آرنست وليم
اتفهم طبعا "حسن" مقصد ، لا يخلو في افضل الاحوال من سذاجة على بلاهة ، هؤلاء الذين يريدون الدفاع عن نوال السعداوي ضد المتحرشين بها حية وميتة ، والوقوف ضد هؤلاء المسخ من البشر الشامتون في الموت حتى صارت نفوسهم اكثر سوادا من ظلمة القبر بعد الغلق لتعمل الطبيعة الحية عملها فيما لم يعد فيه حياة . 
 
ولكني اتعجب من الدفاع عن هذه المرأة العظيمة الاثر شرقا وغربا ، المناضلة الشرسة ، ضد الجهل والتخلف والظلم والقهر بكل صوره وإشكاله ، وأيا كان مصدره : عادة أو تقليد ، اعتقاد او مسايرة ، عرف او دين ، بالقول انها لم تتعرض لا للدين او لرجال الدين ولسان حالهم يقول " ماذا رأى اهل الدين ورجالاته من نوال السعداوي ليكرهونها ؟ " – الحقيقة انهم رأوا منها الكثير ، فقد قالت وقالت وقالت دون خوف او مهابة وجوه خلفها سخط الله وان رضت ومهما احسنت التجمل والتجميل . وأنهم ليكرهونها لأنهم اصحاب صدور ضاقت حتى اختلطت ضلوعهم واكلت بعضها بعضا ، عقل ضيق ولسان طويل وضمائر خربها الدين باستعلائه واقصاءه وتوهم امتلاك الحق الذي لا حق غيره .
فهل دفاعنا عن نوال هو فقط على اساس انها لم يكن بينها وبين هذا البلاء ورجاله من صراع – ارادته أو ارادوه ؟  
 
هل يشرطون تعاطفهم بشرط ان تكون المرأة منا ، او الرجل ، ، بريئة من تهمة قولة الحق كما نراها وتراها حق حتى وان لم تكن حق ، ولكن قالتها بصدق وضمير في مجتمع لم يعد فيه للصدق نصير ، مشوه الضمير ؟
 
كم من مدافعين لا يخدمون القضية ، يشاركون في تزييف الوعي ، لا يواجهون القبح بل يرسخونه .
 هل تدافعون عن السعداوي لانها لم تمس مقدسا ولم تجترئ على كتاب او دين او إله – وماذا لو كانت قد فعلت ، هل صارت بهذا المقياس تستحق اللعن والملاحقات القضائية المزرية ثم الشماتة عند موتها ؟
او ان كانت فعلت ، وانتم بما قالت جهلة لا تقرأون ولا تصمتون ، فهل كنتم اول من يلعن ، او من الصامتين على الشماتة ؟ 
من انتم حقا – زنقة زنقة ، وكل الاصوات صارخة وكل المفاهيم متلخبطة .
كانت صريحة واضحة ، جريئة شرسة ، ثم يأتي من يدافع عنها بمياعة وحرج ، تلون ومسكنة ... يا لها من مفارقة !