كتبت - أماني موسى

موجة غضب كبيرة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في السودان بعد مقتل طفلة على يد والدها، وسط مطالبات بمحاسبة القاتل عقب انتشار هاشتاغ "#أبوي_قتلني​"... نورد التفاصيل والقصة الكاملة لهذا الحادث.

مقتل طفلة على يد والدها بسبب خروجها دون إذنه

قُتلت الطفلة سماح البالغة من العمر (13) عامًا طالبة بالصف الثاني الإعدادي، على يد والدها بأعيرة نارية، وبحسب شهادة أحد جيران الطفلة، فقد تم دفنها دون تشريح الجثة بناء على طلب العائلة.


دهسها بالسيارة ثم أطلق عليها أعيرة نارية
وأضاف شهود عيان أن والد الطفلة قام بدهسها بسيارته ثم قام بإطلاق أعيرة نارية عليها للتأكد من وفاتها، وذلك بسبب خروجها من البيت من دون إذنه، بينما نفت الأسرة هذه الرواية وقالت أنها قتلت بالخطأ عن طريق رصاص طائش انطلق من مسدس والدها أثناء قيامه بتنظيف الفرد.

اعتداء بالضرب وقتل
تعود الواقعة حيث طالبت الفتاة بنقلها من مدرسة حكومية إلى إحدى المدارس الخاصة كي تكون بصحبة زميلاتها اللواتي انتقلن إليها، لكن والدها رفض، فقامت الفتاة بترك المدرسة وظبت بالمنزل في محاولة للضغط على الأب ليغير رأيه، لكنه لم يفعل.

وبعد مرور أسبوع ذهبت الفتاة للقاء زميلتها، وعندما علم الأب بعد صلاة الجمعة، توجه على الفور إلى منزل صديقة ابنته وقام بالاعتداء عليها بالضرب، ما أدى إلى إصابتها بكسر في إحدى قدميها، قبل أن يعود بها إلى المنزل ويطلق عليها النار فيرديها قتيلة.

الأسرة ترفض تشريح الجثمان والمنظمات الحقوقية تطالب بمحاكمة الأب

لكن مطالبة أسرتها بعدم تشريح الجثة لاستبيان سبب الوفاة ودفنها سريعًا أثار الشبهات بأن الأسرة تحاول إخفاء جريمة الأب، ما دفع بمؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية للمطالبة بمحاكمة الأب.

جد الطفلة: اللي عنده إثبات يقدمه
من جانبه خرج جد الفتاة في فيديو مصور عبر الإنترنت يؤكد رواية الأسرة أن الفتاة قتلت عن طريق الخطأ، وأن والدها لم يقتلها قصدًا أو يدهسها بسيارته، مستطردًا: اللي عنده إثبات يقدمه.

واستنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي لبشاعته، وقال أحدهم: أين القانون حين يقتل أب ابنته بسبب خروجها من البيت دون أن تخبره، وأين المنظمات الحقوقية؟ معقولة الموضوع يعدي كدة؟ وقال آخر: حياة الأنثى في السودان مهددة بالخطر دايمًا..


فتح تحقيق في القضية
بدوره، أمر مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق عيسى آدم، بفتح تحقيق عاجل في القضية التي أصبحت قضية رأي عام، خصوصًا بعد دفن الفتاة دون تشريح جثتها بناء على طلب العائلة.

جثمان به كدمات متفرقة بكل أنحاء الجسم وطلقات نارية

من جانبها قالت ناهد جبرالله، مديرة مركز سيما لدراسات المرأة والطفل، أنه في تاريخ 19 مارس وصل جثمام الفتاة إلى مشرحة أم درمان وبحسب المعلومات المتوفرة كانت الجثة مليئة بالكدمات والصدمات في مختلف أنحاء الجسم، إضافة إلى وجود طلقات نارية، لكن قبل أن تبدأ إجراءات التشريح وصل أمر آخر بإيقاف التشريح وتسليم الجثمان لذويها.

وأكدت جبر الله أن رفض الأهل للتشريح يؤكد رواية شهود العيان، ولذا تحركنا كمنظمات مجتمع مدني للضغط عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للمطالبة بالعدالة لسماح، وقمنا بتقديم مذكرة للسيد وزير العدل ومجلس الطفولة نطالب بإجراء التشريح واستكمال التحقيق الجنائي وعدم الصمت على هذه الجريمة.

النائب العام يطلب ملف القضية لمراجعة إجراءات التحقيق

وطلب النائب العام السوداني ملف القضية لمراجعة ما تم من إجراءات وهناك توجيهات إذ تم القبض على الوالد وعدد من أفراد الأسرة للتحقيق معهم، ونحن نطالب بتشريح الجثمان ونطالب بتوسيع العقوبات ضد ممارسو العنف ضد المرأة والأطفال.