سحر الجعارة
لا يجوز تعليق صور «ميكى وبطوط» فى غرف الأطفال، تقدر تعلق لهم صور «أمنا الغولة» أو صور صاحب الفتوى نفسه إنه «ياسر برهامى»، نائب رئيس الدعوة السلفية، صاحب الفتاوى الشاذة المثيرة للسخرية.. إنه الطبيب المشهور بفتوى إباحة زواج الطفلة فى سن الثالثة من عمرها، المتخصص فى الفتاوى الجنسية، والتركيز على إلهاء الشباب باللعب على أوتار غرائزهم، إلا أن «برهامى» اتخذ الأقباط هدفاً لشذوذه الفكرى وفتاواه القاتلة، وهو دور مشبوه يؤكد أنه يعمل لحساب التنظيمات التكفيرية والإرهابية، ويشعل نيران الفتنة الطائفية التى هدأت بعد ثورة 30 يونيو.

ورغم أن «برهامى» نفسه حزام ناسف يحاصر خصر المجتمع، فإنه متمكن من المنابر كلها سواء فى المساجد (بتصريح مؤقت من الأوقاف)، أو على الإنترنت أو وسائل الإعلام.. وهذا دليل إدانة دامغ على التساهل الذى يصل إلى حد «التسيب»!.

وكأن الدولة بكامل هيئاتها الأمنية والتشريعية لا تزال بحاجة إلى تعريف دقيق لمصطلحات: (التحريض على القتل، تهديد السلم الاجتماعى، إثارة الفتنة الطائفية).. أو أن قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية لا يعترف بخطورة موقع «أنا سلفى»، الذى يقود -من خلاله- برهامى حزب الكراهية، ويبث سمومه، ويحرض للاعتداء على الأقباط خدمة لأسياده الهاربين من قيادات الإخوان.

شعارنا «أمة الإسلام هى أمة الختان».. هذه المقولة لـ«أحمد حمدى»، عضو مجلس النواب عن حزب «النور»، خلال اجتماع اللجنة التشريعية بمجلس النواب، لمناقشة تعديلات قانون العقوبات الخاصة بتغليظ عقوبة ختان الإناث.. وهى مقولة كاشفة لموقف تيار الإسلام السياسى الذى يتزعمه حزب «النور» من المرأة، تهميشه لها وتحقيرها: (راجع فتاوى الزعيم الروحى للحزب «برهامى»: ركوب المرأة للتوك توك حرام، من حق الرجل أن يعاشر زوجته دون رغبتها، ترك الزوج لزوجته تُغتصب خشية أن يُقتل، معاشرة الزوجة المسيحية كالمغتصبة.. إلخ، فتاوى استعباد النساء لرغباتهم الشاذة المقززة)!!.

تخيل أن هذا الرجل بكل أفكاره الدينية المنحرفة لديه من يمثله فى مجلس النواب، (مع احترامى للجماهير التى اختارته)، وتصور أيضاً أن لهؤلاء «قاعدة شعبية» تتحكم فى الشارع المصرى بنفس آليات عصابة «الإخوان» الإرهابية: (الحضانة الإسلامية، والمستوصف الإسلامى، والسوبر ماركت الشرعى، والوظيفة الجاهزة بشرط حف الشارب وإطلاق اللحى، وزفاف بالدف فى مسجد تابع للجماعة السلفية، وزوجة محرومة من حقها فى التعليم والعمل والميراث، محرومة حتى من حقها فى الغضب والصراخ إذا تزوج زوجها بالثانية والثالثة)!!.

وتصور معى كيف ينمو هذا التيار المتطرف وينتشر ويتوغل فى زوايا المجتمع، ويتولى غسيل مخ الشباب بوعد «حور العين»، وتجهيزهم للعمليات الإرهابية، (يسمونها جهادية)، وكل شىء يتم تحت أنظار الدولة، لأنهم يعملون فوق الأرض، وربما تحتها، رغم أنهم بحكم الدستور جماعة تكفيرية أفرزت حزباً دينياً بالمخالفة للدستور!.

أقلامنا جفت ونحن نطالب بتقنين أوضاع الأحزاب الدينية.. لكن الدولة تعطيهم الحق فى التشريع وفتح منافذ فى القرى والنجوع وجمع التبرعات والقيام بحملات انتخابية.. والهيمنة على الشارع!!.

«أمة الختان» تتوغل على حساب الدولة المدنية، ألم نسدد ديون 30 يونيو حتى الآن؟.. ألم نتعظ من اختراق تيار الإسلام السياسى لمفاصل الدولة وما يشكله من تهديد للأمن القومى؟.. «دستور يا أسيادنا» هذا كل ما نطالب به، تفعيل الدستور لإقصاء الأحزاب الدينية عن الخريطة السياسية، أما إن شئتم المجتمع بـ«دقن وطرحة» فلن نسدد الفاتورة وحدنا!.
نقلا عن الوطن