اكتشف تلاعبه بالأسواق قبل 4 سنوات

 
في الدقائق الأخيرة من تعاملات الجمعة الماضية، كانت أسواق المال الأميركية على موعد مع مفاجأة من العيار الثقيل مع عمليات تسييل لأسهم بمليارات الدولارات لعدد من الشركات الكبرى العملاقة على غرار عملاق التكنولوجيا الصيني Baidu وشركة ViacomCBS الأميركية العاملة بمجال الإعلام.
 
لم يعرف على وجه التحديد من قام بعمليات التسييل الضخمة والتي تسببت بخسائر تقدر بنحو 35 مليار دولار ولا حتى الأسباب التي دفعته للقيام بالأمر.
 
بيد أن تقرير إخباري لوكالة بلومبرغ نقل عن مصادر لم يذكرها القول إن عمليات التسييل الضخمة التي شهدها السوق يقف وراءها المستثمر الشهير وأحد مديري صناديق التحوط السابقين بيل هاونغ والذي أدين من قبل بالتلاعب في سوق المال الأميركي من خلال استخدام معلومات داخلية وتحقيق مكاسب بفعلها في العام 2018.
 
ويطلق على هاونغ لقب "شبل النمر" أو "Tiger Cub" في إشارة إلى عمله في صندوق تحوط Tiger Management مع المستثمر الأسطوري الشهير والملقب بساحر "وول ستريت" جوليان روبرتسون.
 
قائمة سوداء ولكن
قبل نحو 4 أعوام من الآن، كان بنك الاستثمار العالمي Goldman Sachs يضع هاونغ على قائمته السوداء للعملاء ذات السمعة السيئة بعد كشف تلاعبه في سوق المال.
 
غير أن هذا الأمر لم يدم طويلا، إذ كانت عشرات الملايين من الدولارات التي يدفعها هوانغ للمنافسين على غرار Credit Suisse و Morgan Stanleyكفيلة برفع اسم الرجل من القائمة السوداء وإعادة التعامل معه مرة أخرى.
 
وفي رسالة إلى عملائه أخر الأسبوع الماضي، قال البنك إنه قام بتنفيذ صفقة من الحجم الكبير أو ما يصطلح على تسميتها بـ"Block Trade" على أسهم عدد من الشركات في وقت لم يكشف فيه البنك عن الجهة التي تقف وراء الصفقة.
 
فيما قالت مصادر لوكالة بلومبرغ إن هوانغ قام ببيع أسهم تقدر قيمتها نحو 20 مليار دولار من خلال صندوق تحوط Archegos Capital Management التابع له بعد أن أجبر من قبل المقرضين على إغلاق مراكز شراء بالهامش في واحدة من أكبر عمليات "نداء الهامش" أو ما يصطلح على تسميته "Margin Call" في تاريخ سوق المال الأميركي على الإطلاق.
 
نصب واحتيال
بعد إغلاق هاونغ لصندوق التحوط الخاص به في أعقاب كشف تلاعبه في أسواق المال، أسس صندوق Archegos كصندوق عائلي متبعا استراتيجية تعتمد على الاستدانة بكثافة واستخدام الرافعة المالية كأداة لتمويل استثماراته.
 
لسنوات طويلة كان الرجل محط أنظار الذراع الاستثماري لبنك غولدمان ساكس حتى وهو على القائمة السوداء في وقت باءت فيه محاولات عدة لاستقدامه كعميل مع رفض مستمر من قبل وحدة التدقيق في البنك الاستثماري الشهير.
 
غير أن هذا الموقف تغير جملة وتفصيلا قبل نحو عامين ليعود الرجل إلى قائمة العملاء مع ملايين الدولارات التي تدفع سنويا كعمولة.