جاكلين جرجس
 
نستيقظ كل صباح علي جرائم تقشعر لها الابدان حوادث غريبة وشاذة على مجتمعنا المصرى الطيب المسالم في أغلب الأحوال ....جرائم بشعة يصعب الحديث عنها، لكن- للأسف-  بات متداولًا في الآونة الأخيرة على صفحات الجرائد وعلى لسان مقدمي برامج الإثارة التليفزيونية بعد أن تحول عدد من الأشقاء في الأسرة الواحدة إلى متصارعين و مصاصي دماء وآكلي لحوم بشرية ، دون أي إحساس بحرمة صلات الدم  .. غيب المخدر والاكتئاب الإحساس والشعور و ألم وخزات الضمير الإنساني !!!
 
 
فى البداية تجرد عامل من أدميته ليتحول إلى وحش كاسر يدمر كل من يمنعه من تناول عقار  " الاستروكس  " ، فقام بذبح أخيه بمطواه بسبب رفضه إعطائه نقودا  لشراء المخدر اللعين !! ؛لقد احتل " الأستروكس " مرتبة الاكثر خطورة فى مصر .
 
   ثم ظهر مخدر جديد يدعى "الفلاكا" أو ما يطلق عليه "الزومبي"، لأن المتعاطي إياه ، يمشي بخطوات بطيئة مثل الزومبي، وهي أقوى عشر مرات من الكوكايين ، يورد لمصر من الصين و يباع على أرصفة مواقع الانترنت بأسعار فى متناول أيدى الشباب ؛ ليصل عدد مدمنى ( الفلاكا ) إلى 1900 زومبى يعيشون حولنا.
 
    بعض المذابح حدثت فى أزمان سابقة أوقات الحروب؛ لكن بكل تأكيد ستصيبك حالة من الذهول عندما تعلم أن إحداها تمت فى عام 2020 و عرفت بمذبحة الأشقاء عندما أقدم شخص على إطلاق وابل من الرصاص على أشقائه الثلاثة بالمنزل،كان يعاني هلاوس سمعية وبصرية وهياجاً مستمرة، نتيجة إدمان مخدر "الشبو" لمدة 6 أشهر، ونظراً إلى انتشار الوافدين الآسيويين من الفيليبين وتايلند والصين ببعض الدول العربية، و احتكاك العمالة المصرية معهم جلبوا هذا المخدر اللعين إلى مصر..
 
و يعرف هذا المخدر بالأيس أيضًا وتفوق خطورته جميع المواد المخدرة السابقة ، لكونه مخرباً لجميع أجهزة جسم الإنسان، وعلى رأسها الخلايا العصبية، حيث يعاني المتعاطي سلوكاً عدوانياً مفرطاً تجاه من حوله و حتى نفسه ، وعبر شهور قليلة يتحول مظهر متعاطي "الشبو" من شاب عشرينى إلى عجوز في السبعينيات .
 
و لأن كل أنواع المخدرات تعطى الشاب لذة وقتية و متعة يقع فى براثنها لا يستطيع الفكاك منها ذلك الشباب الفاقد لأهدافه والضائع تحت وطأة وهم الفشل و الدونية ، بجانب الفراغ و البطالة ، وأصدقاء السوء ، عدم المراقبة من الأسرة ،و كثير من المشاكل الاقتصادية و النفسية التي يمر بها هؤلاء الشباب ؛فتفترس المخدرات بعضهم و تترك البعض الآخر يصارع بين الحياة و الموت لا يستطيع الخلاص منها إلا من يملك إرادة قوية للنجاة .
 
    فبينما تبذل الحكومة جهداً كبيراً لفتح الباب لعلاج المدمنين في مستشفيات حكومية وجامعية ومراكز علاج الإدمان، و تقوم الشرطة بدورها فى القبض على التجار و موردين تلك السموم ؛لكننا نحتاج لتكاتف قوى بداية من الرقابة الأسرية إلى المؤسسات المعنية سواء التعليمية ، الدينية ، الإعلامية و وزارة الثقافة ينبغي أن تقوم بالندوات و حملات توعية للشباب عبر مواقع الانترنت وعبر وسائط التواصل الاجتماعي التي يسكنها شبابنا ..
 
وصدق كاتبنا الكبير " عزت السعدني " عندما وصف المشهد العام الذى يهدد أمن وكيان وطن ، قائلاً : " لم يعد الإنسان هو الإنسان‏..‏الزمان تغير وتبدل وأصبح زمان القتل ، والإنسان تحول إلي وحش كاسر‏ بعد أن نبتت له أنياب وأظافر‏ القتل ؟ .. " !!!