كتبت - أماني موسى
قال الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى أن مفتاح فهم قناة السويس تاريخيًا وإلى مستقبل بعيد ممتد، تعود إلى مشهد الخديوي سعيد مع فريديناند ديليسبس، حيث يستضيف الوالي سعيد، ديليسبس في رحلة إلى السودان عبر نهر النيل، للتنزه وقضاء وقت ممتع ووصفها ديليسبس بـ الممتعة والطعام الفاخر، وفجأة يتغير وجه الوالي الخديوي سعيد ويتحول إلى شخص غاضبًا ويرفع سيفه وينطلق به نحو ديليسبس.
 
محاولة قتل الوالي سعيد لفرديناند ديليسبس
وتابع، والي مصر بكل قدرته وعظمته وجبروته يقوم ليقتل الشخص بنفسه الذي من المفترض أنه صديقه وصاحب فكرة امتياز قناة السويس، وحينها طالب الحرس بأن يأخذوه من محضره بعيدًا، ثم يطلب ماء بارد للاستحمام به للتغلب على شعوره الجارم بالغضب، مشيرًا إلى أنها المرة الأولى في تاريخ حكام مصر بالعهد الحديث أن يقوم والي بمحاولة قتل بنفسه شخصيًا وهو "صديقه الأعز".
 
مصر ملخصها هي قناة السويس
وأضاف عيسى في برنامجه "حديث القاهرة" المقدم عبر شاشة القاهرة والناس، في اليوم التالي يستدعي الخديوي ديليسبس للاعتذار منه ويطلب منه التنزه ليومين أو أكثر ثم العودة مرة أخرى.
 
قناة السويس محفورة في كيان المصريين قبل أن تكون محفورة في الأرض
وأضاف، هذا المشهد يكشف حجم الضغوط الهائلة الرهيبة التي تحملها والي مصر من جراء فكرة مشروع وتمويل قناة السويس، والضغوط العالمية والحرب جراء هذه القناة، مستطردًا "مصر ملخصها هي قناة السويس"،  فمصر تقع تحت صراع وطوال الوقت قناة السويس هي جزء من الجملة التي بها حصار وصراع على مصر، ربما صراع على السلطة أو النفوذ، قناة السويس هي جزء من حفر تاريخ قلوبنا ووجداننا وحياتنا، فالقناة محفورة في قلب المصريين قبل أن تكون محفورة في الأرض.
 
قناة فرعون ثم قناة السويس
وأردف، بعض الدول تحاول أن تسطو على حلم المصريين "القناة"، وكأن قناة السويس لم تكن حلم وفكرة المصريين، مشددًا أن التاريخ هو ابن الجغرافيا، فكل بقعة أرض بتضاريسها وشكلها تجعل طبيعة الحياة أو الصراع حول هذه الأرض تاريخ، لافتًا إلى أن قناة السويس كانت قناة موصولة من البحر الأبيض المتوسط حتى الزقازيق تقريبًا ومنها إلى البحر الأحمر، وكانت هذه القناة معروفة وشهيرة في جعرافيا مصر منذ القدم، وعرفت في ذلك الوقت بقناة فرعون، ثم أصبحت قناة أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب"، ثم قناة السويس.
 
الخليفة أبو جعفر المنصور يردم القناة
لافتًا إلى أن الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور قام بردم هذه القناة تخوفًا من الاحتلال أو أن تكون بابًا لغزو مصر.