كتب – روماني صبري  

هل سيسهم القرار التركي الأخير، في تحجيم خطاب جماعة الإخوان الإرهابية ؟، وهل ستقدم قنوات التنظيم في تركيا على مراجعة سياساتها التحريرية ؟، وكيف سيبرر التنظيم هذه المراجعة أمام أتابعه، وكيف سلطت هذه القضية الضوء على أن الارتهان للخارج قضية خاسرة ؟، حيث يلزم القرار القنوات التابعة لتنظيم الإخوان بمراجعة سياستها التحريرية ووقف خطابها التحريضي ضد مصر والالتزام بمواثيق الشرف الإعلامي، وكان صرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بأنه يتمنى مواصلة المباحثات مع الإدارة المصرية، وقالت وزارة الخارجية المصرية : لا توجد علاقات مع تركيا خارج القنوات الطبيعية.
 
القرار ليس بجديد 
لمناقشة ذلك قال عبد الجليل الشرنوبي/ الخبير في شؤون الإرهاب والتطرف:" منذ سنوات وخطاب الجماعة الإرهابية يستهدف الإضرار بأمن مصر والمنطقة والعالم، وهذا القرار التركي قد يساهم في تهدئه الأوضاع بين مصر وتركيا بشكل نسبي." 
 
مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "سكاي نيوز عربية"، بخصوص القضاء التام على الخطاب الاخواني أو التنظيم الذي هدفه القضاء على مصر وغيرها من الدول التي تناهض إرهابه، هذا أمر مستبعد.
 
لافتا :" نحن نتعامل مع تكتيك مرحلي، يهدف إلى رفع الحرج عن الإدارة التركية من ناحية، وتخفيف الضغط على هذه الإدارة من ناحية أخرى.
 
موضحا :" القرار التركي بإلزام قنوات الإخوان بوقف خطابها التحريضي ضد مصر والالتزام بمواثيق الشرف الإعلامي، ليس بجديد أو قرار طارئ فوجئ به التنظيم.
 
وتابع :"  فالإخوان خلال السنوات الـ3 الماضية، كانوا في طريقهم تدريجيا للتخلص من عبء هذا الخطاب التحريضي، ومن مؤسساته والتي حرص التنظيم طيلة الوقت على أن يقول أنها قنوات لا تعبر عنه، وإنما ما يعبر عنه هو مواقعه الرسمية.
 
ولفت عبد الجليل الشرنوبي/ الخبير في شؤون الإرهاب والتطرف :" إذا نحن نتحدث عن ظاهرة مرحلية تقاس بحجمها المرحلي في إطار تحولات تطرأ على الشكل العام للحالة التركية سواء في المنطقة العربية أو في محيطها الإقليمي بصفة عامة.
 
مشيرا :" ثمة ملفات يسعى لتهدئتها على حساب الإخوان، على اعتبار أن خطاباهم الإعلامي الصادر من تركيا  السبب الرئيسي في الأزمة بين القاهرة وأنقرة.
 
اضر بسمعة تركيا خارجيا
شاهدنا ورأينا الكثير من نشاطات الإخوان في تركيا، والمحتوى الإعلامي الذي يقدمونه هناك عبر قنواتهم تحريضي يدعو للكراهية والقتل، خطاب عدواني يدعو للعنف ويسيء لرموز الدول العربية، وأخيرا انتبهت تركيا إلى ضرورة إيقاف هذا المحتوى الذي لا يتفق مع ميثاق الشرف الإعلامي والقوانين التركية، هل تعتقد أن أنقرة اتخذت قرارا صائبا حتى لو جاء متأخرا ؟.
 
وردا على هذا السؤال، قال فراس رضوان اوغلو، الكاتب والمحلل السياسي التركي، في بداية الأحداث، لم تعترف الإدارة السياسية في تركيا بالنظام الحاكم الحالي في مصر، ما تسبب في الأزمة – يقصد بعد إطاحة الشعب المصري بحكم الإخوان الإرهابية عبر ثورة 30 يونيو-." 
 
مضيقا :" بعد ذلك حدثت متغيرات، ففي تركيا قراءة استخباراتية مختلفة نوعا ما تحمل رؤية إستراتيجية سياسية فيما يخص العلاقات مع مصر، كذلك من قبل السياسيين الأتراك.
 
لافتا :" من هنا بدأ التغيير لحلحلة الأزمة من قبل الإدارة التركية، والأصوات التي تقول هل سنبقى في هذا الصراع الذي ليس له بداية ولا نهاية ولا قواعد، ازدادت، حتى تم الضغط على الحكومة كذلك من قبل المعارضة، فدفعت بقرار لتحجيم خطاب جماعة الإخوان الذي اضر بسمعة  السياسة الخارجية لتركيا  وأيضا بمصالحها مع الدول الأخرى، مشيرا :" باتت الخارجية التركية ترى الخطاب الاخواني التحريضي غير مقبولا وترفضه."