د. مينا ملاك عازر
ذاع صيته في العاصمة النمساوية فيينا، كأصغر قارئ بالمدينة، أكثر من 90 كتاباً في عام واحد، حصيلة قراءات الطفل المصري آدم حسام القسط، ذو الـ
10 سنوات، إذ تفاجأت إدارة إحدى المكتبات العامة بالمدينة بهذا الرقم الكبير، خلال مراجعة سجلات مستعيري الكتب، واختلاف المجالات التي يقرأها طفل في هذه الفئة العمرية، وكبر حجمها، إذ كانت تصل صفحات الكتاب الواحد إلى 500 صفحة، بدون صور بالداخل.
 
الحكاية بدأت من المدرسة، تواصلت إدارة المكتبة مع أسرة آدم للتأكد من كونه يستعير كل هذه الكتب لقرأتها فعلاً، وأنه غير مرغماً على ذلك، إذ طلبت مناقشته في بعض منها، وبعد مناقشته تأكدوا من استيعابه لمحتوى الكتب، فلم يترددوا في طلبهم بعمل ندوة شهرية للطفل على موقع المكتبة ليناقش الكتب التي قرأها مع الأطفال من نفس فئته العمرية، ويرشح لهم النوعية المناسبة، حسب اهتمام كل طفل منهم، وإرشادهم على أماكنها.
 
اهتمام آدم بالقراءة لاحظته معلمته في المدرسة، في مرحلته التعليمية التي تعادل الصف الخامس الابتدائي في مصر، بعد أن كانت تعطي لتلاميذها قصصاً ليقرأوها، وعلى عكس باقي رفاقه، كان آدم يعيد الكتب سريعاً ويطلب غيرها، فبدأت المعلمة تعطيه كتباً لفئات عمرية أكبر، وطلبت من أسرته الاهتمام به، وتركه يختار الكتب التي يريد قرأتها، حسبما ذكر والده.
 
الألمانية كلغة أم لـآدم لم تمنعه من الاهتمام بتاريخ موطنه الأصلي، إذ عزم على القراءة في التاريخ والحضارة الفرعونية بالألمانية، فضلاً عن كتب الفانتزيا والحيوانات التي يفضلها، وكان ينتهي خلال فترة الإجازة من قراءة الكتاب في يومين فقط، ما جعل صورته تتصدر صفحات إحدى الجرائد الكبرى في فيينا، وسجلت معه القناة الرسمية لقاءً تمت إذاعته الأسبوع الماضي.
 
لم تتوقف اهتمامات آدم، عند القراءة فقط، بل درس منذ عامين لغة البرمجة والتصميم وبرامج المونتاج المناسبة لعمره، 
تحية لآدم ولأسرته ولمدرسته ولمعلمته، الذين اكتشفوا موهبته وراعوها ودعموها.