تصفية 20 مليار دولار من استثمارات "أركيغوس" في الأسهم خلال جلسة واحدة

اعتبرت شركة غولدمان ساكس، بيل هوانغ، مدير صندوق التحوط السابق الذي اعترف بأنه مذنب في عمليات تلاعب داخلية على الأسهم، مبعث خطر كبير لدرجة أن الشركة رفضت التعامل معه في أواخر عام 2018.
 
لم يدم هذا القرار طويلاً، بعد أن قرر البنك الاستثماري رفع اسم هوانغ من قائمته السوداء، باحثاً عن عشرات الملايين من الدولارات التي يدفعها هوانغ لشركات الوساطة المنافسة لـ"غولدمان ساكس"، وهو الأمر الذي تبعته شركات مثل مورغان ستانلي، وكريديه سويس غروب وغيرهما.
 
ومنذ ذلك الحين، قام بنك غولدمان ساكس، بتدبير تمويلات بمليارات الدولارات كائتمان لهوانغ، للقيام بمراهنات عالية الاستدانة على أسهم مثل شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة بايدو، وتكتل وسائط الإعلام فياكوم.
 
تحول كبير
فشلت رهانات هوانغ، الذي بات في قلب أكبر عملية إغلاق للمراكز الهامشية Margin Call في التاريخ، حيث دخلت محفظته العملاقة في دوامة تصفية للمراكز المفتوحة في الأسهم.
 
ووفقاً لشخصين على دراية مباشرة بالموضوع، أُجبرت شركة هوانغ والمعروفة باسم أركيغوس كابيتال مانجمنت Archegos Capital Management من قبل مقرضيها على التخلص من أكثر من 20 مليار دولار من الأسهم، يوم الجمعة، في سلسلة ضخمة من التداولات المضطربة في السوق، وسرعان ما وصفها المستثمرون بأنها غير مسبوقة، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ"، واطلعت عليه "العربية.نت".
 
بدوره أرسل غولدمان ساكس رسالة بالبريد الإلكتروني إلى العملاء في وقت متأخر من يوم الجمعة، لإبلاغهم بأنه كان أحد البنوك التي تبيع في الأسهم، حيث سجل مبيعات إجمالية بقيمة 10.5 مليار دولار في صفقات مغلقة من الحجم الكبير.
 
رافعة مالية ضخمة
قام هوانغ، الذي عمل مع جوليان روبرتسون في شركة تايغر مانجمنت Tiger Management، بتأسيس أركيغوس كمكتب عائلي بعد إغلاق صندوق التحوط الخاص به.
 
فيما يصف السماسرة المطلعون على أوامره أن هوانغ يدير استراتيجية طويلة المدى برافعة مالية كبيرة بشكل استثنائي، مما يعني أنه مقابل كل دولار خاص به، يجمع أضعافه من الأموال المقترضة.
 
ولسنوات، بينما كان موظفو غولدمان، يشاهدون صندوق أركيغوس يوسع استثماراته، حاول كبار الموظفين في قسم الأسهم في غولدمان ساكس ترقية هوانغ نفسه كعميل، إلا أن كل محاولة لفتح حساب له قُوبلت بالرفض من قبل قسم الامتثال في أكبر بنك في وول ستريت، بسبب ماضيه المتقلب، وفقاً لأشخاص شاركوا في تلك المناقشات.
 
أقر هوانغ بأنه مذنب في عام 2012، نيابة عن شركته، تايغر آسيا مانجمنت، في اتهامات أميركية بالاحتيال الإلكتروني، حيث تعاملت شركته حينها بناء على معلومات مادية داخلية حول الأسهم، وحققت مكاسب غير مشروعة تقدر بنحو 16 مليون دولار في عامي 2008 و2009، وفقاً لوزارة العدل الأميركية.
 
اندفاع مجنون
منذ عام 2018، انضم غولدمان ساكس إلى صفوف كبار ممولي هوانغ، وفقاً للأشخاص الذين لديهم معرفة مباشرة بهذه العلاقة، مما مكنه من وضع العديد من الرهانات المحفوفة بالمخاطر التي انهارت بسرعة مذهلة الأسبوع الماضي.
 
فيما لم يكن غولدمان وحده، فمع فشل هذه الرهانات، طالب سماسرة هوانغ الرئيسيين بمزيد من الضمانات لدعم قروض الهامش الخاصة به. وبحلول صباح الجمعة، بدأت بعض البنوك في ممارسة حقها في إعلان تخلفه عن السداد وتصفية مراكزه لاستعادة رؤوس أموالها.
 
أدى ذلك إلى اندفاع مجنون لبيع الأسهم في كتل ضخمة حيث سارع بنك تلو الآخر لتجنب الخسائر في الأسهم التي ستنخفض قيمتها قريباً.
 
ومع اقتراب افتتاح يوم الاثنين، لا تزال "وول ستريت" تحاول تجميع حجم المطالبات وأثرها على التداولات.