أعلن العراق '>العراق والسعودية فجر الخميس عن اتفاقهما على تأسيس صندوق مشترك برأسمال ثلاثة مليارات دولار للاستثمار في العراق '>العراق وعلى تعزيز تعاونهما في المجالات السياسية والامنية والعسكرية والتجارية والاستثمارية والتنسيق في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وضرورة ابعادها عن التوترات وأسبابها.

وقال بيان عراقي سعودي مشترك في ختام زيارة للرياض قام بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال الساعات الاخيرة ومباحثاته مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وحصلت "ايلاف" على نصه ان هذه الزيارة جاءت بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان انطلاقا من الروابط والوشائج الأخوية والتاريخية التي تجمع بين العراق '>العراق والسعودية وشعبيهما الشقيقين، ورغبة في تطوير العلاقات على اسس ومبادئ راسخة وفي مقدمتها الاخوة العربية والاسلامية وحسن الجوار والمصالح المشتركة.
 
بحث القضايا الاقليمية والدولية
واشار البيان المشترك الى انه قد تم عقد جلسة مباحثات بين الكاظمي والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع تناولت آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها في المجالات كافة كما تم تبادل وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين، على الساحتين الاقليمية والدولية بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ونوه الى ان الجانبين قد اشادا بنتائج الاتصال المرئي الذي جرى بين الكاظمي والملك سلمان في 25 من اذار مارس وأكدا على أهمية ما تم بحثه والتفاهم عليه أثناء ذلك اللقاء خاصة فيما يتعلق بتعزيز العلاقات بين العراق '>العراق والمملكة وتطوير أعمال مجلس التنسيق السعودي العراقي.
 
ارتياح للتنسيق العراقي السعودي
واعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوى التعاون والتنسيق بين البلدين مؤكدين عزمهما على استمرار وتعميق اوجه التعاون والتنسيق بينهما بما يخدم المصالح المشتركة في المجالات السياسية والامنية والعسكرية والتجارية والاستثمارية والسياحية، ومشيدين بانجازات المجلس التنسيقي العراقي السعودي وما تمخض عنه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم واهمية حث الوزارات والجهات المعنية من الجانبين للمتابعة وتفعيل جوانب التعاون بما يتيح الاستثمار الأمثل لجميع الامكانات والفرص المتاحة لتعزيز التكامل بين البلدين، والتضامن في مواجهة التحديات المشتركة، والبناء على ما سبق تحقيقه من نتائج ايجابية في الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين خلال الفترة الماضية.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية أكد الجانبان حرصهما على توسيع اوجه التعاون الثنائي في المجالات المختلفة وتفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوصل اليها بين البلدين وحث الوزارات والجهات المعنية في البلدين على بذل مزيد من الجهود لضمان سرعة اتمام تلك الاتفاقيات وتنفيذها.
 
تعاون وتنسيق لمواجهة التطرف والارهاب
كما أكد الجانبان على استمرار التعاون والتنسيق المشترك في مواجهة خطر التطرف والارهاب، بوصفهما تهديداً لدول المنطقة والعالم عبر تبادل الخبرات والتجارب بين الجهات والمراكز الامنية المختصة في البلدين، واتفقا على المضي بدعم جهود العراق '>العراق بالتعاون مع التحالف الدولي للتصدي لبقايا تنظيم داعش الارهابي، كما اكد الجانبان على اهمية التعاون المشترك في تأمين سلامة الحدود بين البلدين.

صندوق استثمار مشترك
وأشار البيان المشترك الى ان الجانبين اتفقا على الآتي:
1. تأسيس صندوق عراقي سعودي مشترك، يقدر رأس ماله بثلاثة مليارات دولار، إسهاماً من السعودية في تعزيز الاستثمار في المجالات الاقتصادية في جمهورية العراق، بما يعود بالنفع على الاقتصادين السعودي والعراقي، وبمشاركة القطاع الخاص من الجانبين.
2. التعاون في مجالات الطاقة، والطاقة المتجددة وتفعيل وتسريع خطة العمل المشتركة تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي العراقي، مع ضرورة الاستمرار في التعاون وتنسيق المواقف في المجال البترولي، ضمن نطاق عمل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، واتفاق (أوبك+)، مع الالتزام الكامل بمقتضيات الاتفاق وآلية التعويض وبجميع القرارات التي تم الاتفاق عليها بما يضمن استقرار اسواق البترول العالمية.
3. انجاز مشروع الربط الكهربائي لأهميته للبلدين.
4. تعزيز التنسيق في مجال الدعم والتأييد المتبادل في اطار الدبلوماسية متعددة الاطراف.
5. تعزيز فرص الاستثمار للشركات السعودية ودعوتها الى توسيع نشاطاتها في العراق '>العراق وفي مختلف المجالات، وفي جهود اعادة الاعمار.
 
ترحيب بمبادرة السعودية الخضراء
واوضح ان العراق '>العراق رحب بمشاركة السعودية في مؤتمر الكويت لإعادة اعمار العراق '>العراق الذي عقد في شباط فبراير 2018، وتعهداتها ومساهمتها فيه، وجرى الاتفاق على التنسيق بين الجانبين للاتفاق على سبل وأوجه الدعم المشار اليه، كما ثمنت المبادرات التي قدمتها السعودية للعراق في مجال مواجهة جائحة كورونا (كوفيد-19 ).
 
كما أشاد العراق '>العراق بإعلان الأمير محمد بن سلمان آل سعود عن مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الاوسط الاخضر اللتين سيجري اطلاقهما قريبا، والتي تعبر عن توجه المملكة والمنطقة في حماية الارض والطبيعة تحقيقا للمستهدفات العالمية، مع التأكيد على العمل مع المملكة لكل ما يحقق لهذه المبادرات اهدافها.
 
وأضاف البيان المشترك انه تم توقيع اتفاقيات ثنائية شملت (اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية للتعاون في مجال التخطيط التنموي للتنوع الاقتصادي وتنمية القطاع الخاص، واتفاقية تعاون بين الهيئة السعودية للمقاولين واتحاد المقاولين العراقيين لاعادة اعمار العراق، واتفاقية تمويل الصادرات السعودية الى العراق). كما تم توقيع مذكرتي تفاهم وتعاون شملت (مذكرة تفاهم بين شبكة الاعلام العراقي، وهيئة الاذاعة والتلفزيون السعودية، ومذكرة تعاون بين دارة الملك عبد العزيز في المملكة و دار الكتب والوثائق الوطنية في جمهورية العراق).
 
تعاون لتعزيز أمن واستقرار المنطقة
وعلى صعيد القضايا الإقليمية، اتفق الجانبان على تكثيف التعاون والتنسيق وتبادل وجهات النظر بخصوص المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الاقليمية والدولية وبما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وضرورة ابعادها عن التوترات واسبابها، والسعي المشترك لإرساء دعائم الامن والاستقرار المستدام.
وشدد الجانبان على أمن وسلامة واستقرار المنطقة، وحث جميع دول الجوار على الالتزام بمبادئ حسن الجوار، والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وفي هذا الاطار أكد رئيس الوزراء العراقي على دعم مبادرة السعودية لانهاء ازمة اليمن.
 
الكاظمي يلتقي رجال الاعمال السعوديين
وعلى صعيد الاستثمار السعودي في العراق '>العراق فقد التقى الكاظمي مساء الأربعاء بعدد من رجال الأعمال ورؤوساء الشركات السعوديين حيث اكد على ان الفرصة سانحة اليوم للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وضرورة استثمار هذه الفرصة، مشيرا الى وجود إرادة سياسية داعمة لذلك في العراق '>العراق والسعودية.
وبين انه تم قطع أشواط جيدة باتجاه وضع الأساس الصحيح للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، مستشهدا بافتتاح معبر عرعر الحدودي بعد حوالي 30 عاماً من اغلاقه، وتفعيل المجلس التنسيقي بين الطرفين، والعمل على الربط الكهربائي، وتوسيع الاستثمارات السعودية في العراق '>العراق في مجالات الطاقة والزراعة.
واشار الى ان الحكومة العراقية تولي اليوم أهمية كبرى لتطوير وتنشيط القطاع الخاص، وبين ان الازمة المالية الاخيرة كشفت عن حجم الخلل الكبير الذي كان يمكن تجنبه لو استطاعت الدولة ان ترعى وتدعم وتطور بيئة الاعمال في العراق، ونشاط شركات القطاع الخاص.
 
ترحيب العراق '>العراق بالاستثمار السعودي
واوضح الكاظمي ان الاعتماد الكبير على النفط، جعلنا اسرى تقلبات سوق النفط، وبمواجهة ازمة خطيرة احد اسبابها التضخم المفرط للقطاع العام وضعف القطاع الخاص، كما جعلتنا ندرك أهمية الاصلاح البنيوي للاقتصاد العراقي، وتوسيع ودعم القطاع الخاص كفاعل حقيقي في مشاريع التنمية وفي نشاط السوق المحلية، وتجسد ذلك في الورقة البيضاء التي اعدتها الحكومة العراقية كخارطة طريق واضحة بهذا الاتجاه.
وبين الكاظمي اهمية الاستفادة من التجربة السعودية في هذا الشأن ورؤية المملكة باتجاه الانتقال الى اقتصاد حديث ومنتج ومنسجم مع التطور التكنولوجي في العالم. واكد التزام الحكومة العراقية بتطوير الشراكة العراقية –السعودية وجديتها بالعمل على تحسين بيئة الاستثمار في العراق، وتذليل الصعوبات امام قدوم الشركات السعودية الى العراق.
كما التقى رئيس الوزراء العراقي برئيس شركة ( أكوا باور) والرئيس التنفيذي لشركة (عٍلم)، ورئيس مجموعة الخريف، والرئيس التنفيذي لشركة سالك.