سليمان شفيق
من موسكو عاصمة الاشتراكية الي المنيا عاصمة الحب والحزن والثورة ، عدت 1987 لاجد عروس الصعيد مختطفة من جماعات الارهاب والتشدد ، لم اجد ملاذا سوي كتيبة مقاومة مكونة من ثلاثة رفاق الاديب والناقد مصطفي بيومي والباحث عادل الضوي والشاعر عبد الرحيم علي ، لم افكر سوي بالبحث عن ذلك المرفأ وكان اول من دلني الفتي الشاعر عبد الرحيم علي ، ذلك الفدلئي الجميل الذي كان يواجة المتشددين وجة لوجة وكنت قد يعرفت علية مبكرا عام 1976 ،حينما كان الاب الشيخ علي عبد الرحيم من مؤسسي منبر اليسار(التجمع فيما بعد) وكنت من مريدي شيخنا التجمعي وفي مقدمة حملتة الانتخابية لمجلس الشعب في اكتوبر 1976 ، حينذاك لمحت للمرة الاولي الفتي عبد الرحيم يحمل لافتات ابية وطعم الوسطية ومذاق العدالة ، كان في مقدمة الصفوف في انتفاضة 18 و19 يناير 1977 ، وتذكرت كيف كان عبد الرحيم الشاعر وبطل رفع الاثقال يمضي دون خوف لا من الموت ولا من المجهول رغم انه يسكن في عقردار المتشددين بالحي المسكون بالخوف والتشدد.
 
(2) الثالوث المقدس:
كتب عبد الرحيم علي 🙁 هو العمر يمضي إذن، ولا أبصر سوى وجوه الراحلين والرفاق القُدامى.. أرصفة مدينتي البعيدة.. أزقة قريتي، والمدرسة الابتدائية...."
ثمانية وخمسون عامًا ألهث خلف دمي.. يمامة خضراء تأتيني على مهل.. شاخصة وحالمة في وضح النهار.. تربت على كتفي، تهدهدني وتهديني اليقين.. طريق ضم أقدامي نصف قرن أو يزيد.. يراوغني.. يُعلِّمني الرحيل".
واليوم أشُدُّ الرِّحال خلفه.. علِّي أجد ضالتي، في الحب والثورة والحياة؛ ذلك الثالوث المقدس يطاردني من عشرات السنين ")
 
(3) من عمق النهر الي المصب
هناك في عمق النهر بالقرب من مدينة المنيا ولد الطفل عبد الرحيم علي ابن الشيخ علي من الموظفين بوزارة الاوقاف ورئيس نقابة العاملين بالمساجد ، ومن عذوبة النهر وصوفية مولد سيدنا الفولي ادرك الفتي الوسطية من نعومة اظافرة ، ومن شوق الفقراء للحياة عرف عبد الرحيم العدالة الاجتماعية ، امسكت بحبال شعر الشاب عبد الرحيم وصعدنا الي ذروة الثالوث مصطفي وعادل وعبد الرحيم ، مصطفي اول من استعاد زمام النقد الادبي للصعيد في زمن الارهاب ، وعادل الضوي المفكر والذي رفض الامن تعيينة معيدا بالجامعة ، وانا الوافد اليهم كبحار قديم عاد الي المينا يبحث عن سفينة ، هنا كان عبد الرحيم يحرك السفينة ومثلث الرفاق وثالوث الحب والثورة والحياة .. 
 
ويكتب عبد الرحيم الان 🙁 تشاركت مع أصدقاء العمر عادل الضوي، ومصطفى بيومي، وسليمان شفيق أحلامنا، الخاصة والعامة؛ الحلم بوطن أكثر عدلًا وتقدمًا، وقادتنا أحلامنا وأفكارنا وحماسنا الدافق لخوض تجارِب سياسية وإنسانية عديدة ونبيلة، ربما يأتي يوم لأقصها على مهل)
 
(4) ثمانية وخمسون عامًا ألهث خلف دمي
وها هو الفتي الشاعر المقاتل يعبر النهر الي المصب من النيل الي السين ليطارد شياطين اله الشر ست قاتل اوزوريس ، وليساند حور وامة ايزيس في مواجهة الشر.
 
الحلم يمضي نحو شاطئ زهر تكحلت من طميه وعذوبة ماء كان وضوء افكارك وموج هادئ كان سجادة صلاتك للحرية .. حينما رايتك لاول مرة ادركت انك من حراس البوابة لوطن قادم من اعماق الجرح واحلام الشعراء العشاق 
عد فالنيل اعمق من السين وبوابة المتولي اعلي من الشانزلزية
ووو....... كل سنة وانت طيب