رئيس أساقفة سان سلڤادور (السلڤادور) ٢٤ مارس ١٩٨٠
 
جون جبرائيل
«كان اغتيال رئيس الأساقفة أوسكار روميرو بلا شكّ علامة فارقة في حياة الكنيسة في أمريكا اللاتينيّة. هذا الأسقف العظيم خاطر بحياته في عظاته في قدّاسات الأحد (كان الحال نفسه ينطبق على المطران أنجِليلِّي  في الأرجنتين) والتدخّلات التي استجابت لضغوط دول العالم الأوّل من خلال الدعوة بإحلال سلام قائم على العدل. وقد قال الأسقف إنّه تلقى تهديدات عدّة بالقتل. وكان مقتل كهنة ستّة في السلڤادور خلال السنوات السابقة بالفعل تحذيرًا قويًّا لا يمكن تجاهله. وقبل شهر من اغتيال الأسقف روميرو كان قد أشار إلى مَن يمسكون زمام السلطة في بلاده قائلًا: «دعوهم لا يستخدمون العنف لإسكاتنا نحن الذين نتقدّم بهذا المطلب؛ لا تسمحوا لهم بالاستمرار في قتلنا نحن المطالِبين بتوزيع عادل للسلطة والثروة في بلادنا». واستردّ كلامه بهدوء وبشجاعة قائلًا: «أنا أتكلّم بصيغة المتحدِّث لأنّني تلقّيت هذا الأسبوع تحذيرًا بأنّني على قائمة من سيُصَفَّون الأسبوع المقبل. ولكن، من المؤكّد أنّ لا أحد يستطيع قتل صوت العدالة».
 
مات روميرو مقتولًا لأنّه شهد لإله الحياة ولأنّه انحاز لصالح الفقراء والمقهورين. قُتِلَ لأنّه آمن بهذا الإله الذي استطاع أن يوجّه صرخة الأنين إلى الجيش السلڤادوريّ: «باسم الله وباسم معاناة هؤلاء وأنينهم الذي يصل يوميًّا إلى عنان السماء، أطلبُ منكم، ألتمس منكم، بل آمركم: أوقفوا القمع!». في مساء اليوم التالي أتمّ دمُه المسفوك عهده مع الله، ومع شعبه، ومع كنيسته. إنّ الاستشهاد (بالمعنى الشامل للكلمة) هو الإتمام النهائيّ للحياة، وفي هذه الحالة، كان ذلك علامة ملموسة نحو الفقراء، ولقاءً مجّانيًّا مع الربّ».
 
جوستاڤو جوتييرّث الدومنيكانيّ، صديق أوسكار روميرو من كتابه "لاهوت التحرير، التاريخ والسياسة والخلاص" من دار الأكوينيّ