كان شكرى القوتلى سابع رئيس للجمهورية السوريةوهو مولود في٢١ أكتوبر١٨٩١،وترأس سوريا مرتين، الأولى من ١٩٤٣ إلى ١٩٤٩ والثانية من ١٩٥٥ إلى ١٩٥٨، وقد حكم عليه بالإعدام ثلاث مرات نجا منها جميعا،وقد عرف بأمانته واستقامته، وتوفى ٣٠ يونيو ١٩٦٧، وكان قد تخرج في المدرسة الملكية بالآستانة، وبعد عودته لدمشق انضم لجمعية وطنية سرية، ولما احتل الفرنسيون سوريا سنة ١٩٢٠ حكموا عليه غيابياً، إلى أن شبت الثورة السورية في ١٩٢٥ فكان من الفاعلين فيها.

وفى ١٩٣٠ استقر في دمشق وحين تألف مجلس النواب السورى في ١٩٣٤كان من أعضائه وانتخب نائبا لرئيس المجلس، وفى ١٧ أغسطس ١٩٤٣ انتخب رئيساً لسوريا إلى أن انقلب عليه حسنى الزعيم «زي النهارده» في ٣٠ مارس ١٩٤٩ وأرغمه على الاستقالة، فاستقر في الإسكندرية،ثم عاد إلى دمشق، وانتخب مجدداً رئيساً لسوريا في ٦ سبتمبر ١٩٥٥ إلى أن تنازل عن الرئاسة في ٢٢ فبراير ١٩٥٨ لجمال عبدالناصر في سياق مشروع الوحدة.

أما الزعيم فهو مولود في ١٨٨٩، ودرس بالمدرسة الحربية بالآستانة، وصار ضابطا في الجيش العثمانى، ثم تطوع في الجيش الفيصلى الذي دخل دمشق، وفى عهد الانتداب الفرنسى تطوع في الجيش الفرنسى، وتابع دراسته العسكرية في باريس، وبعد وصول قوات فيشى إلى سوريا انقلب على الديجوليين، وحارب ضدهم، فاعتقله الديجوليون في ١٩٤١ثم أُفرج عنه، وسُرح من الجيش وظل يسعى إلى وساطات أعادته للجيش.

وفى سبتمبر ١٩٤٨ صار قائداً للجيش وكان الزعيم محباً للسلطة حتى إنه كان صاحب أول انقلاب عسكرى في تاريخ سورياً المعاصر،حين انقلب على القوتلى واعتقله هو ورئيس وزرائه وبعض رجاله، وحل البرلمان، وقبض على زمام الدولة وصار رئيساً لسوريا، في يونيو ١٩٤٩غير أنه وخلال ثلاثة أشهرفقد معظم شعبيته، وأثار عداء شعبه، بسبب سياسته الموالية للغرب واستقوائه به وإثارته سخط الضباط بتعيينه اللواء عبدالله عطفة وزيراً للدفاع،رغم فشله كقائد للجيش في حرب فلسطين،كما حرص على ترقيةأصدقائه ومؤيديه العسكريين، فكان أن أطاح به خصومه العسكريون في ١٣ أغسطس ١٩٤٩، واجتمع المجلس الحربى الأعلى برئاسة الزعيم سامى الحناوى، وأجرى محاكمة سريعة للزعيم ورجاله وصدر الحكم بإعدامه رمياً بالرصاص في ١٤ أغسطس ١٩٤٩.