لا يزال التوتر يتصاعد في جنوب شرقي أوكرانيا، وسط زيادة المخاوف من اندلاع جولة جديدة من الصراع العسكري بين حكومة كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين ذاتيا.

وأعلنت سلطات جمهورية دونيتسك صباح اليوم السبت أن القوات الأوكرانية خرقت نظام وقف إطلاق النار في المنطقة ثماني مرات خلال آخر 24 ساعة، وأطلقت إجمالا 59 قذيفة، فيما رصدت سلطات جمهورية لوغانسك ست خروقات.
 
وأشارت الشرطة الشعبية في لوغانسك إلى أن الجيش الأوكراني استخدم في قصف بلدة كالينوفو-بورشيفاتايا قذائف مدفعية من عيار 122 ملم (وهي من أنواع الأسلحة المحرمة بموجب اتفاقيات مينسك)، لأول مرة منذ بدء سريان الإجراءات الإضافية الخاصة بالإشراف على تطبيق نظام وقف إطلاق النار في يوليو الماضي.
 
كما لفتت الشرطة الشعبية إلى أن القوات الأوكرانية نشرت مدفعي هاوتزر من عيار 122 ملم ومدرعات في مناطق مأهولة على مقربة من خط التماس.
 
بالإضافة إلى ذلك، أكدت ممثلية جمهورية دونيتسك في المركز المشترك للإشراف على نظام وقف إطلاق النار والتنسيق بشأنه أن القوات الأوكرانية أطلقت 15 قذيفة من عيار 122 ملم على الضاحية الشمالية لمدينة دونيتسك، حيث يوجد مطار سيرغي بروكوفييف الدولي.
 
في غضون ذلك، نشر مراقبون في مواقع التواصل الاجتماعي لقطات قيل إنها تعود إلى أواخر مارس الماضي وتظهر نقل آليات حربية تابعة للجيش الأوكراني بسكك الحديد من مقاطعة بولتافا.
 
في هذا السياق، اعترف الممثل عن أوكرانيا في مجموعة الاتصال الثلاثية بشأن دونباس، أليكسي أريستوفيتش، مساء أمس في حوار مع تلفزيون UKRLife.TV بأن هدف مناورات Defender Europe 2021 التي من المقرر أن تجريها أوكرانيا مع حلف الناتو في مايو ويونيو القادمين (وهي أكبر مناورات من نوعها منذ الحرب الباردة) يكمن في التدرب على خوض حرب ضد روسيا، مع التركيز على القرم والبلطيق.
 
وقال الدبلوماسي الأوكراني: "تترجم عبارة Defender Europe 2021 كـ"احمي أوروبا"، وجوهر هذه المناورات يكمن في التدرب - دعونا نقول ذلك بصراحة - على خوض حرب ضد روسيا في بحر البلطيق والبحر الأسود".
 
وجاء هذا التصريح على خلفية أول مكالمة هاتفية جرت أمس بين الرئيسين الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، والأمريكي جو بايدن، أعرب خلالها سيد البيت الأبيض عن دعم الولايات المتحدة لكييف في مواجهة "العدوان الروسي في القرم ودونباس".
 
في غضون ذلك، أطلق أسطول البحر الأسود التابع للبحرية الروسية أمس اختبارا لمستوى التأهب القتالي لوحداته المنتشرة في القرم وإقليم كراسنودار، جنوب البلاد.
 
وتعرضت روسيا مؤخرا لاتهامات بحشد قواتها عند حدود أوكرانيا، لكن موسكو شددت على أن تحركات قواتها داخل أراضيها لا تشكل خطرا على أي طرف.