سليمان شفيق
هدأت موجة الاتهامات الترامبية بالتزوير في الانتخابات الامريكية ، وبدأ بايدن في الاستعداد لاستلام السلطة ولكن كورونا سبقتهما .

وفي حصيلة يومية من الوفيات هي الأعلى في البلاد منذ أكثر من ستة أشهر، سجلت الولايات المتحدة الأربعاء أكثر من 2400 وفاة خلال 24 ساعة نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، وحوالى 200 ألف إصابة جديدة

وأفادت بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز الأمريكية أن الولايات المتحدة سجلت الأربعاء وفاة أكثر من 2400 شخص جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ خلال 24 ساعة، في حصيلة يومية هي الأعلى على الإطلاق في هذا البلد منذ أكثر من ستة أشهر

وأظهرت بيانات الجامعة التي تُعتبر مرجعا في تتبع الإصابات والوفيات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 أنه بين الساعة 20,30 من مساء الثلاثاء والساعة 20,30 من مساء الأربعاء (00,30 ت غ الخميس) سجلت الولايات المتحدة 2439 حالة وفاة وحوالى 200 ألف إصابة جديدة بالفيروس.

تراجع اقتصادي حاد :
شهد اقتصادا ألمانيا والولايات المتحدة تراجعا حادا بسبب الأزمة التي تسبب بها تفشي فيروس كورونا. فسجلت ألمانيا تراجعا تاريخيا نسبته 10,1 بالمئة في إجمالي ناتجها الداخلي في الربع الثاني من 2020، فيما دخلت الولايات المتحدة في حالة من الركود الاقتصادي مع تسجيل تراجع بنسبة 32,9% خلال الربع الثاني من العام. لكن مؤشرات إيجابية سجلها الطرفان تبشر بعودة تدريجية نحو التعافي

سجلت ألمانيا في الربع الثاني من 2020 تراجعا تاريخيا نسبته 10,1 بالمئة في إجمالي ناتجها الداخلي نتيجة القيود التي فرضت بسبب انتشار فيروس كورونا لكن الخبراء يرون أن الاقتصاد على طريق التعافي. من جهة أخرى، دخلت الولايات المتحدة في حالة من الركود مع تراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 32,9% خلال الربع الثاني من العام.

ألمانيا: عواقب الوباء واتجاه نحو الأفضل
في ألمانيا، أصدر المكتب الفدرالي للإحصاءات (ديستاتيس) بيانا اعتبر فيه أن هذا التراجع التاريخي سببه "عواقب الوباء" وأكبر بكثير من الانخفاض القياسي السابق الذي بلغ 4,7 بالمئة في الربع الثاني من 2009 في أوج الأزمة المالية.
وواجه الاقتصادي الألماني صدمة متعددة الأشكال. فقد أدت إجراءات العزل من منتصف مارس إلى مايو خلال الأزمة الصحية، إلى شل الإنتاج في العديد من القطاعات، وتباطؤ المبادلات التجارية والحد من الاستهلاك.

لكن هذه الأرقام مع أنها صادمة، إلا أنها ليست سوى "مراجعة سريعة" لأن "الاقتصاد الألماني سجل انتعاشا" على حد قول كارستن بيرزيسكي الخبير الاقتصادي في مصرف "آي إن جي".

وبسبب وضع صحي أفضل من جاراتها، رفعت ألمانيا منذ مايو معظم القيود التي فرضتها مما سمح ببعض الانتعاش في نشاطها الاقتصادي.

وفي مؤشر إلى بعض الاستقرار، بقي معدل البطالة على حاله في يوليو بالمقارنة مع يونيو/حزيران، وهو 6,4 بالمئة بعد ثلاثة أشهر من الارتفاع بسبب الأزمة الاقتصادية. وبات الخبراء الآن يتوقعون تحسنا كبيرا. وقال بيرزيسكي إن "أسوأ فصل قد يليه أفضل فصل".

"الولايات المتحدة: تراجع أقل من المتوقع"
أما فيما يتعلق بأكبر اقتصاد في العالم، فقد أوضحت وزارة التجارة الأمريكية في بيان أن هذا التراجع، وهو أقل مما كان متوقعا (35%)، "يشكل انعكاسا للاستجابة لوباء كوفيد-19، مع تدابير العزل التي فرضت في مارس وأبريل ، عُوّض جزئيا مع استئناف جزء من النشاط الاقتصادي في بعض مناطق البلاد في مايو ويونيو

وتستخدم الولايات المتحدة مقياس المعدل على أساس سنوي لتقدير النمو، وهو يقوم على مقارنة إجمالي الناتج المحلي مع نسبته في الربع الفائت، ويقدّر تطوره للعام كاملا بناء على هذا المعدل. وهو يختلف عن مقياس المقارنة مع الربع نفسه في العام السابق الذي تستخدمه دول أخرى.

وأضافت وزارة التجارة في بيانها أن انهيار إجمالي الناتج المحلي "يعكس التعامل مع كوفيد-19، ومنه فرض تدابير إغلاق في مارسر وأبريل ،جرى تعويضه جزئيا بإعادة فتح قسم من النشاط في بعض مناطق البلاد في مايو ويونيو.

اعتمد مجلس النواب الأمريكي ذو الأغلبية الديمقراطية مجموعة مساعدات قياسية تقدم بها الديمقراطيون بقيمة 3 تريليونات دولار لمواجهة تداعيات فيروس كورونا في الولايات المتحدة . إلا أنه يصعب اعتماد هذا المقترح في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري. ولا يمكن أن يدخل حيز التنفيذ بدون توقيع دونالد ترامب الذي يعتبر  أن هذا النص "ولد ميتا".

وقال كل من الجمهوريين ودونالد ترامب - الذي لا يمكن أن يدخل التشريع حيز التنفيذ بدون توقيعه- إن هذا النص "ولد ميتا".

ووافق مجلس النواب ذو الغالبية الديمقراطية على النصّ بأغلبية 208 أصوات مؤيدة، ومعارضة 199. وصوّت 14 ديموقراطيا ضد النص، فيما أيده جمهوري واحد.

وقال رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إنّ المقترح الديموقراطي "غير جدي على الإطلاق". لذلك يمكنه ببساطة تجنب تقديمه للتصويت في مجلس الشيوخ.

ويتضمّن مشروع القانون هذا حزمة مساعدات غير مسبوقة تصل قيمتها الى ثلاثة  تريليونات دولار، تشمل دفعات جديدة مباشرة للأميركيين يمكن أن تبلغ ستة آلاف دولار لكل أسرة، وحوالى ألف مليار دولار للولايات والمجتمعات المحلية لتؤمن أجور الموظفين العامين "الأساسيين" في المستشفيات والمدارس وغيرها.

ويدعو البيت الأبيض والجمهوريون إلى "استراحة" لتقييم تأثير الإجراءات التاريخية في حجمها التي طبقت حتى الآن، بعد تبني خطة إنعاش هائلة بقيمة 2200 مليار دولار، تم استكمالها بإجراءات جديدة بقيمة 500 مليار دولار في نهاية أبريل.

وينص على دفع أموال للعاملين الصحيين ومسعفي الحالات الطارئة والأبحاث حول كشف مرض كوفيد-19 وتتبع المصابين به ويعزز إقراض الشركات الصغيرة والأمن الغذائي للأسر الفقيرة.

وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي "وافِقوا على هذا القانون من أجل منح العائلات الدعم الذي تحتاجه". وأضافت أن "الأمر يتعلّق بالشعب الأميركي. هذه عائلاتنا. إنها تعاني، وهي بحاجة إلى المساعدة، لدينا الوسائل وإمكانية القيام بذلك".

وقبل يوم، قالت بيلوسي إن المقترح الديمقراطي هذا يصلح لبدء مفاوضات مع الجمهوريين.

وقبيل ذلك، قال لاري كودلو المستشار الاقتصادي لترامب الجمعة "لا يبدو لي أن الهدف يجب أن يكون خطة أخرى بقيمة ثلاثة آلاف مليار دولار".
وقالت بيلوسي في الكونغرس "هل تعتقدون أن الفيروس يأخذ استراحة؟".

من جهة أخرى وخلافا لتقاليد قديمة ورغم معارضة من بعض الجمهوريين، وافق مجلس النواب الجمعة على قرار يسمح موقتا بالتصويت بالوكالة في الكونغرس. وهذا يعني أن برلمانيا حاضرا في الكونغرس يمكنه التصويت عن آخر متغيب. ويمكن أن يشارك أعضاء في أعمال اللجان عن بعد.

ويهدف هذا الإجراء إلى تجنب قدوم 435 نائبا إلى واشنطن مع انتشار فيروس كورونا المستجد كما اضطروا لأن يفعلوا للتصويت على الإجراءات العاجلة في الأسابيع الأخيرة.