الاحتفال بذكرى عبد الحليم شيء جميل وكريم .. شيء "حليم"، لأننا نحتفي بقيمة العندليب، نحتفي بالوجدان." 
 
موضحا :" عبد الحليم حافظ هو الذي ينطبق عليه تعبير "الفنان الخالد"، ونحتفي كذلك في ذكراه بقدرة الفلاح المصري على النجاح من خلال الفن وهو شيء عظيم.
 
وتابع :" كان عبد الحليم طفل فلاح يتيم، قليل الحيلة، عرف المرض جسده مبكرا بسبب (البلهارسيا)،  والراجل دا غيبه الموت في عمر 48 سنة أول عن أخر، يعني حقق كل المجد دا في شبابه، فبات خالدا.
 
لافتا :" برع عبد الحليم في إدارة موهبته، لم يترك أي شيء للصدفة، أو أن تقوده الموهبة للنجاح ، وهذا الرجل رغم أن الدنيا كلها كانت بين أصابعه، حيث بات واسع الثراء، إلا إننا لم نسمع انه انحرف وأصبح سكيرا يتعاطى المخدرات ويلعب القمار.
 
وشدد الإعلامي والمفكر والأديب إبراهيم عيسى، عبد الحليم حافظ حول موهبته إلى إدارة ومؤسسة، مشيرا :" تجاوز كل الأجيال الغنائية، بمعنى في مطربين في عصره لكنه يظل الأعظم والأفضل والأقوى والخالد عنهم.
 
مستطردا :" صحيح عندنا تجربة عظيمة ورهيبة اسمها محمد فوزي، اللي ودع الحياة في مثل عمر عبد الحليم، وكان اشتغل على مشروعه الغنائي الموسيقي وهو طبعا عبقري من عباقرة مصر في الفنون، لكن في الحقيقة مقدرش يعمل اللي عمله عبد الحليم، في انه يوسع المؤسسة، يكبر مشروعه، في انه يبقى عنده (حاضنة ثقافية) – محيط ثقافي وصحفي كما كان يمتلك عبد الحليم." 
 
موضحا :" عبد الحليم كان يجلس مع الشاعر كامل الشناوي، واحمد رجب، ومع الشاعر مرسي جميل عزيز، حتى يستفيد من هؤلاء المثقفين، كونه كان يمتلك ثقافة سمعية بليغة عظيمة." 
 
لافتا :" تعامل عبد الحليم مع المثقفين زي النحلة اللي تاخد رحيق كل زهرة تشوفها ما صب في مصلحة مسيرته الغنائية.
 
موضحا :" وهو قدم أغاني وطنية لتمجيد تجربة ونظام سياسي وعبادة فرد لكنه فعل ذلك بصدق شديد جدا، إيمانا منه بما كان يقدمه جمال عبد الناصر وضباط يوليو.
 
وتابع :" لذلك نجحت هذه الأغاني لأنها تخلو من النفاق، فقط غناها عبد الحليم لاقتناعه بهذا النظام، رغم أنها لم تصب في صالح الوطن، ففيها تعظيم وتضخيم وترويج لعبادة الفرد الحاكم، فودت مصر لما لا يحمد عقباه، ودت مصر تقريبا في داهية – على حد تعبيره-." 
 
لافتا :" لكن في المحصلة كان في مشروع صادق، كان في إحساس حقيقي، بكل كلمة كان بيغنيها عبد الحليم، لدولة عبد الناصر، وهو كان عايش أحلام التجربة وليس على واقعها." 
 
مؤكدا :" لا يمكن أن يكون عبد الحليم موضة قديمة، فأغانيه تحقق ملايين المشاهدات حتى الآن، فأغنية جانا الهوى جانا جاءت على قائمة أكثر الأغاني استماعا خلال أخر 12 شهر وحققت 12.5 مليون مشاهدة.