حمدى عبد العزيز

 لم يكن يوماً مشروعاً إثيوبياً خالصاً  ..
 
 
لكي تدرك الشعوب جيداً من وماذا تواجه علينا ندرك أن سد النهضة الإثيوبي مشروع حددت بنائه ومولته مؤسسات مالية دولية في سياق خصخصة المياه والطاقة والهيمنة علي مصادرها لصالح سياسات المراكز الرأسمالية الدولية الكبري ، بعكس السد العالي الذي كان مشروعاً وطنياً مصرياً ، جرت معركة تخطيطه وبنائه في سياقات ذروة مرحلة نهوض حركة التحرر الوطني مصرياً وعالمياً ، وكتعبير عن أهداف وطنية خالصة جوهرها التنمية المستقلة ، وبتمويل يقر ويدعم ذلك التوجه في سياق من احترام مصالح العمق الأفريقي المشاطئ مع إمتدادات النهر ومنابعه ..
 
في حين أن سد النهضة مشروع هبط علي إثيوبيا بخرائطه ورسومه من أدراج مكاتب أجهزة ومؤسسات المركز الرأسمالي العالمي ، كما هبط قادة النظام الإثيوبي علي اثيوبيا في الثمانينيات بعد تأهيلهم وتدريبهم في سياق نظام (سفاري) الذي كانت تشرف عليه وتراعاه المخابرات المركزية الأمريكية منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي وتقوم علي تنفيذه بالأمر المباشر كل من أجهزة مخابرات فرنسا والسعودية وإيران الشاه ومصر السادات والذي أثمر عن نجاح التحالف الحاكم بقيادة مليس زيناوي وخلفه ديسالين ومن بعده أبي أحمد إلي الحكم في أثيوبيا صحب ذلك بداية خطوات ثم تنفيذ مشروع سد النهضة الإثيوبي إلي أن وصل لمراحل الملئ بتمويل دولي معروف بمشروطياته وأغراضه التي لاتعمل لحساب الشعوب المحلية بقدر ما تعمل علي تسهيل نزح الموارد ومقدرات الشعوب وناتج طاقاتاتها وعرقها ودمائها إلي المراكز الرأسمالية الدولية ، وإلاماكانت تقترن عملية مجرد الشروع في بنائه بالتسارع الرهيب علي تأجير وشراء وبناء القواعد العسكرية والمنصات اللوجستية القريبة منه علي شواطئ منطقة القرن الإفريقي ..
 
النظام الإثيوبي يوهم شعبه بأن السد هو مشروع لتنمية إثيوبيا ونهضتها ورفاهية الشعب وهذا غير صحيح إذ أن اغراض بناء هذا السد وماسيتلوه من سدود هي من اجل الاغراض التي حددتها القوي الممولة والتي تنحصر في الهيمنة علي مصادر المياه والطاقة ، وخصخصتها ، وإتاحة مخرجاتها للنزح الدولي  ..