وسيم السيسي
أنا نادرة التضخم فى الزنوج، استثناء فى الآسيويين، يكبر حجمى فى 50% من الرجال بعد الستين، ولكن الأطباء لا يتدخلون إلا فى 10% فقط، لأنى لا أزعج الباقين.

لست وحدى السبب فى مشاكلكم، ولكن ضعف عضلة المثانة وعدم قدرتها على الانقباض لطرد البول بسبب إهمالكم فى تفريغها أو بسبب السكر أو أمراض العمود الفقرى كالانزلاق الغضروفى من أهم الأسباب للاحتباس البولى!.

تسألوننى: لماذا أتضخم؟ الرد باختصار: عدم التوازن الهرمونى.

أنا المسؤولة عن 70% من حجم السائل المنوى الذى يحتوى على الحيوانات المنوية، وأنا التى أعطيها الماء والغذاء تمامًا كالسمك فى الماء، فإذا أصابتنى التهابات، وهى كثيرة جدًا بين الشباب، يتأخر الحمل، كما تتأثر العلاقات الزوجية كالقذف المبكر أو ضعف الانتصاب.

حين يكبر صاحبى ويبدأ يسعد بحياته يكون الكلب أسعد حالًا من سيده، ذلك لأن تضخمى عند الكلاب نادرًا ما يؤدى إلى احتباس بولى لأن تضخمى ناحية المستقيم بينما تضخمى عندكم حول عنق المثانة وبالتالى الاحتباس. لا تهملونى بالرغم من إنذارى لكم قبل الاحتباس بالتردد على الحمام كثيرًا وضعف الاندفاع وإلا تفاجأون بتضخم فى الكليتين وفشل كلوى بعد ذلك!.

أنا أعلى نسبة سرطان بروستاتا فى العالم كله عند الأمريكيين، وأقل نسبة عند اليابان، ويبدو أن السبب هو أن 80% من بروتين الأمريكيين من أصل حيوانى، (ربما لحوم بها هرمونات)، بينما 80% من بروتين اليابانيين من أصل بحرى أو نباتى.. خذوا حذركم من طعامكم، إنه داء ودواء.. أكثروا من الأطعمة الغنية بالـ«ليكوبين» (اللون الأحمر) كالطماطم والرمان والصلصة.. باختصار كل ما فيه اللون الأحمر.

قد تسألوننى لماذا أسمى بروستاتا؟ وما معناه؟ أنا مكونة من PRO أى أمام، وStanding، أى واقفة أمام المثانة محيطة بعنقها!.

جدير بالذكر أننى لا أنمو نموًا طبيعيًا إلا فى وجود الهرمون الذكرى (التستوستيرون)، لذا لا أكبر أبدًا عند الخصيان، وأول مَن لاحظ ذلك كان الجراح البريطانى John Hunter.. إياكم وهرمونات الذكورة سواء بالحقن أو الفم ما لم تتأكدوا بدلالات الأورام (P.S.A) أنى لست مصابة بالسرطان، وإلا فقد أشعلتم البيت نارًا لأن الهرمون الذكرى هو بنزين للخلايا السرطانية، وخذوا بالكم من أنفسكم إذا كان فى الأسرة مريض بسرطان البروستاتا فإن الجينات لها دور بنسبة 15%. أنا أحب كاتب هذه السطور لأنه يحافظ علىَّ ويُبقينى أقوم بوظائفى، بعملية جديدة باسمه اسمها Capsulotomy، وفيها يشق الحافظة الكبسولة التى تخنقنى، فأبتعد عن عنق المثانة، ويكون تضخمى خارجها، هذا فقط فى تضخمى الحميد. إن حجمى الطبيعى من 20 لـ25 سنتيمترًا مكعبًا، قد أصل إلى المائة ولا تحتاجون جراحة لأن مثانتكم قوية.. وقد تحتاجون لجراحة وأنا حجمى 50 سنتيمترًا مكعبًا.. حافظوا على مثانتكم، التى تخضع لقانون ستارلنج: الخيوط العضلية، تضعف إذا تُركت مشدودة مدة طويلة!.

أخيرًا تذكروا:
داؤك منك ولا تشعر/ ودواؤك معك ولا تبصر!

وتزعم أنك جرم صغير/ وفيك انطوى العالم الأكبر
نقلا عن المصرى اليوم