بتاح حتب حكيم مصري قديم كان يعمل وزيرا عند الملك "إسييسي" (2670  ق. م تقريبا ) من ملوك الأسرة الخامسة ؛ ولقد كتب كتابا يتضمن عدة نصائح قدمها لأبنه ؛ولقد وجدت  نسخة من هذا الكتاب محفوظة علي ورقة من البردي ؛أشتراها عالم فرنسي يدعي "بريس" من أحد الفلاحين في الأقصر ؛وأهداها إلي المكتبة الأهلية بباريس عام 1847 .أما عن دوافع كتابته لهذه النصائح ؛أنه عندما طلب من الملك إعفائه من منصبه كوزير  لزحف الشيخوخة عليه ؛وطلب تعيين أبنه مكانه ؛فرد عليه الملك ؛وأوصاه بضرورة تعليم أبنه الحكمة أولا ؛حتي يكون قدوة حسنة لأبيه ؛فكتب هذه النصائح إلي أبنه ؛وسوف تنتقي بعض منها بالقدر المتاح لنا من المقال :- 
 
ففي حثه علي طلب المشورة من الآخرين قال له  :-"لا تغتر بما حصلت عليه من العلم ؛ ولكن أجعل الأمر شوري مع الجميع ؛شاور الرجل غير المتعلم كالمتعلم ؛لأنه ليس هناك حد للمعرفة  ؛إذا وجدت رجلا يتكلم .... وكان أكبر منك وأشد حكمة ؛فأصغ إليه وأحن ظهرك امامه " .
 
وفي حثه علي عدم نسيان أصله قال له :- " إذا أصبحت عظيما بعد أن كنت وضيعا وصرت غنيا بعد أن كنت فقيرا فلا تنس ما كنت عليه في الماضي ولا تفتخر بثروتك ؛فأنت لست أحسن حالا من رفاقك الذين حل بهم الفقر ؛وسرعان ما سيبلغ سواك المرتبة التي بلغتها فيكون مساويا لك ؛يأتيه من الثروة والجاه ما أتاك " . 
 
وفي حثه علي محبة الجميع قال له :- إذا كنت في جماعة من الناس ؛فأجعل حب الناس هدفك ومشيئتك ؛ومبتغي قلبك وهواك ؛فيقول كل من يراك "هذا هو رجل ناجح ؛فيحسن ذكرك دون أن تتكلم ؛ويعلي قدرك بين جيرانك ..... أما من يصير علي هواه فلن يكون نصيبه إلا الاحتقار والهوان ".
 
وفي حثه علي الصراحة والصدق والوضوح قال له " كن صريحا ؛ولا تخف من أعمالك شيئا  ؛بل صارح بها رئيسك في مجلسه حتي ولو كان يعلم بها ". 
 
وفي حثه علي القناعة قال له " لا تكن شرها في القسمة ؛فلا تأخذ منها ما ليس لك ؛ولا تطمع فيما هو لأقاربك  ؛فالكلمة اللينة الطيبة خير من القوة وأجدي  ؛ فالطمع يخرج الإنسان صفر اليدين” .
 
وفي حثه علي البشاشة في المعاملة قال له :-" كن سمح الوجه وضاح الجبين مشرق الطلعة مادمت حيا ؛ولا تحزن علي مافات ؛فالمرء يذكر بأعماله الحسنة بعد موته " .
 
وفي حثه علي عدم الغضب قال له :-" لا تردد كلاما قيل في ساعة غضب ولا تصغ إليه ؛لأنه خرج من فم رجل أحمته شدة الغضب ؛ وإذا أعاد كلام الغضب عليك ؛ فلا تستمع إليه؛ بل أنظر إلي الأرض ولا تتكلم بشأنه ؛فيخجل هو من سلوكك". 
 
وفي حثه علي الامانة وعدم السرقة قال له :_ " إذا أمرت بإقتراف سرقة فعليك أن تتفادي الأمر ؛لأن السرقة شنيعة طبقا للقانون " . 
 
وفي نهاية كل هذه التعاليم ختم رسالته بهذه العبارة " فإذا سمعت إلي كل ما قلته لك ؛ فان منزلتك سوف تسمو وترتفع ؛كما ارتفعت منزلة أجدادك  الذين رحلوا في العصور السالفة وخلفوا من الحق كل ما هو جليل وغدت ذكراهم خالدة لا تفني ولا تزول  في أفواه الناس ". 
ألم أقل لكم "أن قيم الحضارة تحت جلود المصريين ".