بقلم/ محمود حربي
يحادثني جناح مروحة أتعبه الدوران، إنه وأخوته يدورون ليل نهار دون هوادة، فيقول لي: أنا جناح كسول أحب فصل الشتاء لأن البشر يتوقفون فيه عن إيذائي وسبي؛ فهم في أيام الصيف الحارة يتهمونني بأن لا فائدة لي، كما حدثني عن أخوته قائلا.. وأما الذي عن يميني فيقدس العمل ويرى دائما بأن العمل عبادة وهو من المولعين بالصيف فإذا كنا في الشتاء وجاء الصيف يقول دعونا ننفض عنا غبار الشتاء ولنبدأ التحليق.. أما الذي عن يساري فلا يبالي إن دار أو توقف.. 
 
حياتهم كحياة البشر فيها فرحة، بهجة، حزن، خوف، هموم وآلام.. 
 
فقد كان مسرورا بظهور التكييف ولكنه سرعان ما أدرك أن انتشار الكييف يهدد حياته وأشد ما يخافه أن يأتي يوم ويجد نفسه ملقى علي عربة خردوات يجرها حمار منهك..
 
أحب الصغار وهم يقفزون ضاحكين وأيديهم ممتدة نحوي، وأرثي لتلك البيوت الخاوية من ضحكات الصغار، أعلم أنني أسبب هواجس لبعضهم لقد سمعتهم يقولون بأنهم يتخيلونني وأنا أسقط عليهم فتتطاير رؤوسهم.، وبعد أن أتم حديثه استاذنته لأنصرف فقال لا تنس أن تفصل عني الكهرباء وأنت تغادر..